أكد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم “ان آخر من يؤمن بالديموقراطية هم الذين يدعون عشق الديموقراطية وعشق الحرية، وان اكثر هؤلاء يضيق صدرهم بالرأي الآخر، ولو كان رأيا حرا وصادقا وصريحا ويقول الحق”.
اضاف: “بعض اللبنانيين يرون انهم اصحاب الحق المطلق في تقرير مصير لبنان، وتحديد هوية لبنان. هناك خطأ فادح وقع فيه من أقروا إعادة الجنسية اللبنانية لمن تخلوا عنها منذ 1920، وهم يعلمون جيدا ان آخر احصائية للشعب اللبناني كانت عام 1932 اي قبل الاستقلال باحدى عشرة سنة، مع العلم ان عددا كبيرا من المسلمين كان يخفي اسم زوجته وبعض افراد عائلته لانه كان يعتبر انه من العيب ذكر اسم الزوجة او البنت، ورغم ذلك، قبل اللبنانيون هذه الاحصائية، فكيف نعود الى ما قبل هذا التاريخ باثني عشرة سنة لنحصي المغتربين الذين غادروا لبنان منذ العام 1920”.
وتابع: “رغم ذلك أكرر ان العصبية المارونية والطائفية عند بعض الموارنة تستبيح جميع المحرمات في سبيل إعطاء لبنان هوية طائفية معينة، لذلك فهؤلاء على سبيل المثال اعطوا الارمن عن طيب خاطر الجنسية اللبنانية وحرموها على الفلسطينيين المسلمين، بينما حصل عليها الفلسطينيون المسيحيون، وعومل الارمن أحسن معاملة، وعومل الفلسطيني اسوأ معاملة، وشنت عليه حربا شعواء لا تبقي ولا تذر”.
وقال: “الفلسطينيون ليسوا بحاجة الى الجنسية اللبنانية وهم يعتزون بجنسيتهم الفلسطينية ويتمنون ان ينصفهم العالم الغربي ويعيد اليهم أرضهم وبلادهم حتى يعودوا اليها. الفلسطينيون يحملون الجنسية الكندية والجنسية الاميركية والجنسية البريطانية، وجنسيات العالم أجمع، ويمتنع لبنان وحده عن منحهم جنسيته. هذا في الوقت الذي يهاجر الشباب اللبناني المثقف ويحاول الحصول على جنسية اخرى تحرره من الارتباط بدولة لم تستطع حمايته وتأمين العيش الكريم له، والسبب هم زعماء لبنان من أمراء الحرب وغيرهم ممن يقدمون مصالحهم الذاتية على مصالح الشعب اللبناني كله”.
وتابع: “كنت اتمنى على السيد مسعود الاشقر ان يتسع صدره للرأي الآخر، وان يطبق على نفسه مبدأ احترام الآخر، وعدم اللجوء الى مصادرة رأي الآخر. هكذا تقول الديموقراطية، ولكن الاشقر تغير لونه، واستشاط به الغضب، ولم ير سوى ما تراه عصبيته الطائفية فانغلق عليها، فهاجمنا، وسفه رأينا، واستنجد بالابيض والاسود والاشقر لكي يرد علينا”.
اضاف: “وهكذا فعل زعيمه الجنرال عون، فقد تطاول على الجميع من رأس الهرم الى القاعدة، وهاجم رئيس الجمهورية، ولم يترك زعيما من اهل السنة كبيرا او صغيرا الا وهاجمه وسبه وتطاول عليه، وأخرج ما في نفسه من أحقاد طائفية وألقاها عليه، وعندما تصدينا للرد عليه وكشف عيوبه سارع الى القضاء، وبكى واشتكى، وأدعى اننا حقرناه وأسأنا الى ذاته العلية، وتسببنا له بالضرر، وطالب بتعويض مالي كبير نحتاج الى ان نمد يدنا الى خزينة الدولة ونسرق منها ما يساعدنا على سد جزء ولو صغير من هذا التعويض”.
وتابع: “هذه هي الديموقراطية عند “التيار الوطني الحر” والحر جدا جدا جدا، فالحرية في نظره ان يستخدم ألسنة أزلامه في تلفزيون ال V.T.O لشن حرب شعواء علينا والتشهير بنا وإطلاق الاكاذيب والاضاليل ضدنا من اجل ان يشفى غليل نفسه. هذه هي الديموقراطية في لبنان، وهذا هو بلد الاشعاع، ويسارع بعض القضاة الى ترضية خاطر “الزعيم” ونزع “الحصانة” عنا، والإدعاء باننا تناولنا رجلا فوق القانون وفوق الدستور وفوق جميع الاعراف والدساتير، وان كرامة لبنان كلها في ميزان وكرامة هذا الزعيم في ميزان آخر. وتحيا العدالة وتحيا الديموقراطية، وتحيا الحرية وأبشر بطول سلامة يا مربع.