جهاد نافع
بات شبه مؤكد -كي لا نقول انه محسوم – نشوء تحالف بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر في دائرة عكار الانتخابية التي تعتبر من اكبر الدوائر الانتخابية وفيها سبعة مقاعد موزعين ثلاثة سنة ومقعدان ارثوذكسيان ومقعد ماروني ومقعد علوي.ويبلغ عدد الناخبين ما يقارب الـ 276 ألف ناخب .
نشوء هذا التحالف في عكار وبحسب مصادر عكارية، له تداعيات على عدة اصعدة ابرزها انها ستضع حلفاء التيار الازرق وحلفاء التيار الوطني الحر في ضفة اخرى منافسة للتيارين نتيجة تقاسم المقاعد بينهما الامر الذي سيؤدي الى استبعاد مرشحين طامحين لموقع على اللائحة، ومن شأن هذا الاستبعاد ان يؤدي الى تشكيل لائحة معارضة لا يستهان بحيثيتها الشعبية وبالتالي فان الصوت التفضيلي عندئذ سيلعب دورا بارزا في حصد مقاعد بحيث يصعب على التيارين الازرق والبرتقالي حصد ما يطمحان اليه من مقاعد.
فالتيار الازرق في تحالفه مع التيار البرتقالي يعتقد انه يستند الى رافعة التيار البرتقالي الشعبية فيما اشارت المصادر الى ان القاعدة العونية التقليدية في عكار غير مرتاحة الى هذا التحالف وانها ستكون مطية لتأمين وصول مرشح او اكثر للمستقبل في عكار خاصة وان الرئيس سعدالحريري متمسك بمرشحه الماروني النائب هادي حبيش باعتباره الثابت الوحيد بين نواب المستقبل في عكار.. فيما يشدد التيار البرتقالي على حقه بتسمية المقاعد المسيحية خاصة الماروني وظهر ذلك اثناء جولة الوزير باسيل العكارية حين اكد انه يريد ان يرى رفيقه جيمي جبور في المجلس النيابي.
كما كان مفترضا ان يراعي تيار المستقبل خاطر النائب سليمان فرنجيه بضم مرشح المردة النائب السابق كريم الراسي الى اللائحة مما سيطيح بمرشح القوات اللبنانية عن المقعد الارثوذكسي حيث لم تظهر حتى الان بوادر توافق عوني قواتي او توافق مستقبلي قواتي.
وتشير المصادر الى ان كريم الراسي هو مرشح المردة اي مرشح محور المقاومة الذي لا يستطيع الانضمام الى محور المستقبل الذي رفض اي شكل من اشكال التحالف مع حزب الله وحلفائه.
وتشير المصادر الى ان القوات اللبنانية والكتائب اقرب الى التحالف مع النائب خالد الضاهر الذي اعلن مؤخرا عن تعاون وتنسيق مع اللواء اشرف ريفي في دوائر انتخابية عديدة وهم بصدد تشكيل لائحة منافسة تضم مرشحين من خط سياسي واحد تحت شعار ثوابت 14 آذار.
فيما لوحظ حراك آخر لقوى 8 آذار يقوم به نواب سابقون ابرزهم وجيه البعريني الذي حدد خياره بترشيح نجله وليد البعريني والنائب السابق كريم الراسي والنائب السابق مخايل الضاهر الذي قرر خوض المعركة الانتخابية وفي هذه الحال فان الصوت التفضيلي سيذهب لصالح هذه الرموز السياسية العريقة وتصبح منافسة جدية لتحالف المستقبل والوطني الحر نتيجة الحيثية الشعبية لها.
كل ما تقدم وكي يظهر المشهد السياسي بوضوح مرهون بقرار الرئيس عصام فارس وبموقفه الذي سيتم على اساسه تظهير شكل التحالفات حيث الجميع يصغي اليه وينتظر كلمته.
اضافة الى ذلك فان للاحزاب والقوى المحسوبة في فريق 8 آذار حيثية شعبية يضاف اليها الصوت العلوي الذي يقارب الـ 13 ألف صوت من شأن ذلك ان يغير المعادلة السياسية العكارية وبذلك فان الخاسر الاكبر سيكون تيار المستقبل التي ستنحسر كتلته العكارية لصالح مرشحين من محور المقاومة …علما ان عكار ستشهد ثلاثة لوائح واحتمال ان تكون اربعة لوائح وعندها ستتوزع المقاعد بين هذه اللوائح المتنافسة.
الديار