بدعوة من اللجنة العلمية في نقابة أطباء لبنان – طرابلس، والجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية وبالتعاون مع “مؤسسة الصفدي”، نُظمت في “مركز الصفدي الثقافي” ندوة طبية بعنوان “التدابير غير الطبية للوقاية من وباء الإنفلونزا H1N1″، وذلك ضمن برنامج “التثقيف الطبي المستمرFMC”. الندوة التي ادارها كل من رئيس اللجنة العلمية في نقابة أطباء لبنان – طرابلس الدكتور عمر عياش ورئيس الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية الدكتور نديم كنج، حاضر فيها أخصائي أمراض الرئة والإنعاش الدكتور طه بازرباشي، وذلك بحضور النائب السابق د. عبد المجيد الرافعي، وحشد من الأطباء والممرضين والمهتمين.
استهل الدكتور بازرباشي محاضرته بالتحدث عن تاريخ المرض، ثم قال: “على الرغم من الانطباع السائد بأن موجة انفلونزا الخنازير H1N1 تتضاءل، إلا أنه يجب ان نظل يقظين. ففي الواقع، المخاطر لا تزال موجودة، وبالأخص تأثير الموجات المرتقبة (كون وباء الانفلونزا يعرض عدة موجات متباعدة عادة في عدة أسابيع إلى عدة أشهر)، مع احتمال ظهور سلالات فيروسية مقاومة للأدوية مضادة للفيروسات (تاميفلو) أو السلالات التي لا تغطيها اللقاحات التي ستظهر لاحقاً”. أضاف: “ولكن قبل كل شيء، فالأمر الأكثر خشية أن يكون هناك تزواج بين الفيروس H1N1 وفيروس انفلونزا الطيور H5N1 الذي انتشر بشكل ملحوظ في العام 2003، بحيث يصبح الوضع “كارثة”، لما يشكله وجود هذين الفيروسين في آن معاً من ازدياد شديد في العدوى وخطورة كبيرة”. ولفت إلى “أننا الآن لم نصل إلى هذه المرحلة بعد. ولذلك يجب علينا تركيز الجهود لمنع AH1N1 من الانتشار بين الناس، وخاصة في المستشفيات ولدى الجسم الطبي. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنفيذ تدابير وقائية صارمة ومناسبة لعزل هذا الفيروس: عزلة قياسية “type gouttelette”.
أضاف بازرباشي: “كما يجب أيضاً، إيلاء الاهتمام الخاص عندما يقوم طبيب مختص بتشخيص حال انلفونزا H1N1 كحالة مرضية عادية، ويوصي بتناول “البراسيتامول” و”الفيتامين سي” فقط، فعندئذ يجب إجراء مسح لأقارب المريض، للبحث عمن هم معرضون لخطر الإصابة بإنقلونزا خطيرة(مثل الأولاد الصغار في السن، الحوامل، ومن يعانون من نقص في المناعة، …). في هذه الحالات، يجب معالجة المريض بالمضادات الحيوية، إضافة إلى العلاج الوقائي بهذه المضادات لهؤلاء الأقارب المعرضين”.
الجدير بالذكر، أن الدكتور طه بازرباشي، حائز على دراسات الطب من سانت اتيان – فرنسا، نجح في المسابقة الوطنية للطب الداخلي في المستشفيات الفرنسية، متخصص في أمراض الرئة والإنعاش من المركز الطبي لمستشفى جامعة نانسي – فرنسا، وحائز على دبلوم في الدراسات العليا – الهندسة البيولوجية في معهد البوليتكنيك في لورين بنناسي – فرنسا. وهو يعمل كطبيب لأمراض الرئة والعناية الطبية المكثفة في مستشفي أوتيل ديو – بيروت، ورئيس قسم الإنعاش في مستشفى هيكل – الكورة، وأستاذ محاضر في كلية الطب بجامعة القديس يوسف ببيروت.