زار السفير الصيني وو زكسيان، منطقة عكار اليوم، وشملت جولته مستشفى حلبا الحكومي، المدرسة المهنية الرسمية في تكريت ومؤسسات عصام فارس، وكان في استقباله مدير أعمال النائب الأسبق لرئيس الحكومة عصام فارس في لبنان رئيس اتحاد بلديات الجومة سجيع عطية، ممثل مفتي عكار الشيخ زيد زكريا الشيخ بدر اسماعيل، ممثل راعي أبرشية عكار الأرثوذكسية المتروبوليت باسيليوس منصور الارشمندريت وديع شلهوب ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات اجتماعية وروحية.
وأعلن السفير الصيني، من منزل فارس، انه “سيتم تجهيز المستشفى الحكومي في طرابلس، كما هناك بحث في تجهيز المستشفى الحكومي في حلبا، الى جانب مشروع دعم خطة السكك الحديدية في لبنان الذي دخل حيز التنفيذ”.
ورحب عطية، باسم فارس وعائلته، بالضيف قائلا: “ان زيارتكم والسيد علي العبدالله والفريق المرافق، هي محط تقدير عال عندنا جميعا، وخصوصا عند دولة الرئيس عصام فارس، أولا لأنكم تمثلون دولة صديقة لشعبنا وملتزمة حقوقه ومصالحه، ثانيا لأنكم تجسدون هذه الصداقة تواصلا مع اللبنانيين كافة وتبقون على تماس مع همومهم، ونحن نتابع، بعين التقدير، كل خطواتكم الخيرة، لا سيما في منطقتنا الحبيبة عكار، ولا نرى في زيارتكم الثانية لمستشفى عكار الحكومي وتفقدكم أوضاع المدرسة المهنية في بلدة تكريت العزيزة، الا المثال الحي على ارادتكم الهادفة الى تعزيز مصلحة الانسان في عكار وتنمية قدراته. وثالثا، لأننا في مؤسسات عصام فارس نرحب دائما بكل شريك لنا في مسيرة تعزيز واقع انساني ذاق كل أنواع الحرمان، رغم تضحياته الوطنية، وخصوصا أننا نثمن عاليا مبادراتكم ونعرف مدى قدراتكم المعززة بسلامة أهدافكم ومدى انعكاسها الايجابي في منطقتنا، ان فعلت”.
أضاف: “نشكر عبركم لجمهورية الصين الشعبية وقوفها الدائم الى جانب حقوقنا، ونأمل خيرا من مساهمتها في محاولات الحد من انعكاس العنف الذي يجتاح عالمنا العربي على انساننا وعلى مسيرة التنمية في منطقتنا، لأننا واثقون بقدراتكم السياسية والاقتصادية والتنموية، كما أني أغتنم هذه المناسبة لدعوة الدولة اللبنانية لحزم أمرها في ضبط الأمن الذي بات انفلاته يشرع الأبواب للعنف الذي يدمر محيطنا ويعيدنا الى ما عانينا منه عشرات السنين، من الفوضى التي لا زلنا نرزح تحت عبء مفاعيلها انسانيا واقتصاديا. والأمن ما هو برأينا الا قرار جريء باقدامه، قوي بعدالته، مستدام بالرعاية الحكيمة والحليمة التي تؤمن الحياة الكريمة لكل انسان، فلا يبقى، تحت رحمة هاجس، أمنه وصحته وتربيته وبالتالي وحدته ومصيره. والأمن هو القرار الذي يتيح البيئة السياسية التي تؤمن بديمقراطيتها لكل انسان تحقيق شراكته، في بناء الدولة القوية وذات السيادة”.
ورد السفير الصيني بكلمة شكر فيها فارس على حفاوة الاستقبال، وبعد تحية الى الحاضرين، أوضح ان الزيارة هي الثانية الى عكار، معربا عن سروره في “منطقة تمتاز بخضارها وبمناظر طبيعية جميلة”. واذ استذكر جولته في بلدة القبيات، أثناء زيارته الأولى للبنان، أعرب عن اعتقاده ان “كل المناطق الشمالية في لبنان جميلة وصالحة للسكن”، شاكرا السيد علي عبدالله “على هذه الفرصة لزيارة عكار مجددا، وهو من رجال الاعمال اللبنانيين الذين ساهموا بتعزيز العلاقات الصينية – اللبنانية”.
وقال: “في السنة الماضية، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين ولبنان 1.7 مليار دولار اميركي بزيادة سنة بعد سنة، وقد بلغ معدل الزيادة في السنة الماضية 15 في المئة، واعتقد ان هناك امكانات كبيرة لتعزيز التعاون الصيني اللبناني، كما ان هناك مؤسسة صينية قامت بتنفيذ مشروع في مرفأ طرابلس، وهناك أخرى تحاول المشاركة بمشروع محطة توليد للكهرباء، كذلك تحاول الحكومة الصينية التعاون مع لبنان بمشروع سكك الحديد من خلال القروض المتميزة، ودخل هذا المشروع حيز التنفيذ حاليا”.
وأمل ان ينجح التعاون في البنى التحتية، وقال: “لقد التقيت مدير المستشفى الحكومي في حلبا مرة اخرى وقبل وقت قليل، وزرنا المستشفى ورأينا جهاز سكانر المقدم من الحكومة الصينية، و قد زرت هذا المستشفى عند تجهيز هذا السكانر الذي يعمل بشكل سلس كما اوضح مدير المستشفى ، وقال لي ان المستشفى بحاجة الى بعض التجهيزات الاخرى ، وشرحت له الاجراءات الصين لدعم الحكومة اللبنانية في مختلف المشاريع”.
أضاف: “كل عام نتحدث نيابة عن سفارتنا مع مجلس الانماء والاعمار في خصوص التعاون بين البلدين، وقد تم الاسبوع الماضي التوقيع على اتفاقية تعاون بين حكومتينا، وفي كل عام تقدم الحكومة الصينية الدعم للحكومة اللبنانية، وهناك دعم جديد في السنة الجارية. وفي اطار هذه المساعدات نفذنا بعض المشاريع، بما فيها المستشفى، ونعمل في الوقت الحالي على تقديم الاجهزة للمستشفى الحكومي في طرابلس، كما لمستشفى حلبا الحكومي”.
وتمنى ان يتم التواصل مع المسؤولين في منطقة عكار، وشكر عطية ورؤساء البلديات والحضور.
ثم قدم هدية الى فارس تسلمها عطية الذي قدم بدوره درعا تذكارية للسفير “عربون محبة وتقدير”، والتقطت صورة تذكارية.
وكانت جولة على المشاريع التي نفذها فارس في المنطقة، وأقيم في المدرسة المهنية الرسمية في تكريت حفل كوكتيل على شرف الزائر.