حضر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي قبل ظهر اليوم ندوة بعنوان ” تكوين السلطة الإجرائية بين أحكام الدستور ووقائع السياسة” بدعوة من المركز المدني للمبادرة الوطنية أقيمت في فندق البريستول.
وألقى مداخلة قال فيها : منذ تكليفي بتشكيل الحكومة حتى اليوم وأنا أحرص على تفادي الدخول في أي سجال مع أي طرف لأن اللبنانيين ملوا السجالات ويريدون أفعالاً، كما أن أي كلمة تقال يمكن أن تفسر على غير مقصدها الحقيقي وتزيد من العقبات أمام تشكيل الحكومة. كما أنني أفضل أيضاً أن أبقى مرناً في التعاطي السياسي لأن هناك مصلحة وطنية عليا ولا أريد أن أكون أسير موقف معين أو أن أرفع سقف التوقعات لدى الشعب اللبناني فيصاب الشعب عند إعلان الحكومة بنوع من الإحباط أو ما شابه.
أمام هذا الحضور الكريم اليوم أردت أن أقول بضع كلمات، ففي عملية تشكيل الحكومة هناك ثلاث ثوابت دفعتني لقبول التكليف هي منع الفتنة والمحافظة على الاستقرار والانطلاق من الدستور كقاعدة لكل خطوة أقوم بها،وهذه النقاط هي التي تحدد مسار خطواتي. لنتذكر جميعاً كيف كان وضع لبنان قبل التأليف، حجم الاحتقان الذي كان سائداً وكيف خف هذا الاحتقان وتراجع التوتر بعد التكليف. فالمهم بالنسبة إلينا أن الفتنة ممنوعة بأي شكل من الأشكال بين أبناء الصف الواحد وبين مختلف المذاهب والطوائف، والاستقرار هو الثابتة الأساسية لكل عمل.
يتهمني البعض بأنني، من خلال استخدام كلمة دستور، أكون أتصرف كسني وأن هدفي عند الحديث بهذه الطريقة التحدث فقط سنياً، ولكن هذا المنصب تتولاه الطائفة السنية في التركيبة السياسية الحالية، وأنا أريد أن أحافظ على هذا المركز وصلاحياته لأنني مؤتمن عليها وعلى الأصول الدستورية، لأن الامانة أصعب من الملكية. كذلك فإنني من أكثر المقتنعين بضرورة الحفاظ على مقام رئاسة الجمهورية، وإعطائه الدور الكامل إنطلاقاً مما نص عليه إتفاق الطائف والذي انبثق عنه الدستور اللبناني.
أضاف : لقد أعطى الدستور فخامة رئيس الجمهورية دوراً أساسياً، لكن هذا الدور كان يتم تخطيه في الكثير من الأحيان بالأداء والممارسة السياسية. وأنا هنا أختلف مع من يقولون أن هذا الدور مناط فقط بعملية تشكيل الحكومة، وأؤمن أن دور فخامة رئيس الجمهورية ومقام رئاسة الجمهورية يجب تحصينهما، ولرئيس الجمهورية الرأي الصائب في كل الأمور.
أضاف : البعض يقول لماذا لا نقدم على إعلان حكومة تضم أهل الاختصاص ونضع الجميع أمام مسؤولياتهم، جوابي على هذا السؤال هو أننا نسعى لحل المشاكل التي يعاني منها لبنان لا زيادتها، ولا نريد أن تكون الحكومة مشكلة إضافية في البلد.
وقال: أنا حليف الدستور وأتبعه دائماً وأعتبر نفسي من مدرسة الرئيس حسين الحسيني في هذا الموضوع. أريد المحافظة على الدستور وكذلك المحافظة على الوطن، فليس المهم أن نحافظ على الدستور ولا يبقى لنا وطن.
نحن في حالة فرز رهيب، وواقع المنطقة صعب، وأي خطوة تظهر أن هناك تعطيلاً من قبل أحد أو غلبة لأحد على آخر نخشى أن تؤدي إلى تأزيم الوضع في البلاد.
ما يهمنا هو تحقيق المصلحة الوطنية العليا، والسبيل إلى ذلك تخفيف السجال وزيادة العمل، وأن يشعر الجميع بالانتماء إلى هذا الوطن، وهذا هو دور المجتمع المدني بالدرجة الأولى لإظهار المواطنية اللبنانية أكثر فأكثر.