ارتبط اثنان من أبناء القرية بصداقة متنتها المحبة والألفة والصدق.
واشتدت أواصر هذه الصداقة فتعاهدا على إقامة مشروع في القرية يدرّ عليهما المال ويساعد بعض عمال القرية على قهر الحاجة… اتفقا على نوعية العمل ونفذا المشروع واختاراً مصنعاً للزجاج. والمثل يقول: “لولا الكاسورة ما عمرت الفاخورة”. أقاما المصنع وجهزاه باللوازم وتعاقدا مع خبراء ومهندسين، وأمنّا العمال من أبناء البلدة، وتقاسما المسؤولية: أحدهما للادارة، وثانيهما للاشراف على العمل. نما العمل بالتدريج، وتدرجت الاعمال صعوداً باعتماد الصدق والأمانة… ولا يخلو المرء من حسود ولو حاول العزلة في رأس الجبل، وبدأ الحاسدون أساليبهم بالنم والوشاية والوشوشات فباءت كلها بالفشل لأن الشريكين كانا قد أعدا كل الحسابات، واستعدا الى مجابهة كل فتنة، والنوايا الخيّرة تُفشل كل الفتن، فانهزمت أمامهما النوايا الشريرة فربحا المعركة اذ لم يفسحا في المجال لواشٍ أو نمام.
سار العمل على أحسن وأتم ما يبغيان فراجت بضاعتهما في الأسواق، وجنيا أرباحاً جيدة أهلتهما لتوسيع العمل فاستحدثا فرعاً آخر في البلدة المجاورة فراجت بضاعتهما لصدقهما واتقان عملهما أعظم رواج، واجتازا كل الصعوبات بالصدق والأمانة ونجحا في مغامرتهما أفضل نجاح..
رؤوف نافع