أقامت مفوضية طرابلس في جمعية الكشاف العربي في لبنان دورة تدريبية تحت عنوان “الكشفية وتنمية المجتمع” وذلك في مركزها الكائن في التل ـ طرابلس، واستمرت لمدة يومين وشارك فيها قادة الأفواج والحلقات والعديد من الجوالة والكشافين.
وتحدث مفوض طرابلس القائد سعيد معاليقي الذي أثنى على “جهود قيادة المنطقة في اعداد هذه الدورة وأهميتها في تنمية المجتمع”، وقال: “تعد الحركة الكشفية عملاً تربوياً يهدف إلى الانتقال بالفتية والشباب من مرحلة التواكل إلى مرحلة الاعتماد على النفس. ومن هذا المنطلق توجد عوامل مشتركة مع تنمية المجتمع، ويمكن إذا أحسن استخدامها أن تصبح أداة فعالة جداً لتحقيق الهدف التربوي من الحركة الكشفية فالتعلم بالممارسة والعمل الجماعي في الطلائع والفرق الكشفية والمساهمة التطوعية، هي عناصر أساسية في تنمية المجتمع والكشفية، وتكون النتيجة في كل الحالات هي الاعتماد الكبير على النفس كأفراد وكمجموعات، مما ينمي الوعي بالاحتياجات والقيام بتوفيرها مع الاستخدام الأمثل كلما أمكن ذلك للموارد التي تتيحها بيئتهم المباشرة وكل ذلك يضع الكشفية في وضع متميز يمكنها من أن تلعب دوراً له قيمته في عملية تنمية المجتمع “.
وأضاف معاليقي: “إن تنمية المجتمع عملية تغيير تربوية تقوم على العمل الجماعي وتأخذ طريقها داخل المجتمع وتؤدي إلى تحسين مستوى المعيشة حيث الأفراد أنفسهم هم المستهدفون من هذه العملية. وما يميز تنمية المجتمع عن غيرها من الاتجاهات هو تلك الخطوات التي يقوم بها الأشخاص أنفسهم مستخدمين موارد مجتمعهم ابتداءاً من التعرف على الاحتياجات وحتى مرحلة التقييم النهائي .وبصورة نموذجية تتحول خطوات تنمية المجتمع إلى عملية ديناميكية ومستمرة، وبالاستفادة من النجاح والفشل تؤدي المشروعات الصغيرة إلى تفهم أعمق وتخطيط أكفأ ونجاح أكثر فعالية يقوم به المجتمع نفسه مع زيادة الاعتماد على النفس” .
كما تحدث القائد نسيم الشامي عن “التنمية الاجتماعية في الحركة الكشفية”، فقال: “إن تنمية الفتية والشباب اجتماعياً هي أحد الأغراض الأساسية للحركة الكشفية وإن اسلوب الكشفية في التنمية الاجتماعية يرتكز على حث العضو للتعلم من خلال تجاربه أي “التعلم بالممارسة” في إطار العمل في الجماعات الصغيرة (السداسيات والطلائع والرهوط) التي تنتظم في مجموعات أكبر هي الفرق والعشائر”. ولفت إلى أن “الحركة الكشفية تغرس من خلال الوعد في أعضائها المبادرة لتقديم الخدمات للآخرين، فالوعد يوجب على كل كشاف أن يجعل المساعدة جزءاً من حياته اليومية حتى يستجيب آلياً إلى المواقف التى تتطلب المساعدة”.
وتحدث القائد عمر اسماعيل عن الأنشطة التي تتلاءم مع كل مرحلة كشفية فقال: “نستطيع من خلال المراحل الكشفية أن نقوم بخدمة وتنمية المجتمع عبر أنشطة متنوعة وهي: لمرحلة الأشبال تعليم الفريق على العمل المشترك في الأنشطة وخدمة لمرافق العامة. ولمرحلة الكشافة تنظيم الأنشطة الجماعية عبر إعداد الخطط لتأدية الخدمات العامة التي تساعد مباشرة في تنمة المجتمع على اكثر من صعيد. أما في مرحلة الكشاف المتقدم فهي تتجسد عبر الاشتراك في تنفيذ المشروعات الخدماتية التي تنظمها الهيئات المحلية والجمعيات المعنية في التنمية الاجتماعية والتنمية البيئية ورعاية المسنين والمؤسسات الانسانية والصحية، اضافة الى المشاركة في العديد من المشاريع العامة. وفي مرحلة الجوالة فإن الفريق يعمل على تبني مشروع دائم في منطقة ما يساعد على حماية البيئة أو يعمل على المساعدة الانسانية أو الصحية، أو يعمل على تحليل مواقف اجتماعية عبر دراسة الشخصية والتعمق في ايجاد الحلول للعديد من المشاكل الاجتماعية”.
وأعطى القائد اسماعيل العديد من الأمثلة لتطبيق نظريته عبر طرح جملة مشاريع كان قد شارك فيها الكشافة والجوالون وعملوا على انجاحها.