افتتح وزير البيئة طوني كرم ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط الثاني حول العمر وطب الشيخوخة ومرض الزهايمر بدعوة من جمعية المسنين في فندق كواليتي – ان، في طرابلس ويستمر ثلاثة أيام.
حضر حفل الإفتتاح الدكتور عزام عويضة ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي،الدكتور مصطفى حلوة ممثلا الوزير محمد الصفدي، النائب الدكتور قاسم عبد العزيز، النائب السابق الدكتور عبد المجيد الرافعي، الدكتور أنطوان الرهبان ممثلا النائبة السابقة نائلة معوض، رئيس بلدية طرابلس رشيد جمالي، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، ورئيس مصلحة الصحة في الشمال الدكتور محمد غمراوي، نقيب أطباء الشمال الدكتور نسيم خرياطي، وحشد من الهيئات الطبية والأطباء.
بعد النشيد الوطني، كانت كلمة من عريفة الإحتفال ريما سيجري، وتحدثت رئيسة جمعية المسنين الخيرية آسيا قاسم فتوجهت بالتحية إلى الرئيس سليمان لرعايته المؤتمر ممثلا بالوزير كرم، وأشارت إلى “الهدف من إقامة المؤتمر وهو إيجاد الحلول لما يعانيه المسنون كلما تقدم بهم العمر وشعورهم بالعجز” ودعت الهيئات المعنية ل”العمل في سبيل تبديد ما يشعر به المسنون من تشاؤم ومن إحساس بأنهم أصبحوا عالة على غيرهم”.
وتحدث رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور فؤاد أنطوان، ورئيس اللجنة التنظيمية الدكتور عمر عياش، حول أهمية نشر الوعي الإجتماعي بشأن المسنين بوصفهم الشريحة الأكبر في المجتمع، وتبادل المعلومات والخبرات بين المؤسسات المعنية لتوفيرالحلول وبداية مسيرة تخفيف المعاناة عن كاهل المسنين .
وألقى الدكتور هيثم مبيض كلمة نقيب أطباء الشمال الدكتور نسيم خرياطي فأكد على “أهمية التعامل الإنساني وإستخدام التقنيات الطبية الحديثة في مجال العناية بالمتقدمين في السن على قاعدة تكريم هذه الشريحة العمرية والتي كان لها الفضل في الإرتقاء بالمجتمع”.
ثم ألقى الدكتور محمد خالد كلمة جامعة الجنان فشدد على “ان الإهتمام بالمسنين هو من أبرز الواجبات الأولية للوزارات والهيئات التي يقع على عاتقها مسؤولية إيجاد الحلول والمبادرات لرعاية هذه الشريحة العمرية”، وأشار إلى وضع الجامعة إمكانياتها بتصرف المهتمين بهذا الشأن.
وتحدث الدكتور سايمون دوراسيا بإسم المشاركين في المؤتمر، وأشار رئيسا المؤتمر الدكتور توفيق خوجه والدكتور عبد الرزاق أبيض إلى أن “التحدي الرئيسي هو في حفظ الناس لصحتهم في المراحل الأولى قبل الشيخوخة. والدعوة إلى تبديد القلق لدى المسنين والإستفادة من طاقاتهم وخبراتهم”.
وألقى الوزير طوني كرم كلمة راعي الإحتفال الرئيس سليمان فقال: “أود أن أشارككم إعتزازي في إفتتاح مؤتمر الشرق الأوسط الثاني حول العمر وطب الشيخوخة ومرض الزهايمر, ويسرني أن أنقل إليكم تحيات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي شرفني وكلفني بتمثيله في هذا الحدث وتقديره للجهد الكبير الذي بذله المنظمون لتحقيقه، وتمنياته بأن تكون النتائج على قدر التوقعات والطموحات”.
أضاف: “نصل إلى خريف العمر مفعمين بالأمل والقلق، نطوي الأمل في صدرنا لأن عمر الإنسان يمتد لعقود من الزمان والشيخوخة لم تعد مجرد بداية النهاية، بل مرحلة عمرية يمكن أن تعاش بالعطاء والنشاط والمشاركة، في نبض الحياة وحيوية المجتمع، أما القلق فهو نتيجة عدم تكيف المجتمعات مع الأعداد المتزايدة للمسنين وخصوصا في البلدان النامية وضرورة تأمين الرعاية اللازمة لهم وسبل إحاطتهم بالعناية الصحية المناسبة والإستفادة من طاقاتهم التي إختزنوها بالعرق والكفاح”.
وقال:”المفارقة باتت كالتالي الحاجة المتزايدة حول فهم الشيخوخة والعوامل المساعدة لإطالة عمر الإنسان وتطور الوعي الصحي والرعاية بشكل عام ما أدى إلى تزايد شريحة المسنين ولكن في الوقت نفسه تحول هؤلاء المسنين إلى عبء في غالب الأحيان على عائلاتهم ودولهم، والمؤشر الأول على هذه المفارقة هو عدم وجود
الأعداد الكافية من الإختصاصيين في طب الشيخوخة، بالرغم بأن عمر هذا الإختصاص يربو عن الخمسين عاما، والمفارقة الثانية والمهمة على الصعيد الإنساني هو تزايد عدد المسنين في بيوت الراحة أو ما شابه من الأسماء التي تؤشر إلى غياب الوعي بقضايا المسنين والميل إلى عزلتهم، وإن كان هناك ضرورة في بعض الأحيان إلى مثل هذه الأماكن نتيجة ظروف إجتماعية، وإن كان من الطبيعي أن تتزايد الأمراض والمشاكل لدى المتقدمين في السن، فإنه و في الوقت نفسه من الملح أن توضع الإستراتيجيات الإجتماعية والطبية والنفسية المناسبة التي تحمل رؤية إنسانية وعلمية جديدة لأوضاع المسنين ومشاكلهم وتعكس التطور الطبي الحاصل والدور المتنامي لهذه الشريحة في عصرنا الحاضر”.
وقال: “المجتمع الدولي الذي من المتوقع أن يضم في غضون سنوات قليلة أكثر من 150 مليون شخص مصاب بمرض الزهايمر لا يمكنه إلا أن ينكب بعزم أكبر على البحوث المتعلقة بهذا المرض وتقديم رعاية أكثر شمولية وفعالية للمرضى وعائلاتهم التي ترزح في الغالب معنويا وماديا تحت أعبائه وهذا ليس إلا مثلا واحدا عن ضرورة تطوير مقاربتنا الصحية والإقتصادية والإجتماعية للأمراض المرتبطة بالشيخوخة”.
أضاف:” تأكيدا لهذه الرؤية ومن منطلق مسؤوليتنا الرسمية وبالتعاون مع منظمات القطاع الأهلي لا بد من العمل على وضع السياسات الصحية والإجتماعية التي تحترم حاجات المسنين وتتيح لهم المشاركة بفعالية أكبر في دورة الحياة”.
وختم: “ان غنى مؤتمركم هذا يترجمه البرنامج المكثف الذي أعد بحرص وموضوعية وممتد على ثلاثة ايام ، ولا شك عندي من أهمية النقاشات والمعلومات التي سيتضمنها المؤتمر والأبحاث والناجمة عن تزايد الإهتمام العالمي في العقود الأخيرة بأمراض الشيخوخة ، ولطالما كان التمتع بالشباب الدائم حلم الإنسان منذ القدم، ولعلكم في هذا المؤتمر تدركون قسما من هذا الحلم الذي نلمح تباشيره تتحقق مع تزايد عدد المسنين حول العالم الذي ما تزال الحياة تنبض في أجسامهم وعقولهم”.