أدت العاصفة يوم امس إلى غرق الباخرة المحملة بالماشية «داني اف 2»، وعلى متنها 83 بحاراً، على بعد أكثر من عشرة أميال من مرفأ طرابلس (20 كلم غرب جزيرة الرامكين، ضمن محمية جزر النخل)، بعد دخولها المياه الاقليمية اللبنانية.
والباخرة (قبطانها البريطاني جون ميلو، تحمل علم بنما، آتية من مرفأ مدينة مونتيفيدو في قادمة من الأوروغواي) تضم بين بحارتها لبنانياً يدعى أحمد حرب، وسورياً يدعى سامر صالح، بالإضافة الى كهربائي بريطاني، وبحار برازيلي، وآخر أسترالي، واوكراني، وروسي ولاتفي و4 بحارة من الأورغواي، إضافة الى 70 بحارا من الجنسيتين الباكستانية. والفليبينية
وعلم أن الباخرة كانت والباخرة محملة بأكثر من عشرة آلاف عجل، و41 ألف رأس غنم، وأبدت مصادر بيئية تخوفها الشديد من إمكان انشطار الباخرة «داني اف 2» الى قسمين أو تحطم أسوار الحظائر فيها، ما قد يؤدي الى انتشار أكثر من خمسين ألف رأس عجل وغنم على سطح المياه، فتقع كارثة بيئية.
وفي التفاصيل أن الباخرة «داني اف 2» (وكيلتها شركة «فالكون بونت إنترناشيونال»)، أطلقت نداء استغاثة قرابة الساعة الرابعة عصر أمس، ثم انقطع اتصال محطة إرشاد السفن بها، وتبين في ما بعد أنها غرقت.
وعلى الفور، تم الاتصال بوزارة النقل وإبلاغ القوات البحرية في الجيش اللبناني، التي أرسلت نحو تسعة طرادات للانقاذ مع طاقم طبي، وطلبت من بقية القواعد البحرية إرسال طراداتها للاستعانة بها عند اللزوم، فيما أرسلت «اليونيفيل» ثلاثة زوارق أحدها ايطالي واثنان المانيان.
كما طلب مدير عام النقل المهندس عبد الحفيظ القيسي من مدير مرفأ طرابلس أحمد تامر وضع كل الامكانيات الموجودة في خدمة الجيش، وإرسال فريق الانقاذ البحري في الميناء للمساعدة
وأقيمت في مرفأ طرابلس غرفة عمليات لمتابعة التطورات بقيادة العقيد البحري في الجيش اللبناني نزيه بارودي، وبالتعاون مع تامر وممثلين عن وزارة النقل وعدد من الضباط
وتشير المعلومات إلى إمكان أن تدفع الأمواج بالبحارة الأحياء وغير الأحياء إلى أماكن بعيدة عن موقع غرق الباخرة، ما سيتطلب جهودا مضنية صباحاً بحثا عنهم. لذلك، سيصار إلى الاستعانة بعدد إضافي من بواخر وطرادات الإنقاذ التي سيرسلها الجيش اللبناني وإدارة مرفأ طرابلس فجرا، فضلا عن الاستعانة بالمروحيتين القبرصيتين وأخرى تابعة للجيش و«اليونيفيل».
وأكدت المعلومات أنه كان يفترض بالباخرة «داني اف 2» أن ترسو على رصيف مرفأ طرطوس، لكن إدارة المرفأ لم تعطها إذنا بالدخول نظرا لكثافة البواخر الموجودة على الرصيف، فطلبت منها الانتظار. إلا أن قبطانها جون ميلو لم يشأ الانتظار وقرر متابعة الطريق نحو مرفأ بيروت. لكنه، بعد ميل واحد من دخوله المياه الإقليمية اللبنانية، واجه أمواجا عاتية أدت إلى فقدانه السيطرة على الباخرة، فأطلق نداءات استغاثة لكن غضب البحر كان أسرع ما أدى إلى غرق الباخرة
وفي قبرص، قال المتحدث باسم القوات البريطانية ستيوارت باردسلي ان هذه القوات تشارك في عمليات الإنقاذ وأن مروحية أقلعت «من عندنا ليست مجهزة للإنقاذ في الليل ولكن لديها أنوارا كاشفة لتوجيه السفن إلى طوافات النجاة. ويبدو أن حالة الطقس مخيفة في المنطقة»
وصدرت بيانات عن قيادة الجيش و«اليونيفيل» حول مجريات أعمال الإنقاذ
واكد مدير مرفأ طرابلس احمد تامر ان “عناصر الجيش و”اليونيفيل” ما زالت مستمرة بالبحث عن باقي المفقودين الذين يبلغ عددهم 42 بحارا”.
تجدر الاشارة الى ان الباخرة كانت متوجهة الى مرفأ بيروت قادمة من مرفأ طرطوس وتحمل على متنها 83 بحارا من جنسيات مختلفة بينهم لبناني يدعى احمد حرب تم انقاذه، كما تحمل على متنها 57 الف رأس ماشية، منهم 16 ألف رأس بقر و41 الف رأس غنم”.
واكدت المعلومات الاولية ان ارتفاع الامواج والعاصفة القوية وعطل ميكانيكي ادى الى غرق السفينة قبالة جزر النخيل في ميناء طرابلس.
والبحث جار على الشواطىء لانقاذ الناجين وانتشال الجثث بعد غرق باخرة الشحن قبالة طرابلس.
كما تم نقل 8 مصابين من شاطىء العبدة – عكار الى مستشفى عكار و3 الى مركز اليوسف الطبي، فيما نقلت جثتان الى مستشفى حلبا الحكومي. تم العثور عليهم قبالة مطار الرئيس الشهيد رنيه معوض، وتم نقلهم بواسطة طوافات تابعة للجيش اللبناني واليونيفيل الى قاعدة القليعات الجوية، حيث تولت سيارتان تابعتان للدفاع المدني والصليب الاحمر نقل المصابين.
والمصابون هم من التابعية النروجية والباكستانية والفلبينية والروسية، ويعتقد انهم من عداد ركاب الباخرة التي غرقت قبالة شواطىء طرابلس.
تمكنت عناصر البحرية اللبنانية بالتعاون مع قوات البحرية التابعة ل”اليونيفيل” من إنقاذ 35 بحارا كانوا على متن الباخرة التجارية التي تحمل العلم البانامي والاسم ” اف داني” والتي غرقت قبالة شواطئ طرابلس، فيما تم انتشال ست جثث من جنسيات مختلفة.