رعى مفتي عكار الدكتور اسامة الرفاعي افتتاح القصر البلدي في بلدة تاشع بهبة من احمد ياغي (احد فاعليات البلدة) بحضور ممثل نائب رئيس الحكومة الاسبق عصام فارس ناصر بيطار، والنواب: نضال طعمة، خالد الضاهر وخضر حبيب وقادة امنيون ورؤساء بلديات وفعاليات سياسية واجتماعية ومخاتير.
بعد الافتتاح لبى المدعوون دعوة ياغي الى الغداء في مطعم غرين لاند في عدبل.. ثم قدم الاحتفال سعد ياغي شاكرا الحضور.
ثم عرض رئيس بلدية تاشع بلال ياغي اهم الانجازات التي حققتها بلدية تاشع في السنوات الماضية من استصلاح قنوات الري وبناء خزان مياه للري الى توسيع الطرقات وتشييد حيطان الدعم. وسأل متى يصل دور التنمية الى منطقتنا؟؟.. ومتى تستكمل وزارة الطاقة والمياه مشروع توزيع المياه؟ مستغربا اختصار الاتحاد الاوروبي ميزانيته للمركز السياحي البيئي في تاشع من 440 الف يورو الى 99 الف يورو؟؟..
ثم ألقى ربيع زكي ياغي كلمة رجل الاعمال احمد ياغي فعرض للمنجزات والمشاريع. وقال “لقد شرفني الشيخ احمد ياغي، بأن القي كلمته امام هذه الوجوه النيرة، لتلامس عقولاً فطنة وهمما عظيمة، ويسرني بأن أنقل اليكم تحياته الحارة، ومشاعره الصادقة، وتمنياته بوجوده بينكم، ليستقبل ويصافح ويشكر، كل من لبّى الدعوة اليوم الى هذا اللقاء الطيب. نرحب بكم، لنحتفل بإحدى انجازات المجلس البلدي في تاشع، تاشع موطن السحر والتألق، تلك البلدة التي تمثل النموذج المصغر للبنان، بتاريخه وجمال طبيعته، وصيغة عيشه المشترك. نلتقي بكم اليوم، في الوقت الذي بلغ فيه اليأس أعلى درجاته، لأنه وكما يبدو، دخلنا في نفق مظلم عنوانه الاساسي: الإهمال وفقدان التنمية في منطقتنا. لقد أصبحت رعاية الدولة لأهل هذه المنطقة، والاهتمام بالتنمية، وتطور المجتمع أمر شبه معدوم، بالنسبة لمناطق أخرى، فلولا بعض المشاريع الحيوية التي تُنفّذ من قبل الخَِيرين،(وهنا نخص بالذكر دولة الرئيس سعد الحريري ودولة الرئيس عصام فارس، لِمَا بذلوا من جهود من أجل رفع اسم عكار عالياً). لكانت المأسي أفظع. نحن نتطلّع أيها الاخوة الى دولة المؤسسات والإنماء المتوازن، فعكار المحرومة تغرد دائما خارج سَرب الإنماء، وهي المنطقة التي تعتبر الغنية بمواردها الطبيعية، وطاقاتها البشرية التي تكفل بناء مجتمع متقدم على كافة الصعد. واذا نظرنا الى الأزمات المالية والاقتصادية، التي عصفت بدول العالم أجمع، والتي كبّدتها خسائر ضخمة، نرى أن لبنان خرج منها سليماً معافاً، بل وانعكس ذلك ايجاباً على الاقتصاد اللبناني، وشاهدنا نمواً في بعض الميادين، ولكن يبقى دائماً هذا النمو محصور بمناطق معينة دون الأخرى، وهذا ما يخرق صيغة الانماء المتوازن خرقاً فاضحاً. لم يعد مقبولا فقدان فرص العمل، لأن ظاهرة البطالة تتسع شيئا فشيئا، لتغطي عكار من ساحلها الى جبلها، مما جعل المستوى المعيشي يتدهور يوما بعد يوم.
ان الحكومة اللبنانية، وبالأخص، الوزارات المعنية بالتنمية البشرية، مطالبة بإيجاد الحلول اللازمة، لكل مُعضِلة يواجهها المجتمع العكاري، لأن منطق التهميش في عكار بات مرفوضاً،
وهي مُطالَبَة أيضاً أي الدولة بكل مُكوناتِها ومؤسساتها، بوضع الاستراتيجية اللازمة للحلول، والتخطيط لتنفيذها، وذلك بمساعدة جميع الأطراف السياسيةً ومنظمات المجتمع المدني.
وفي هذا المجال لا يسعنا إلا أن نؤكد أنه لا تقدم، ولا مدنية، ولا حضارة حقيقية، دون مشروع واضح لصناعة المجتمع المدني، الذي ينهض على قواعد مؤسساتية، تحفظ التوازنات بين قوى المجتمع المتنوع، وتخرجنا من الزمن الذي يشُدُّنا إلى الوراء، ويجنح بنا نحو الهاوية.
اضاف: وفي نفس الوقت، لا يمكن لأي مجتمع مدني أن ترسخ قدماه في الأرض، ما لم تتدنى العصبية لديه، لأنه مجتمع المؤسسة، مجتمع القانون، ومجتمع المساواة. فقيمة الفرد فيه تتحدد من خلال ما يمتلكه هذا الفرد من إمكانات، وما يقدمه لمجتمعه الإنساني من تضحيات، وليست قيمته مرتبطة بإنتماءات عشائرية و مناطقية، أو مذهبية وطائفية، تلك الإنتماءات التي تمثل القاعدة الأولى لكل ألوان التعصب المدمر، اذ يجب على كل فرد محاربة التعصب بكل أنواعه، لأن الوقوف في وجه انتشار التعصب، يُعتبر من أهم الخطوات لصناعة المجتمع المدني المتسامح.
وقال: نحن نؤمن أيها الاخوة بدولة القانون والمؤسسات، وعلى رأسها، فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، ودولة رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري، ونؤمن بجهود الأشقاء العرب، لإرساء الاستقرار في لبنان، وفي مقدمتهم الشقيقة سوريا والمملكة العربية السعودية. ونؤكد للجميع بأننا في عكار، لن نخرج عن خط العروبة، ولن نحيد عن مقاومة الاحتلال الاسرائيلي لتحرير لبنان وفلسطين، فعدوّنا واحد، ومستقبلنا واحد، ومصالحنا واحدة.
وتابع: من جهة أخرى، نرفض التدخلات الأجنبية، بقضايانا الداخلية أياً كانت، وخصوصاً تلك التي تأتينا من وراء الحدود، لتبشرنا بأن القرار الظني للمحكمة الدولية لا قيمة له، وسيُعتبر لاغياً.
نقول لهؤلاء، أننا نقسم بأنه لن يهدأ لنا بال، دون معرفة الحقيقة كاملة، حقيقة اغتيال شهداء كل لبنان، وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وجميع شهداء ثورة الأرز، وصولاً الى الشهيد البطل وسام عيد. أما في حال كان القرار الاتهامي للمحكمة، غير مبني على أدلة دامغة بتورط المتهمين، فينبغي على اللبنانيين جميعا،ً رفض القرار رفضاً قاطعاً، حفاظاً على السلم الأهلي وحفاظاً على بلدهم.
.ثم ألقى النائب خالد الضاهر كلمة ذكر فيها ان التاريخ علم الامة ان تكون يدا واحدة وموقفا واحدا حتى يكون لها دورا كبيرا، مستذكرا القائد صلاح الدين الايوبي كيف واجه الغزاة بتوحيد الكلمة والموقف من ابناء الشرق والارساليات.
واعتبر الضاهر ان كل محاولات التهديد والتهويل والتخويف التي تحاول السيطرة على البلد ستبوء بالفشل، وقال “اذا اردنا ان نحافظ على الوطن علينا ان نكشف الحقيقة من اجل تحقيق العدالة وكشف الجرائم السياسية التي طالت قيادات على رأسها الشهيد رفيق الحريري.
ودعا الضاهر الى التعاون بين جميع اللبنانيين بكشف الحقيقة من اجل الوحدة الوطنية معتبرا ان طمس الحقيقة وضرب العدالة هي جريمة اضافية تضاف الى سلسلة جرائم ادت الى انفجار الوضع في البلاد.. وقال ان المطلوب الدفاع عن لبنان والتعاون كما هو الحال في البيانات الوزارية والموقف الموحد من الجيش اللبناني والمقاومة التي تدافع عن لبنان، في لقاءات الحوار كان هناك بند اساسي الا وهو الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان في مواجهة العدو فالمقاومة هي فعل وطني شارك فيها كل اللبنانيين من الشمال مسلمين ومسيحيين ومن البقاع والجنوب وجبل لبنان وللامانة فان ابناء عكار كانوا في المقدمة الذين سقطوا دفاعا عن لبنان ونحن نعتبر ان هذه المقاومة التي تحظى باحترام الامة هي مقاومة مشروعة وشرعية على مستوى عقيدتنا وديننا لذلك نتوجه الى ابناء بلدنا لنقف موقفا موحدا لكشف الحقيقة وان لا نسمح لاحد بالتطاول على شهدائنا وكرامة من سقط من قياداتنا.
واستغرب الضاهر الموقف الايراني من المحكمة الدولية التي وجدت لكشف الحقيقة، كما نرفض ان يستهدف اي فريق فنحن جسم واحد، لذلك نرفض الاساءة الى احد ونؤكد اننا مع الحقيقة الصافية والقرار الاتهامي الصادر عن المحكمة عندما يكون مبنيا على الثوابت والبراهين. وسنقف مع المظلوم بموقف ثابت واضح، داعيا فريق 8 اذار بالقول “يا اخوتنا في 8 اذار هونوا عليكم ورويدا فلنقف يدا واحدة لكشف الحقيقة”.
موضحا ما يجري اليوم بالقول “فاننا نحملكم المسؤولية امام الله وابناء البلد وان تعطيل الحكومة وشل الادارات بقضاياهم الانسانية وما يعانيه لبنان نحملكم المسؤولية فيما يصيبوا لبنان وعليكم كما علينا ان نحمي البلد، جرحكم جرحنا ومصلحتنا مصلحتكم اما من عنده مشاريع اقليمية او من يريد ان يلعب دورا لن ندعه يدخل الى ساحتنا، علينا ان نتمسك بالموقف العربي السعودي ـ السوري الحريص على لبنان، داعيا الى احترام المؤسسات السياسية والعسكرية والامنية ليكون لبنان بلدا متماسكا وكلما تم استهدف المؤسسات عبر تعطيل مجلس الوزراء، معتبرا ان التهديدات باستخدام القوة والسلاح، سلاح المقاومة الذي مهمته محاربة العدو، ثم يهددنا البعض انه سيوجه الى الداخل، هو محطئ من يظن نفسه انه باستطاعته ان يسيطر على البلد ليحول لبنان الى دويلة على حساب كل اللبنانيين، فنحن لن نفرط بحقنا وسندافع عن كل لبنان ولن نساوم على الحقيقة ولن نرضى بطمس العدالة داعيا الى الابتعاد عن التهديدات التي يطلقونها عبر شاشات التلفاز او من خلال الاقلام المشبوهة.”
بدوره تحدث مفتي عكارالشيخ الدكتور اسامة الرفاعي عن الحرمان الذي يطال كل عكار معتبرا انه لا يوجد مقايسة في الانماء بين المناطق، وقال “صحيح ان عكار محرومة من المشاريع الانمائية لكنها غنية برجالها وابنائها وبنخوتهم وبكرمتهم وبشهامتهم وانتمائهم الوطني، عكار تقف مع المظلوم في وجه الظالم ولا للظلم ولا للاضطهاد بين من لا يمكنه ان يعيش بدون كرامة.
وقال “عكار فيها اغنياء ومقتدرين يستطيعون اذا كسروا الحواجز التي فيما بينهم ان يتعاونوا لاقامة القصور والمدارس واقامة المشاريع الانمائية وتشييد الملاعب والنوادي والمسارح، فابناء عكار حسب مصادر مصرفية يمتلكون رأسمال كبير، لذلك اناشد ضمائرهم ونخوتهم ان يحولوا وجهتهم الى عكار.”