أحيت “مؤسسة الصفدي” الذكرة المئوية الثانية لولادة المؤلف الموسيقي العظيم “فريدريك شوبان” في “مركز الصفدي الثقافي”، وذلك بحضور السفير البولندي في لبنان توماس نيكوزس الذي كرّم العازفين وقدم هدايا “شوبان 2010” بالمناسبة. كما حضرت الحفل الدكتورة إيفونا صافي من “مؤسسة الصفدي”، الشاعر الدكتور سعيد الولي والفنان محمد سبلبل، وحشد من أهالي العازفات، وعدد من محبي شوبان وموسيقاه.
افتتح السفير البولندي الحفل بكلمة رحب خلالها بالحضور مؤكداً على علاقة التشابه بين لبنان وبولندا تاريخياص من حيث التعرض للمعاناة والحروب الدينية والأهلية، لافتاً إلى وجود ما يقارب الـ 5 آلاف عائلة بولندية في لبنان. وقال: بالرغم من المآسي، استطاعت بولندا تحقيق امجاد تفخر بها أمثال شوبان الذي رغم الإبعاد زاد تعلقه بالوطن، فوضع كل حبه لهذا البلد في موسيقاه، لذلك نلاحظ نمط الـ Nostalgie والحزن في معزوفاته، بالرغم من أنه ألفها في فرنسا ولم يعش في بولندا.
ثم تولى عاشق شوبان الشاعر الدكتور سعيد الولي تقديم سيرة حياة “شوبان” الشخصية والسياسية والموسيقية، متوقفاً بإسهاب عند محطاتها الغنية بالأحداث والمواقف والأعمال الموسيقية الرائعة. وركز الولي على رومانسية شوبان وتعلقه الكبير بوطنه لوالدته “بولندا”، ونضالاته ونبله، مركزاً على النمط الموسيقي الذي يقدمه بتقنياته الصعبة وتميزه فيه، وطبعه الخاص حيث قال: “شوبان لا يُسمع إلا بالتعاطف معه. فقد كتب في القوالب التي تعبر عن قضاي بلاده، والتي تحمل إسم بولندا مثل “البولونيز” و”المازوريكا”.. وأحس بالحاجة إلى دفء الحب ليشعل في قلبه نيران العواطف الرقيقة الباكية. فهو كان شاعر البيانو، يفضل الجمل الموسيقية البسيطة الهامسة المشحونة بالشاعرية والانفعال..”.
بعدها قدمت تلميذات عازف البيانو الفنان محمد سبلبل، جويل صوالحي Valse op.70 n2 المشحونة بالعاطفة، وسيلين صوالحي Prelude التي عزفت على الأورغ لدى وفاته، وMazurka المشحونة بالبكاء الحقيقي، كما عزفت كارين جبرايل Nocturne المتميزة معه بالتعبير الكبير عن المشاعر، وزينة حنا التي عزفت Fantaisie من المعزوفات الأربعة التي ألفها شوبان، وضحى فوال التي اختتمت بعزف مقطوعات: Polonaise التي حملت الطابع القومي مع شوبان، وNocturne 1 التي تدعو إلى حب الحياة، وEtude التي تحمل رسالة عاطفية عالية جداً.
وقد تولى الشاعر الولي الشرح حول المعزوفات، كما قدم السفير البولندي هدايا للعازفات اللاتي عزفن ببراعة وإتقان، وسط تصفيق الجمهور.