دموع الاسمر
ينتاب قادة التيار الازرق الكثير من الارتياب والقلق حيال المعركة الانتخابية في دائرة طرابلس ـ الضنية ـ المنية، وحسب مصادر مقربة من الرئيس الحريري ان القلق يتفاقم لديه حول وضع التيار الازرق في مدينة طرابلس لان المواجهة ستكون شرسة مع ثلاثة تيارات لها امتدادها الشعبي الواسع هي تيار الرئيس ميقاتي وتيار اللواء اشرف ريفي وتيار الوزير فيصل كرامي وكل من هؤلاء يعمل على تشكيل لائحته الخاصة به مما يعني ان الرئيس الحريري سيواجه هذه التيارات دون مؤونة مالية حسب ما اعتاد عليها ودون خطاب سياسي اعتمده في دورات انتخابية سابقة كانت تعتمد التحريض الطائفي والمذهبي وتحقق له رافعة.
هذه المرة وحسب مصادر مطلعة ان الرئيس الحريري بدأ معركة طرابلس من بيروت وعبر ادوات جديدة منها تطويق خصمه الاول اللواء ريفي بأكثر من تدبير واكثر من طريقة شكلت قلقا لدى اللواء ريفي منذ ان بدأت تظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور واخبار عن انشقاقات في صفوف تيار ريفي والالتحاق بتيار المستقبل حتى كادت الاوساط ان تعتقد انه منذ الان وحتى موعد الاستحقاق لن يبقى من انصار ريفي الا قلة قليلة لن يستطيع خوض الانتخابات بها.
لكن في اخر جولة للواء في مناطق باب الرمل ومحرم والخناق وضهر المغر في القبة فوجئ المراقبون بحجم الاستقبال الشعبي بل فوجئوا بمشاركة من قيل عنهم منشقون مما يعني ان سياسة التيار الازرق بدأت تفشل من جديد ولن تستطع تحقيق سياستها واسلوبها في تطويق ريفي.
وباكرا بدأت مصادر مقربة من تيار المستقبل بالتسويق بأن الوزير فيصل كرامي سيشكل لائحة الثامن من اذار واعتمد التيار الازرق هذا الاسلوب للنيل من كرامي شعبيا وكأنه ينتمي الى فريق 8 اذار وهذا التيار يستهدف كرامي في عقر داره وخاصة لدى شرائح شعبية يستفزها كل من ينتمي الى فريق 8 اذار. مما اقتضى من الوزير فيصل كرامي ان يكرر تأكيده انه لا ينتمي الى فريق 8 اذار ولا الى فريق 14 اذار وان تياره هو التيار الرافض للفساد وهو تيار يؤمن بمحور المقاومة فيما يتعلق بالصراع مع العدو الاسرائيلي بينما ان من تحالف مع رموز 8 اذار هو تيار المستقبل وان خطاب الرئيس الحريري الاخير بات اقرب الى اقطاب 8 اذار من اي فريق اخر. بدءا من التسوية التي عقدها الحريري مع حزب الله الى اعلانه التحالف مع التيار الوطني الحر في كل الدوائر الانتخابية.
ولعل الرئيس الحريري في تحالفه مع التيار الوطني الحر يعكس الحالة المأزومة لديه والتي ادت الى انقسامات داخلية في صفوف التيار الازرق ومعارضة رموز مستقبلية لنهجه الجديد ومن ثم فان لهذا التحالف تداعيات على الساحة الطرابلسية بشكل خاص. حيث الشرائح الشعبية الاكبر تجد نفسها في خطاب اللواء ريفي وقسم اخر تجد نفسها في خطاب الرؤئيس ميقاتي الذي يمثل نهج الاعتدال. مما يعني ان الصعوبات عديدة سيواجهها تيار المستقبل في دائرة طرابلس الضنية المنية التي برزت فيها قوى ذات وزن شعبي في ظل الصوت التفضيلي والقانون النسبي بدءا من الضنية التي برز فيها النائب السابق جهاد الصمد وحالة الوزير فيصل كرامي بينما شكل تمدد ريفي الى الضنية التفاتة هامة حين تبين ان رئيس بلدية سير السابق راغب رعد سيكون احد اركان لائحته وهو الخصم العنيد للنائب احمد فتفت.
الديار