دموع الاسمر
في الوقت الذي تغرق فيه شوارع طرابلس يوميا بالعتمة نتيجة التقنين الكهربائي القاسي، وفي ظل هذه الاجواء المشحونة اعتبرت اوساط طرابلسية ان معظم الطرابلسيين يحملون نتائج ما آلت اليه الاوضاع في المدينة من تدهور وانحدار على كافة المستويات الى القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب لانها الجهة الرسمية المفوضة بحمل هموم ناخبيهم والمطالبة بايجاد حلول سريعة بدلا من التذرع بحجج واهية لم تعد خافية على احد.
برأي هذه الاوساط بأن الانتخابات القادمة لا تشبه الاستحقاقات الانتخابية السابقة، فالقانون الانتخابي الجديد سيلغي السيطرة الاحادية ويفسح المجال لقوى متنوعة بخوض المعركة الانتخابية دون التحالف مع قوى سياسية تقليدية لان كل مرشح يملك فرصة الفوز.
لكن شروط هذا القانون تربك بعض المرشحين خصوصا الشروط التي تلزم كافة المرشحين بعد اقفال باب الترشيحات بابلاغ وزارة الداخلية اسماء اللوائح المكتملة وغير المكتملة وذلك صبيحة 8 اذار، وفي حال لم ينضم كل مرشح الى لائحة انتخابية فترشيحه يسقط صبيحة 23 اذار كذلك من شروط هذا القانون ان لا يقل عدد اللائحة المقدمة الى وزارة الداخلية عن ثلاثة مرشحين وفي حال لم يوفق كل مرشح بالانضمام الى لوائح مكتملة او غير مكتملة فان ترشيحه سيسقط فور انتهاء الوقت المحدد اضافة الى ان هذا القانون يحرم كل مرشح انسحب من العملية الانتخابية من استعادة مبلغ العشرة ملايين الذي يدفعه رسوم ترشحه ولن يستطيع تحصيله في كافة الاحوال.
على هذا الاساس، يبدو، ان كافة القوى السياسية في المدينة حريصة بالتكتم على مشاوراتها الانتخابية، خصوصا ان المعركة في طرابلس اخذت بعدا تنافسيا حادا بين حلفاء الامس والخصوم. وتحاول كل جهة سياسية اعتماد الاستفتاء الشعبي من خلال تفويض ناشطين وناشطات باجراء استفتاء شعبي تكشف القوى السياسية من خلاله حجمها الشعبي.
لكن حسب المتابعين ان كل الاستفتاءات الشعبية التي اجريت مؤخرا عبر مواقع الكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي باستطلاعات الرأي للمرشح المفضل تأتي النتائج لصالحه لكن هذا التصويت لا يعطي النتائج الدقيقة لان الاستفتاء في حال لم يشمل شرائح متنوعة واعتمد على مؤيدي كل فريق سياسي على حدة فان نتائجه تكون غير مجدية.
وكشفت الاوساط ان الوزير السابق اشرف ريفي سيكون له في محافظة الشمال لائحتين مكتملتين لائحة طرابلس ـ الضنية ـ المنية واللائحة الثانية في محافظة عكار، وكشفت اوساط ريفي ان الاخير سيعلن لوائحه غداة اقفال باب الترشيحات. وسيكون للاخير معركة كسر عظم خصوصا انه سيخوض المعركة تحت عناوين القوى التغييرية ووعد ريفي بمفاجآت في الشارع الطرابلسي.
اما بالنسبة للرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي فكل الاحتمالات واردة ان يخوض الاثنان الانتخابات متحالفين او في لائحتين مع تأكيد على التحالف السياسي واستمراره الى ما بعد صدور النتائج الانتخابات وان المرجح لغاية الان ان تجمع ميقاتي وكرامي لائحة واحدة وبالتحالف مع الوزير جان عبيد عن المقعد الماروني.
وحسب الاوساط الطرابلسية ان هذه اللائحة تضم اقطابا لهم حيثية تستطيع تأمين الحاصل الانتخابي وما يفوقه ومن شأن ذلك أن يجعلها اللائحة الاولى فيما لائحة المستقبل لم تعد اللائحة الذهبية التي اعتاد البعض وصفها في الدورات الانتخابية السابقة.
اما بقية القوى، فهناك احتمالات ان يعلن النائب محمد الصفدي عزوفه عن خوض الانتخابات بعد رفض الشروط التي قدمها لتيار المستقبل بترشيح زوجته فيوليت خير الله بدلا عنه عن المقعد الارثوذكسي لكن الرد جاءه بعكس ما توقع ان الرئيس الحريري يفضل ان يكون الصفدي هو المرشح عن احد المقاعد السنة. اما بالنسبة للنائب والوزير محمد عبد اللطيف كبارة فان الاخير بانتظار استفتاء شعبي يقيم فيه وضع نجله كريم في مدينة طرابلس، وفي حال كانت النتيجة مرضية فان عزوف كبارة حتمي لصالح نجله.
وترجح مصادر مقربة من الرئيس الحريري ان يخوض تيار المستقبل الانتخابات في طرابلس بلائحة مستقلة بعد استطلاعات افضت الى ان التحالف بين التيار الازرق والتيار البرتقالي في طرابلس لن يقدم قيمة مضافة للتيار الازرق لان مرشح التيار البرتقالي عن المقعد الماروني طوني ماروني لا يملك قدرة مواجهة مواجهة الوزير جان عبيد في طرابلس،فيما المرشح الارثوذكسي انطوان حبيب وهو مقرب من التيارين يعتمد هلى حيثية طرابلسية نتيجة تواصله الدائم مع المواطنين.
اما النائب مصباح الاحدب فقد قرر العودة الى الساحة السياسية بعد انشغاله فترة ببرنامج «ديو المشاهير» حيث لاحظ الاخير انه حظي بمتابعة لا بأس فيها متمنيا ان يكون له نفس المتابعين خلال المعركة الانتخابية.
بانتظار ما ستحمله الايام القادمة من اعلان ترشيحات جديدة يكشف اعداد المرشحين في مدينة طرابلس كما يكشف عدد المرشحين عدد اللوائح التي ستشكل في طرابلس فحتى الساعة كل التوقعات ان المدينة ستشهد اربع لوائح مكتملة واكثر من لائحة غير مكتملة.