“على القدس رايحين شباب بالملايين” بهذه العبارة صاح جميع المشاركين في المسابقة الفلكلورية الكبرى للفرق الفنية التراثية الفلسطينية في لبنان، وذلك عقب اعلان امين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية اسماعيل تلاوي بأن الفائز الاول سيقدم عرضه التالي في فلسطين المحتلة، لذا فالجميع هم كان يطمح للفوز ليس من اجل اللقب بل لتحقيق الحلم.
الاحتفالية التي اقيمت في قصر الاونيسكو لمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 ، نظمتها لجنة احياء التراث الفلسطيني بالتعاون مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، وبدعم من المنظمة العربية”الكسو” للتربية والثقافة والعلوم و حضرها الامين العام للجنة الوطنية الفلسطينية التربية و الثقافة و العلوم وممثلين عن سفارة فلسطين في لبنان وعن منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والمناضلة سمر العلمي بالاضافة الى مؤسسات اهلية فلسطينية ولبنانية واجنبية.
السياسة غابت عن الساحة وحدها القضية كانت العنصر النابض في وجدان كل الحضور، فبعد النشيدين اللبناني والفلسطيني كانت كلمة لعريفة الاحتفال سحر معروف التي قالت بأن هذه الاحتفالية محطة من محطات التحدي، فنحن جئنا لنتصدى لهذا العدو ولنقول له شئت ام أبيت فلسطين عربية والقدس عربية و هويتها عربية و لن تنالوا من هويتها و انتمائها يا اعداء البشرية.
بعدها كانت كلمة ممثلة لجنة احياء التراث الفلسطيني خديجة عبد العال التي اعتبرت بان اعلان القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009 هو اعلان عن التزام عربي نحو القدس لكسر القيود التي تكبلها ولازالة الغمامة الصهيونية التي تحاول ان تشوه مرآها الجميل و ابسط الرموز الفلسطسنية قداسة مضيفة بأن العدو لن ينجح في ان ينتزع منا المدينة الرمز والتعبير الصادق عن هويتنا وصمودنا
و قبل البدء بالعرض كانت كلمة لامين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية التربية والثقافة والعلوم اسماعيل تلاوي الذي قال بان هذه المناسبة هي استحقاق حقيقي لاستمرار التحدي والمقاومة لمشاريع الاحتلال التي تهدف الى التقليل من اهمية مدينة القدس.
كما وجّه عتب بسبب عدم تلقيهم حتى اللحظة دعم من اية دولة عربية لتقوم بتنفيذ التزاماتها المادية التي نصت عليها مؤتمرات وزراء الثقافة العرب بدء من مسقط في عام 2006 مروراً بالجزائر 2007 و انتهاءً بمؤتمر دمشق.
و قبل البدء بالعرض الرسمي للفرق المشاركة كان لفرقة “كبار السن” الاتية من البرج الشمالي دبكة أشعلت الحضور حماسة، فالفرقة هي من العجّز الذين تخطوا السبعين من العمر آثروا الا ان يثبتوا عن مقدرة عالية في الآداء حفظوها من اجدادهم.
بعدها بدأت فرق الدبكة القادمة من مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان بالعرض لتكون البداية مع فرقة “اسوار عكا ” التي رقصت على ” الكرادية” و” دبكة الدلعونة” ثم “بيت اطفال الصمود” القادمة من مخيم الرشيدية ورقصت الفرقة دبكة ” الشعراوية” و”وريدات على المية”، الفرقة الثالثة كانت “جفرا” من مخيم مار الياس فرقصوا على انغام من التراث الفلسطيني ك “ليّه” و” يا ظريف الطول”، اما فرقة “السنابل” فقدمت “دبكة الطيارة”و “الشعراوية”، كما قدمت “فرقة القدس” القادمة من عين الحلوة “كوكتيل تراثي” و الختام كان لفرقة “الكوفية” التي قدمت جزءاً من التراث الفلسطيني.
المنافسة بين الفرق كانت على اشدها خاصة و ان لا اختلاف في المستوى، فالجميع حضّر للمسابقة ليفوز برحلة الى وطنه المحتل.
الكل على اعصابه، لجنة الحكم تحتسب العلامات وحدهم “فنانو الفطرة” الصغار يرقصون امام اللجنة لا يعبأون النتيجة فهم ليسو بمتبارين، الجميل بهؤلاء الصغار انهم كانوا مرافقين لجميع الفرق المشاركة يرقصون ويتمايلون على الأنغام ، يسترقون عيون الحاضرين،ينظرون للراقصين محاولين تقليدهم، فبرائتهم كانت السحر الذي جذب عدسات الكاميرا اليهم وخفتهم جعلت الاحتفال مفعماَ بالحياة.
قبل اعلان النتائج قدمت لوحة تذكارية لـ ” إسماعيل تلاوي” وللجنة الحكم التي تألفت من” ماري قعوار” ،”سامية صعب”، “رويدا الغالي” و”نعمة بدوي.
و اللوحة هي عبارة عن تطريز لرسم فرقة من الدبكة بالزي الفلوكلوري الفلسطيني.
بعدها كانت النتجة التي اعلنها الممثل الفلسطيني اللبناني” نعمة بدوي” فاعلن غياب المرتبة السادسة ليأخذ فرقين المرتبة الخامس و هم ” اسوار عكا” و”جفرا” كما اعلن غياب الرتبة الرابعة لتحل فرقة ” القدس”و” السنابل” في المرتبة الثالثة،و في المرتبة الاولى حل ّ كل من فرقة”أطفال الصمود” و الكوفية”.
هذا و حازت كل الفرق المشاركة دروعاً تقديرية بالاضافة الى مبلغ ال 5000$ للفائزين بالمرتبة الاولى.
تأسست “أسوار عكا” عام 2001 في مخيم نهر البارد وتتألف من 35 عضواً
شاركت في عدة انشطة فنية، مسرح، دبكة، غناء.
كان لأحداث نهر البارد تأثير في تشرذم الفرقة لولا إصرار القيمين عليها لتخطي كل العقبات والتحديات لمواصلة طريق النضال للمحافظة على التراث الفلسطيني ما جعلها تنفض غبار الحرب عنها وتستعيد تواصلها وتقف من جديد لتعيد نشاطها الفني.
الصمود
مركزها مخيم الرشيدية، إحدى الفرق التابعة لمؤسسة “بيت اطفال الصمود”. وهي استمرار لأولى الفرق التي تأسست عام 1976، تتألف من 30 عضواً، شاركت في العديد من المهرجانات الفنية المحلية والدولية.
جفرا
من مخيم “مار الياس” تأسست عام 2000 وهي منبثقة من النادي الثقافي الفلسطيني في جامعة بيروت العربية، تتألف من 16 شاباً وشابة. وللنادي عدة انشطة ثقافية وفنية مع الشباب والأطفال في المخيمات الفلسطينية كافة.
السنابل
تأسست الفرقة عام 1998، تتألف من 30 عضواً من ابناء المخيمات الفلسطينية والجوار، من انشطتها الدبكة والمسرح.
– القدس
تأسست عام 1992، عدد أعضائها 35 من ابناء مخيم عين الحلوة والجوار، من انشتطها المسرح والرقص التعبيري، شاركت في عدة احتفالات ومهرجانات محلية منها افتتاح المدينة الرياضية.
– الكوفية
تأسست فرقة الكوفية عام 1992، في مخيم عين الحلوة، وتتألف من 58 عضواً من ابناء المخيم، شاركت في العديد من المهرجانات المحلية والدولية.
اليسار نافع