اختتمت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة أنجلينا أيخهورست أمس في مؤسسة الصفدي في طرابلس، بحضور وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال محمد الصفدي، ورشة تخطيط استراتيجي ضمت أربع وعشرين سيدة في مواقع قيادية من لبنان وتونس وفرنسا وإيطاليا. ونُظمت هذه الورشة في إطار مشروع “المرأة من أجل التغيير” الممول من الاتحاد الأوروبي والذي تنفذه مقاطعة بيسكارا الإيطالية IRIS بالشراكة مع التجمع الإقليمي للعمل والمعلومات الخاصة بالنساء GRAIF (فرنسا) ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر” (تونس) ومؤسسة الصفدي التي تتولى التنفيذ في لبنان.
ويهدف مشروع “المرأة من أجل التغيير” إلى تعزيز القيادة لدى المرأة في السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية. فبعد مرحلة دراسية تناولت وضعية النساء في بعض البلدان التي يتم فيها تنفيذ المشروع والشروط الضرورية لزيادة مشاركتهن، يجري تنظيم ندوات تدريب ومشاركة في لبنان وتونس. وبهدف مواكبة هذه العملية بصورة مستدامة، يجري العمل حالياً على إنشاء شبكة دعم لبروز قيادة نسائية على ضفتي المتوسط.
وشارك في حفل الختام العديد من ممثلي البعثات الدبلوماسية، وهم ممثل السفير الإيطالي ومدير مكتب التعاون الإيطالي غيدو بينيفينتو، وممثل السفارة الفرنسية نقولا منصور، وممثلون عن بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، ورئيس بلدية طرابلس نادر غزال، ورئيس بلدية الميناء السفير محمد عيسى، ونائبة رئيس مؤسسة الصفدي منى الصفدي، ومدير عام المؤسسة رياض علم الدين، والمنسق العام للمشروع فيكتور ماتيوتشي، ومنسقة المشروع في لبنان سميرة بغدادي، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني.
وخلال الحفل، توجهت السفيرة أيخهورست إلى المشاركات في الورشة مذكرة بأن “الاتحاد الأوروبي يؤمن إيماناً راسخاً بأن النساء فاعلات حقيقيات في التنمية وأنه يجب السعي إلى أن يؤدين دوراً في المجالات كافة. فهذه المشاركة حق وقيمة مشتركة لجميع البلدان الأوروبية، ولكنها أيضاً في كثير من الأحيان ضمانة لنجاح كل مشروع تنموي. في الواقع، غالباً ما تعتبر مساهمتكن الفعلية والبرغماتية أساسية لكل تغيير سلوكي مستدام”.
وقدمت سميرة بغدادي عرضاً مفصلاً للمشروع مشيرة إلى أن “مؤسسة الصفدي آمنت ودعمت قضية التنمية الاجتماعية والثقافية والتبادل الثقافي تماماً كما آمنت ودعمت المرأة وتمكينها. وسوف نحافظ على التزمنا حيال المؤسسة وحيال ما لم تكف عن فعله تجاه المرأة وتنميتها وتمكينها وتجاه التنمية المحلية والإنسانية والاجتماعية بجميع الوسائل المتاحة لنا. وآمل أن نتمكن كشركاء في انتهاج هذا المسار”.
وأعلنت شارلوت ريكو باسم المشاركات أن شبكة مشتركة “سوا – ميد” ستُنشأ قريباً، وستشكل إطاراً تنظيمياً لتنسيق العمل المشترك للمتدربين في البلدان الأربعة أي فرنسا وإيطاليا وتونس ولبنان.
وشدد فيكتور ماتيوتشي على أن الشبكة تهدف إلى أن تصبح دائمة ومتعددة التخصص، والتوجه بصورة خاصة إلى الشباب في البلدان الأوروبية وحوض المتوسط. وترغب الشبكة في دعم والتماس علاقة جدلية بين أوروبا ومنطقة المتوسط، عبر التنسيق مع جميع ثقافات منطقة المتوسط من أجل الانفتاح والتبادل الدولي.
وفي النهاية، وزّع الوزير الصفدي والسفيرة أيخهورست شهادات على المشاركات في الورشة التي اختتمتها جوقة الفيحاء بحفل موسيقي.