أقامت هيئة الاسعاف الشعبي في عكار حفل عشائها السنوي بمناسبة الذكرى 33 لتأسيس الهيئة في قاعة مطعم وقصر العطية في التليل ـ عكار، في حضور المتروبوليت باسيليوس منصور مطران عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس، ناصر بيطار ممثلا نائب رئيس الحكومة الاسبق عصام فارس، وفعاليات سياسية واجتماعية ونقابية ومهتمون.
بعد النشيد اللبناني تحدث مسؤول هيئة الإسعاف الشعبي نور الدين مقصود عن هيئة الإسعاف الشعبي التي انطلقت وفق مبادئ وأسس إيمانية وطنية قومية إنسانية، وكانت فلسفة الخدمة عندها تقوم على عدم التمييز بين منطقة وأخرى أو طائفة وأخرى أو مذهب وآخر.
وأشار مقصود في كلمته إلى أهمية التطوع في صفوف المؤسسات الأهلية لأنه يؤمن التوعية والثقافة ويشرك الشباب في هموم الوطن والمواطن ويقوي إحساسه بأهمية العطاء والتضحية كما أن العمل في هيئة الإسعاف الشعبي يحصن الشباب أخلاقياً من كل المفاسد أو أشكال التطرف والإنحراف.
ولفت الى تراجع الخدمات في مستشفى حلبا الحكومي الذي لا توجد فيه غرفة عناية مركزة ولا قسم للقلب والشرايين ولا آلات متطورة للتصوير الشعاعي ولا مركز لغسيل الكلي مما يجعله أشبه ما يكون بمركز ريفي طبي ولا تتوفر فيه مواصفات المستشفى.
ثم ألقى المتبروبوليت باسيليوس منصور مطران عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس كلمة قال فيها:
كل عمل يقوم به كل فرد من هذه المؤسسة يعطي نموذجاً عن المحبة التي ينادي بها ديننا جميعاً ونعمل على تطبيق هذه المقولات الرائعة ففي الإسلام الله رحمن رحيم والرحمة وهذا يعني أن الإنسان يجد في الإسلام ملاذاً رحيماً كما يجد الجنين في رحم أمه، والإيمان الذي يتمتع به أعضاء الإسعاف الشعبي يشعر المواطنين بأنه بأعمالهم وأعمال أمثالهم يشعرون بأن نعمة الله ورحمته ما زالت تسيطر على الناس، وهكذا نجحت الإسعاف الشعبي أن تتجاوز كل المؤمرات والايديولوجيات التي تريد أن تفرق أبناء الوطن الواحد إلى أحزاب وطوائف ومناطق وذلك عبر فتح قلوبهم وصدورهم لخدمة كل مواطن يأتي إلى المراكز لخدمته بدون تمييز وبذلك يؤكدون شعارهم بأنهم من أجل كل مواطن.
الرحمة هي الأهم وخدمة المجتمع والناس في الإسلام ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
وفي الانجيل الدنيوية تكون بلا رحمة للذين بلا رحمة.
اضاف: عندي خيبة أمل من كثر ما كان لدينا أحلام وطنية وعروبية وشاركنا بمظاهرات وفي انلهاية ترى أن كثيرين يتخلون عن هذه الشعارات في محاولة تذكرنا بسايكس بيكو لتشتيت ما هو مشتت، ويشعر الإنسان نفسه بأنه حزين على سنوات من العمل الدؤوب في مجال خدمة العروبة، وأنا أكيد أن هذه الأمة من محيطها إلى خليجها والتاريخ يثبت ذلك ليس لها خلاص لا بالمسيحية ولا بالإسلام خلاصها بعروبتها. وعكار بهيئاتها الوطنية للإسعاف الشعبي وغيرها ستقف سداً منيعاً بوجه المؤمرات وتنجح لكي نصبح هيئة مدرسة وطنية لكل العالم يعيش فيها الجميع مع بعضهم البعض ليتجمد فينا إسم الله.
ثم تحدث مسؤول الشؤون الدينية الدكتور أسعد السحمراني عن التزام الهيئة الوحدة الوطنية لأن أي تحرك يتخذ أسلوب العصبيات الطائفية أو المذهبية أو العرقية أو الجهوية يصبح فتنة ولا يكون ثورة. مع اعتماد الديمقراطية والسلمية لأن تحرك إذا اعتمد العنف والسلاح ضد الجيش الوطني في بلده وضد المواطنين والمؤسسات يكون باباً للاقتتال الأهلي وهذا جريمة وليس ثورة. ورفض التدخل الاجنبي لأن قبول التدخل أو طلب التدخل إنما هو أمرٌ يؤدي إلى التبعية والاستباحة كما هي الحال في ليبيا.