وقّع الإعلامي صفوح منجد كتابه “الإنتخابات النيابية في طرابلس والشمال خلال مئة عام (1908-2009) برعاية من المجلس الثقافي للبنان الشمالي و”مؤسسة الصفدي”، وذلك في “مركز الصفدي الثقافي” بطرابلس، فتحول حفل التوقيع إلى تظاهرة ثقافية وسط حشد من ممثلي الهيئات السياسية والإجتماعية والثقافية تقدمهم الرئيس نجيب ميقاتي ممثلاً بالدكتور مصطفى أديب، النائب أحمد فتفت ممثلاً بالمحامية زينة فتفت، النائب روبير فاضل ممثلاً بالدكتور سعد الدين فاخوري، الوزير السابق جان عبيد ممثلاً بشقيقه إيلي عبيد، النائب السابق الدكتور قيصر معوض، ممثل لسيادة المطران افرام كرياكوس للروم الأرثوذكس، المدير العام لمؤسسة الصفدي رياض علم الدين، القاضي نبيل صاري، العقيد بسام الأيوبي قائد سرية درك طرابلس، نقيب المحامين السابق خلدون نجا، وأعضاء في مجلسي بلديتي طرابلس والميناء، وجمعيات وهيئات اجتماعية ومهتمون.
والإصدار الجديد للإعلامي منجد يقع في 170 صفحة، وهو مزود بالأرقام التفصيلية وصور النواب والمرشحين والمعارك الانتخابية في طرابلس والشمال على امتداد مئة عام، وهو الإصدار الثاني للإعلامي منجد بعد كتابه الأول “شيء من الصحافة… شيء من طرابلس”. وقد أهدى منجد كتابه الثاني إلى مدينته طرابلس التي أحب بعشق. وقدم للكتاب رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي الدكتور نزيه كبارة.
كلمة “مؤسسة الصفدي”
بعد النشيد الوطني، ألقى الدكتور مصطفى الحلوة كلمة “مؤسسة الصفدي” فقال: “هذا الكتاب الذي يُتحفُنا به الإعلامي الأستاذ صفوح منجد وفاءً لطرابلس، هو كتابٌ جمع إلى السرد التاريخي المشوّق البُعْدَ الأكاديمي، فقد حرص المؤلف على استنطاق أهل الاختصاص، شافعاً فصول الكتاب بدراستين من لدن باحثين جامعيين مرموقين. وهكذا كانت دراسة تحليلية لانتخابات العام 2005 وضعها د. عاطف عطية. كما كان ارتكازٌ على أطروحة د. قاسم الصمد التي يتناول فيها تاريخ الضنية السياسي بين عامي 1920 و 1972”. أضاف: “وما لفتني لدى الكاتب تمكنُّهُ من ثقافة “العنونة” وخطابها التي تنمُّ عن فكرٍ تحليلي سوسيولوجي عميق. ففي مقارباته للانتخابات النيابية وُفِّق في وضع عناوين تؤشِّرُ إلى طبيعة البنى المجتمعية في كل منطقة من مناطق الشمال السبع، إضافةً إلى العلامات الفارقة لطبيعة الصراعات التي تميز كلاً من هذه المناطق”. وختم: “إننا في “مؤسسة الصفدي”، إذْ نشرِّعُ اليومَ أبوابنا لهذا الحدث، فانطلاقاً من تشجيعنا لتجليات الفكر والإبداع في أي حقلٍ من الحقول المعرفية”.
كلمة المجلس الثقافي للبنان الشمالي
ثم ألقى الدكتور نزيه كبارة كلمة المجلس، مشيراً إلى أهمية هذا الإصدار الذي يعتبر عملاً توثيقياً ويسلط الأضواء على كل قضاء من أقضية محافظة لبنان الشمالي ، فهو يتناول العائلات السياسية فيه وصراعها على السلطة والنفوذ، فهو صراع إمتد أحيانا عقودا من الزمان ، كما يورد معلومات دقيقة عن تمثيل تلك الأقضية بدءا من مجلس “المبعوثان” العثماني مرورا بالمجالس النيابية زمن الإنتداب وصولا إلى عهد الإستقلال وإنتهاء بإنتخابات العام 2009 ، كما يتوقف عند كل إنتخابات محددا عدد المقاعد النيابية في المجلس وعددها في كل قضاء والأصوات التي نالها كل مرشح وعدد الناخبين ونسبة المقترعين منهم”. أضاف: ولم يكتف صاحب الملفات بهذه المعلومات بل إستعان بعدد من المراجع ليتحدث عن أصول بعض العائلات السياسية ، من أين جاؤوا إلى لبنان ومن هو الجد الاعلى الذي يعود له الفضل في التأسيس لنفوذ العائلة السياسي ولوجاهتها وزعامتها ، ومن هؤلاء آل المرعبي في عكار وآل الفاضل رعد في الضنية، وآل فرنجية وآل الدويهي وآل كرم في زغرتا الزاوية وآل بولس وآل غصن في الكورة وآل كرامي وآل المقدم في طرابلس. كما لفت الإعلامي صفوح منجد وعضو الهيئة الإدارية في المجلس الثقافي للبنان الشمالي إلى أن قوانين الإنتخابات النيابية حافظت في عهد الإستقلال على قاعدة 5/6 خمسة مقاعد للمسلمين مقابل ستة للمسيحيين ولم تتغير هذه المعادلة إلا بعد الطائف الذي ساوى بين عدد النواب المسيحيين وعدد النواب المسلمين مشيرا إلى التدخل السوري في الإنتخابات التي جرت إعتبارا من العام 1992 لجهة تشكيل اللوائح لإنجاح مرشحين لم يكونوا لينجحوا لولا التدخل ، وما إستتبع ذلك من تغيير في الخارطة السياسية في لبنان وليس في محافظة الشمال وحدها”. وختم: “من إستقراء نتائج الإنتخابات التي جرت خلال مئة عام يتبين أن اللوائح التي فازت كان فوزها بأصوات لا تزيد كثيرا عن الأصوات التي نالتها اللوائح الخاسرة مما يسمح بالقول بأن قاعدة النسبية لو كانت مطبقة لتغير وجه المجلس وتغير معه أعضاء الحكومات ، وقد تكون النسبية هي الحل الذي يحد من الإضطرابات السياسية، ويسمح بتأسيس أحزاب عابرة للطوائف والمناطق، بشرط إعتماد المحافظة دائرة إنتخابية واحدة ،مما يعقلن الخطاب السياسي ويحد من حدة العصبيات الطائفية والمذهبية ..”.
كلمة المؤلف الإعلامي صفوح منجد
وقبل أن يوقع للحضور الذي احتشد للحصول على نسخة من الكتاب، قال الإعلامي صفوح منجد: “أتمنى أن اكون عند حسن الظن وعلى قدر المسؤولية في مؤلفاتي القادمة”، موجهاً الشكر إلى “كبير من رجالاتنا زاده الله من خيراته وبركاته وأثقل شِماله من نعمائه ليعطي شَماله مزيداً من الصروح الثقافية والأدبية والفكرية والفنية والإنسانية، عنيت به معالي الوزير محمد الصفدي ومؤسسته الكريمة”.