كرمت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار خلال حفل إفطار أقامته على شرفه في مطعم الشاطئ الفضي في طرابلس في حضور الرئيس العالمي للجامعة عيد الشدراوي وعقيلته السيدة هيفاء، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلاً بالدكتور عبدالاله ميقاتي ، وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي ممثلاً بأحمد الصفدي ، النواب : سمير الجسر ، روبير فاضل محمد كبارة ، الدكتور احمد فتفت ، الدكتور رياض رحال ، الدكتور مصطفى علوش ، الوزير السابق ميشال اده ، محافظ الشمال ناصيف قالوش ، المطارنة فرنسيس البيسري ، افرام كرياكوس ، جورج رياشي ، جورج بو جودة ، ممثل رئيس الجمهورية للشؤون الفرنكوفونية السفير خليل كرم، أمين الفتوى في دار الإفتاء الشيخ محمد الإمام ، قائد منطقة الشمال العسكرية في الجيش اللبناني العميد الركن عبد الحميد درويش ، قائد منطقة الشمال الإقليمية لقوى الأمن الداخلي العميد علي خليفة ، مستشار رئيس الحكومة داوود الصايغ ، رئيس لجنة الحوار الإسلامي – المسيحي حارس شهاب، أمين عام لجنة الحوار محمد السماك ، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان ، رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر غزال ، رئيس بلدية الميناء السفير محمد عيسى ، رئيس بلدية حدث الجبة جورج الشدراوي، نقيب الأطباء في الشمال الدكتور فواز البابا ، نقيب المهندسين في الشمال جورج إسحاق، السفير السابق عبد المجيد القصير، وفد من الرابطة المارونية ضم انطونيو عنداري وهيام بستاني، رئيس مجلس إدارة مرفأ طرابلس سابقاً أنطوان حبيب ، رئيس مكتب لبنان في الجامعة الثقافية طوني قديسي ، أمين عام اتحاد غرف التجارة اللبنانية توفيق دبوسي وحشد كبير من المشايخ والكهنة وفاعليات سياسية وعسكرية وأعضاء من مجلس أمناء الجامعة في دول الانتشار، أوروبا أنطوان منسى وفادي الراعي، البرازيل طوني شديد ، أوستراليا ميشال الدويهي وليلي عقيق.
بعد النشيد الوطني اللبناني، وكلمة تقديم لأمين عام الجامعة الثقافية في غانا نبيل بصبوص، ألقى الشدراوي كلمة قال فيها: “نلتقي في هذه العشية وفي شهر رمضان المبارك أعاده الله على جميع اللبنانيين بالخير واليمن والبركة، لتكريم مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار .
نلتقي باسم الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي تضع نصب أعينها تفعيل التواصل بين المغتربين للدفاع عن لبنان وسيادته واستقلاله وأمنه وقراره الحر، وتفعيل دور الاغتراب في نشر الحضارة والثقافة اللبنانيتين والتراث اللبناني في كل أنحاء الأرض.
فإن كنا مقيمين او منتشرين ، مسلمين أو مسيحيين، واجبنا ان نتصدى لكل من يريد ان يفرق بيننا او يشرذم وطننا، فلبنان لا وجود له من دون عيش مشترك ومن دون مقيميه ومنتشرييه، فهذا الانتشار وهذا العيش المشترك أعطيا للبنان بُعده كوطن . فنحن اليوم علينا ان ننبذ الطائفية والمذهبية من قاموسنا، ونعمل على مبادرة جريئة تجعلنا ننتفض على واقعنا وننسى مساوئ نظامنا القائم على الطائفية والمذهبية والمحاصصة، وعلينا أن نعلم كم نحن بحاجة الى مواطن يؤمن بلبنانيته التي يجب أن تكون فوق كل اعتبار وكم نحن بحاجة الى وطن فيه مساواة وعدالة وقوانين بين جميع ابنائه.
وتابع: “علينا ان نكون يدا واحدة لا تحكمنا فيها الطائفية أو المذهبية، فالكل من اجل الكل والوطن هو للكل”.
أما الهدف الأساسي الذي نعمل عليه كجامعة لبنانية ثقافية في العالم، فهو استرجاع الجنسية اللبنانية واعطاؤها للمتحدرين من أصل لبناني، إضافة إلى وضع آلية لاقتراع المنتشرين ولاسيما بعد مرور أكثر من عام على إقرار حق الاقتراع للمنتشرين. ونحن اليوم أكثر من أي يوم مضى نصر على مطلب استعادة الجنسية، ونحن نسعى إلى إقرار هذا المشروع”.
في موازاة ذلك، نسعى جاهدين إلى حض اللبنانيين على تسجيل ابنائهم في السفارات والقنصليات، لاسترجاع الجنسية والحصول عليها، وهنا نطالب بإلحاح كل السلطات المعنية، بالعمل على تسهيل تسجيلهم في لبنان”.
وختم الشدراوي متمنياً ابعاد الجامعة اللبنانية الثقافية عن الصراعات السياسية الداخلية .
ثم ألقى المفتي الشعار كلمة ركز فيها على أهمية الثقافة في حياة الإنسان مؤكداً على أنه كلما نمت واتسعت اتسعت معها المدارك ونأى بعد النظر ، ولانت الطباع . وعندما أقول الثقافة إطار أو مناخ فلا يعني أني أستعيد المفهوم الديني الذي جاءت به الرسالات السماوية كلها ، وانما هو داخل بالأولى ، لأن الدين روح الحياة ، ولأن الحياة أو الدنيا جسد روحه الدين . وهنا لا بد من القول أن الانسان كلما استوعب دينه من حيث المضمون والأبعاد والمقاصد تمكن من استيعاب الآخرين واحتضانهم . وهنا لا بد لي من بسط القول من موقعي الديني وفهمي وثقافتي الإسلامية التي أفاخر بها ، من أن الاسلام أولاً وقبل كل شيء هو دين الحياة ، وكل ممارسة خارجة عن هذا العنوان هي ممارسة خاطئة تسيء الى ديننا الحنيف . والأمر الثاني أن الناس في نظر الاسلام متشابهون بل متساوون في أصل النشأة ، وقد جعلهم الله تعالى شعوباً وقبائل لتعارفوا ، والتعارف أول طريق التآلف والتعايش والتفاعل بين المتشابهين والمتساوين في النشأة من شأنه أن يحقق الأخوة الإنسانية فيما بينهم .
وتابع : الأمر الثالث أن الإسلام يرى أن التعامل بين أفراد المجتمع إنما يقوم على الوداد والبر والقسط والعدل والإحسان . إن هذه المعاني أو قل هذه القيم هي التي تشكل المناخ الثقافي والديني الذي ينبغي ان نعمل لأن يكون الإطار الجامع لحركتنا وعلاقاتنا على المستوى الإنساني كله ، وأن يسود ويبسط ظلاله وفيئه على المجتمع والوطن وهذا هو مضمون ثقافة التعايش أو العيش المشترك في فهمنا الديني .
أما ثقافة المواطنة عندنا فإنها تدور أولاً وأخيرا على أن الوطن أكبر وأهم من الجميع، وأنه حاضن لكل أبنائه وبالتالي فان مصلحة الوطن مقدمة على سائر ومختلف المصالح الحزبية والمذهبية والطائفية والشخصية ، وهذا هو معنى لبنان أولاً . وببيان أوضح لا يجوز عندنا أن يتقدم أي ولاء خارجي على الولاء للوطن وللبنان. صحيح ان قيمة لبنان وميزته الأساسية أنه منفتح على العالم ولا نتصور لبنان غير ذلك لكن القيمة الأهم والأولى هي أن لبنان عندنا مقدم على العالم كله ، ولا يخفى على حضراتكم أن من مضامين الولاء للوطن أن نحافظ على هيبته وهيبة مؤسساته وفي مقدمتها الرئاسات الثلاث ومؤسسة الجيش وقوى الأمن الداخلي . فالنقد الدائم والتأفف وتارة التمرد على كثير من الإجراءات من شأنه أن يفقد الهيبة هالتها ، وحذار ان يهون الأمر عندنا فيهون الوطن ونفقد بذلك مشاعر الاعتزاز التي تصحبنا وتتملكنا في مطلق بلد نحل به زائرين أو مقيمين”.
وأضاف : “بقي علي أن أعرج بإيجاز على ثقافة الحوار والتي هي سمة تقدم ورقي وانفتاح نوعي سواء حوار الأديان والمذاهب أم حوار الحضارات والثقافات ، وصحيح أن الغاية منها هو التقارب واختصار المسافات والتنور والمعرفة ، بل الاستفادة من مطلق جانب ايجابي يحقق مصلحة في التعايش أو المواطنة ، إلا أن الذي أريد أن ألفت النظر إليه بأن الحوار لا يقصد منه الوصول إلى المطابقة أو التطابق أو حتى الجناس بتمامه وكماله ، وإلا فقدنا التنوع والتعدد في الثقافة والرؤى ، نعم ليس مطلباً عندنا أن نتوصل من خلال الحوار إلى الانصهار ، أبداً فالخصوصيات قائمة ومعتبرة ، والتجانس والقاسم المشترك كبير ويشكل مساحة مهمة واسعة في اللقاء والتعامل والتعايش ، وأكثر من ذلك يجعل كل واحد منا يقبل الآخر ويعيش في ضميره وكنفه ويحسن التعامل معه ، وهنا يأتي دوركم أنتم أيها الحكماء والعقلاء دوراً أكبر على مساحة الوطن كله ويكون نواة لبروز تيار فكري واع ومتوازن همه الوطن وولاؤه للوطن يشكل في المستقبل القريب بإذن الله تعالى ضغطاً معنوياً على مطلق تحرك فئوي أو مذهبي أو طائفي ، هذا التيار هو أنتم وأمثالكم ، هذا التيار هو الأمل لحفظ الكيان وتماسك أبنائه ضمن هذا الشعار ، لبنان المنفتح على العالم مقدم في الولاء عندنا على العالم .
بعد هذه العجالة من متعة التحدث إليكم لا يسعني إلا أن أحيي كل واحد منكم بمفرده وبما يمثل من موقع ورأي وفكر ، وأن أحيي همتكم العالية التي حملتكم على المشاركة في هذا اللقاء الثقافي والوطني وأن أخص بالتحية والشكر إخواني في الجامعة اللبنانية الثقافية رئيساً ومجلس أمناء وأعضاء حيث أتاحوا لي فرصة اللقاء والتحدث إليكم وما أمتعها ، ثم اسمحوا لي أن أخص بالتحية والشكر إخواني أصحاب السيادة المطارنة الذين نعمل معهم متعاونين على ترسيخ هذه القيم وهذه المعاني . ولا يفوتني أبداَ أن أحيي باسمي وباسم دار الفتوى وباسمكم جيشنا الباسل قائداً وضباطاً وأفراد مع قوى الأمن الداخلي وسائر الأجهزة الأمنية التي تحقق نجاحات مشرفة ، وخاتمة المسك تحية كبرى وباسمكم جميعاً إلى فخامة رئيس الجمهورية الذي يقود سفينة البلاد بحكمة وروية ورباطة جأش .
وفي الختام، قدم عيد دروعاً تذكارية للمفتي الشعار تقديراً لمواقفه الوطنية ودوره في التقارب والتواصل بين جميع اللبنانيين.