في أول موقف لنائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس بعد انتهاء العملية الانتخابية نقله المدير العام لمؤسسة فارس العميد وليم مجلي في افتتاح “فوروم عصام فارس” في جامعة البلمند “أن لبنان لا يحكم الا بالمشاركة الفعلية بكل مكوناته وان السلطة الجديدة مدعوة لكي تعمل على احقاق التوازن الوطني من خلال قانون انتخابات يضمن التمثيل النسبي لجميع الاطراف.
وقال مجلي الذي ألقى كلمة فارس: نأمل من نوابنا الجدد أو أولئك الذين أعيد انتخابهم أن يكونوا لكل الناس ولكل الوطن فهم غدوا نواة سلطة مدعوة في كل حين لتجديد الوعي الوطني لدى الناس ولتجديد الالتزام بالصيغة اللبنانية فالصيغة ثروة اذا ارتقت الى مستوى دعوتها التاريخية للتلاقي وقبول الاخر وهي عقبة ان انكفأت الى حدود الطوائف المنغلقة على التطرف والتعصب والتقوقع.
كلام مجلي جاء في حفل افتتاح فوروم عصام فارس في جامعة البلمند ممثلاً الرئيس عصام فارس الذي رعى الحفل في حضور رئيس الجامعة الوزير السابق الدكتور ايلي سالم والوزير السابق وديع الخازن ومدير اعمال عصام فارس في لبنان المهندس سجيع عطية وعميد السلك القنصلي جوزيف حبيس ، ومحافظ الشمال ناصيف قالوش، عميد جامعة اللويزة الاب وليد موسى، نقيب محامي الشمال انطوان عيروط، عميد السلك القنصلي جوزف حبيس، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، رئيس الرابطة السريانية حبيب فرام، رئيس الرابطة اللبنانية للروم الارثوذكس نقولا غلام بالاضافة الى عمداء ومديري كليات الجامعة وافراد الهيئة التعليمية والادارية.
سالم
بعد كلمة تعريف من الدكتور اوسامة جدايل، ألقى رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم كلمة عدد فيها المواقع التي تحمل في الجامعة اسم “عصام فارس”: مبنى كلية الآداب، كرسي عصام فارس، مركز عصام فارس الجامعي للتكنولوجيا، مكتبة عصام فارس وآخرها فوروم عصام فارس مشيداً بدور هذا الرجل في دعم العلم والثقافة مشدداً على اهمية أن يكون لجامعة البلمند هذا الفوروم كمساحة للتواصل والتلاقي.
ولفت سالم الى ان الاجتماع اليوم هو لافتتاح موقع جامعي يحمل اسم “دولة الرئيس عصام فارس” فله مواقع في جامعات ومؤسسات كثيرة في لبنان وخارجه، وله في كل من هذه المؤسسات موقع او اثنان. أما في جامعة البلمند فله خمسة مواقع، لأن علاقته بها هي من نوع آخر ففيها شيء من الارثوذكسية، وشيء من الشمالية وشيء من روحية القرى وشيء كثير من المحبة الشخصية.
وشرح سالم ميزة الفوروم الخاصة بالرجل الذي يحمل اسمه. وتحدث عن جمال الفوروم معتبراً اياه من جمال تلة البلمند فهو يصل بين الآداب والعلوم، الرياضة والهندسة، بين الفنون والمهنيات، وهو ملتقى لكل من يأتي ليستمع الى عزف على البيانو او لحضور مسرحية او للاستمتاع بحفلات الغناء الشرقي والغربي، فالفوروم ساحة فرح.
واوضح سالم ان الجامعة مسؤولة عن تطور المجتمع ونوعية حضارته كما ان المجتمع مسؤول عن قيام الجامعة بدورها الاساسي في كشف الحقائق وفضح الاوهام دعماً للانسان وتحريراً لطاقاته.
وشكر كل من يشارك في تعزيز الجامعة وتقدمها حتى تقوم بما هو مطلوب منها على احسن وجه.
العميد مجلّي
وألقى اعميد وليم مجالي كلمة الرئيس عصام فارس وجاء فيها: نلتقي اليوم في هذا الصرح التربوي الوطني الكبير لنفتتح معاً “فوروم دولة الرئيس عصام فارس” وقد شرّفني دولته تمثيله في هذه المناسبة وحمّلني تحياته ودعاءَه لكم ولهذا
الصرح، كما حمّلني رجاءَه بالمزيد من العطاءات الطيبة التي يأمل أن تُفعّل حضور هذه المنطقة العزيزة في مسيرة الثقافة والعلم والنهضة والعمران.
وأضاف: من مميزات هذا الوطن أنه في طليعة الدول التي اختارت العلم قاعدة لبناء المجتمع على خلفية وعي عميق بأن العلم هو إرثٌ للوطن لا يثمّن، وجامعة البلمند رائدةٌ في هذا المجال وقد اختصرت الزمن وجلست في المقدمة بين زميلاتها وهي في ريعان الشباب كما سطرت صفحات مكتوبة بخط عريض وأنيق في عالم الاختصاص وحلّقت، واضطلعت برسالة تربوية حقة ذات أبعاد وطنية وإنسانية كبيرة، لازمت مكارم الاخلاق بتمام المعرفة على قناعة أنه لا يبنى الوطن دون هذا التلازم كما لا يُثمّن نسيجٌ اجتماعي بدونه، دون أن يغيب عن البال أن الوطن الذي تتعامل معه هو لبنان، البلد المتميز بناسه وعيشه الواحد، والذي يُمثل واحة حرية وسلام في هذا الشرق.
وتابع: لقد عُرف عن هذه الجامعة تنوع انتماءات طلابها وكذلك الاساتذة وكأنهم يختصرون عفواًَ التركيبة اللبنانية بكل مفاصلها، فكانت الأحب الى قلب دولة الرئيس فأعطاها كبير عنايته. وبهذا السلوك المتفرد الذي طبعه غبطة البطريرك هزيم مؤسس الجامعة ورئيس مجلس الامناء فيها بطابعه المميز ومباركته الكريمة ورعايته الابوية، وبمتابعة من رئيس الجامعة الدكتور ايلي سالم وفريقه نجحت الجامعة في غرس العلم والمعرفة كما الوطنية في عقول وقلوب طلابها فهنيئاً من القلب إلى هذه الجامعة وهي تستحق ما أتينا لافتتاحه على رجاء المزيد من التطور والتألق.
واكد مجلي انه من المسلّم به أن خيرات الأرض تبقى لمن عليها والأفضلية لمن لا يملكون منها إلا القليل. هذه قناعة دولة الرئيس وسلوكه، فاختار طريق الخدمات الاجتماعية واعتمد الانسان محوراً لاهتماماته دون تفرقة أو تمييز، وتجاوز حدود المناطق والطوائف والعقائد، وجسّد في مسيرته الخيّرة الناصعة روحانية مميزة تخطت المألوف وارتقت الى مستوى العطاء الانساني الجامع بكُليته. لم يختلف حضوره السياسي عن حضوره الاجتماعي والانمائي، فانتخب نائباً ثم عين نائب رئيس حكومة، ولعب دوراً مميزاً في تذليل العقبات، وشكل مشغلاً لصياغة القرارات الحكومية، حمل هموم وطنه الى العالم وعمل عفواً سفيراً متجولاً سخّر قدراته المالية ومعارفه الشخصية لخدمة وطنه. كان دائماً يعطي ولا يأخذ، اعتمد المحبة النابعة من الايمان وأعطى دون منة، لقد عمل لتحرير الانسان من العوز والجهل ومن كل عوائق نموه، وتعمّد تحطيم الفوارق الاجتماعية وتخليص الانسان من التبعية وساهم في إعادة الاخوة المفقودة بين البشر، وهكذا توالت مبادراته الخيّرة في كل اتجاه فطالت الانسان وكل ما في خدمته دون أن تنقطع يوماً وما مبادرته اليوم إلا نقطة تلاقي مع رسالة الجامعة تترجم إرادة هذا الرجل الالتزام بالانسان أولاً.
وقال: في هذه المناسبة مع انتهاء العملية الانتخابية، الاستحقاق الذي قيل فيه قبل حصوله الكثير. وبعض ما قيل خوَّف الناس والبعض الآخر أمّلهم فكانت مصطلحات ووسائل انتخابية فحسب. فالانتخابات مرّت وأكدت قدرة اللبنانيين على ممارسة العمل الديمقراطي بنجاح، فالديمقراطية والتنافس الحضاري مطلب لبناني جامع.
نحن يا سادة كنا ولا نزال غير مؤمنين بالوسائل التحريضية ولا بالشحن الفئوي، لا يحكم لبنان إلا بالمشاركة الفعلية بكل مكوناته. والسلطة الجديدة مدعوة لكي تعمل على احقاق التوازن الوطني من خلال قانون انتخابات يضمن التمثيل النسبي لجميع الاطراف، ويرفع شعور الغبن والتهميش الذي تعانيه فئات يضيع صوتها وتضيع حقوقها في ظل قانون اكثري غير عادل ولم يساو بين المناطق في الانتخابات الاخيرة. وهذا ما يحفظ التوازن الوطني في مؤسـسات الدولة واجهزتها.
وأمل مجلي من النواب الجدد أو أولئك الذين أعيد انتخابهم أن يكونوا لكل الناس ولكل الوطن فهم غدوا نواة سلطة مدعوة في كل حين لتجديد الوعي الوطني لدى الناس ولتجديد الالتزام بالصيغة اللبنانية، فالصيغة ثروة إذا ارتقت الى مستوى دعوتها التاريخية للتلاقي وقبول الآخر، وهي عقبة إن انكفأت الى حدود الطوائف المنغلقة على التطرف والتعصب والتقوقع، وإنني هنا أردد ما يؤمن به دولة الرئيس عصام فارس ويمارسه في حياته أنه لا يستقيم حكم في لبنان إلا بالتوافق والألفة والمحبة بعيداً عن كل احتكار للسلطة، وتجارب الماضي علمتنا، ودفّعتنا اثمانا باهظة في كل مرة حاول فريق ان يستأثر بالسلطة ويتجاهل شركاءه في الوطن فحبذا لو يكون ذلك شعار المرحلة المقبلة في لبنان.
وختم مجلي: اننا اذ نجدد تمنيات الرئيس عصام فارس لجامعة البلمند ولكم جميعا بمزيد من التطور والتقدم والازدهار، نؤكد الاستمرار بالعمل معكم بقيادة غبطة البطريرك هزيم ومع جميع اللبنانيين بروح المحبة والعطاء في سبيل وطن نحفظه رسالة للعالم كله، وارثاً ثمينا لابنائنا.
شويري
ثم تحدث البروفسور ادغار شويري عالم الفضاء الشهير في جامعة برنستون ورئيس الاكاديمية اللبنانية للعلوم الذي دعا كل اللبنانيين الى تصوّر وضع خيالي يمكنّهم من اللحاق بالعالم المتقدم والمساهمة في الاستكشافات والابتكارات العالمية واحتلال موقع متميز بين البلدان والمجتمعات الفاعلة على الصعيد العلمي.
وعبّر شويري عن هذا الواقع الخيالي من خلال اقتراحه لخمس مشاريع كبرى:
الاول: اقامة تجهيزات ضخمة لانتاج طاقة مكثفة تفجر فوراً كل الالغام حتى المدفونة منها بضعة اقدام تحت سطح الارض في الجنوب.
والثاني: تطوير تقنيات توفيرية للطاقة الشمسية
والثالث: انشاء PLANITARIUM في بيروت وهو بمثابة قبة من 25 متراً مغطاة بشاشة تعرض عليها مشاهد الكواكب والنجوم.
والرابع: امكانية تحويل لبنان الى مركز عالمي لتطوير برامج المعلوماتية الاقتصادية.
والخامس: يقوم على ان يكون لبنان مع شركاء له في المنطقة والعالم فريقاً لتصميم وتصنيع واطلاق وصيانة احدث الاقمار الاصطناعية.
معتبراً ان هذه المشاريع التغييرية تبشر بولادة عصر جديد للبنان ينتقل فيه المجتمع اللبناني من الاعتماد على التجارة والعملات الى مجتمع مرتكز على المعرفة وعلى الافكار التي تتكيف باستمرار مع متطلبات العصر وهي افكار ذات قيمة متصاعدة دوماً وانا لم اذكر الا كمّا قليلاً منها.
ثم انتقل الجميع بعد ذلك الى فوروم عصام فارس وتجولوا داخل الباحة متأملين اعمدتها ووساعتها.