ثمة جدل قائم في مدينة طرابلس حول تسمية الساحة التي كانت تعرف باسم ساحة عبد الحميد كرامي، ثم عرفت لاحقا باسم ساحة النور بعد انشاء مجسم كبير لكلمة “الله” ونصب شعار “طرابلس قلعة المسلمين”.
هذا الجدل القائم لا يعنينا من قريب او من بعيد سوى انه جدل قد يؤدي الى بلبلة في الاوساط السياسية في ظل الهدوء السائد حاليا بين كافة القوى والاطراف، ومن شأنه ان يستعيد ظلالا طائفية بينما النقاش يدور حول الغاء الطائفية السياسية، وان تلغى الطائفية من النفوس ومن النصوص على حد سواء.
تلك الشعارات الطائفية لا معنى لها، واخفاء الصبغة الطائفية والمذهبية عن اي مدينة او منطقة أو بلدة هو عمل لا يصب في الاتجاه الصحيح المطلوب تكريسه في اطار الوحدة الوطنية وتكريس النسيج الاجتماعي الواحد بين كل الطوائف والمذاهب. حيث ان اي منطقة أو مدينة ليست من لون طائفي او مذهبي واحد، بل هي خليط متجانس من كل الطوائف والمذاهب.
مصادر سياسية رأت أن الواقع السياسي اللبناني لم يعد يحتمل الجدل الطائفي والمذهبي خاصة بعد انطلاق مسيرة الهدوء السياسي وبعد طوي صفحات من محاولات اشعال الفتن الطائفية والمذهبية في اكثر من منطقة.
هذه المصادر دعت التيارات والقوى السياسية الى أن تكون اكثر موضوعية في القضايا الطائفية والمذهبية وان تسعى دائما تكريس كل ما من شأنه أن يوحد ويقرب بين الطوائف، وان تسمية ساحات وشوارع المدن يجب ان تعتمد على الاسماء الوطنية الجامعة والتي لا تثير الحساسيات لدى اي طائفية أو شريحة من شرائح المجتمع او لا تستفز مشاعر الآخر. وان الوقت الراهن ليس وقتا للجدل البيزنطي الذي لا يقوم للوحدة الوطنية شيئا سوى عرقلة مسيرة السلم الاهلي التي يجب ان تتطور وتتحصن لا سيما وان البلاد مهددة في اي وقت بعدوان صهيوني وبشبكات تجسس ناشطة تعمل على استغلال اي ثغرة للولوج منها الى تنفيذ مشروع التفتيت والشرذمة داخل البلاد ليسهل على العدو الخارجي السيطرة على مقدرات البلاد.
وتخلص المصادر الى ان مدينة طرابلس والشمال هي ذات نسيج وطني متجانس ولن تكون خارج المسيرة الوطنية التي بدأت تخطو خطوات متقدمة في اتجاه تكريس الوحدة الوطنية والسلام الوطني الداخلي افساحا في المجال لمعالجة كل القضايا الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية الضاغطة على جمل الشعب اللبناني.