في حادثة هي الاولى من نوعها منذ أشهر عديدة والاولى من نوعها إثر الزيارة التاريخية الناجحة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق مما أعتبرتها الاوساط مشبوهة التوقيت وانها بمثابة إطلاق نار سياسي على الزيارة من متضررين ومن فئات مرتبطة بمشاريع فتنة تسعى الى وضع العصي في دواليب عجلة العلاقات اللبنانية – السورية المميزة التي انطلقت في اللقاء التاريخي الحميم بين الرئيس بشار الاسد والرئيس سعد الحريري مما استفز حفنة من الموتورين الذين لا زالوا يراهنون على التفرقة وعلى فصل لبنان عن محيطه القومي والعربي.
فقد تعرض فجر امس الاثنين قرابة الساعة الثانية والربع باص سوري يحمل لوحة دير الزور ويقل 22 راكبا من العمال السوريين من اهالي منطقة الرقة الى إطلاق نار أدى الى وفاة الفتى عبدالله عواد عبد العايد (17سنة) الذي أصيب إصابة قاتلة في الرأس .
في تفاصيل الجريمة أن الباص السوري كان يجتاز منطقة دير عمار متجها نحو طرابلس ولدى وصوله قبالة مبنى بلدية دير عمار على بعد 300متر من حاجز القوة الامنية المشتركة لضبط الحدود أطلق مجهولون كانوا بإنتظار وصول الباص النار من سلاح كلاشنكوف من علو مرتفع على الباص الذي أصاب الفتى عبدالله وقد إخترقت رصاصات سبع الباص الذي كان يتحرك مسرعا ليتوقف عند الحاجز الامني في حين اخترقت رصاصات أخرى المحلات التجارية المقابلة.
فور شيوع خبر الأعتداء الآثم على الباص السوري استنفرت كافة الأجهزة الامنية والعسكرية والقضائية وحضر الى مكان الحادثة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر يرافقه قاضي التحقيق العسكري فادي صوان والنائب العام الاستئنافي في الشمال القاضي عمر حمزة اضافة الى قيادات امنية وعسكرية وبدأ القاضي صقر تحقيقاته فيما باشرت الشرطة العسكرية والادلة الجنائية أخذ البصمات ومعاينة مكان الحادثة وتحديد موقع إطلاق الرصاص والاتجاه وقد عثر على فراغات الرصاص في المكان الذي أطلق منه الرصاص بالقرب من القصر البلدي حيث ذكرت بعض المعلومات أن المتربصين الذين ارتكبوا الجريمة فروا الى جهة مجهولة عبر الطريق خلف القصر البلدي وساد إعتقاد أن المعتدين هم أكثر من شخص كانوا على صلة ببعضهم البعض عبر الهواتف لتحديد لحظة وصول الباص قبالة الكمين الذي أعد للأعتداء الذي فاجا العمال السوريين الذين كانوا نائمين بينما اسرع السائق الذي أصيب بذهول وتوقف عند حاجز دير عمار طالبا النجدة.
ووصل الى مكان الجريمة والد الفتى الضحية وهو مدرس لديه ستة اولاد وخمس فتيات وقد أصيب بهول الجريمة التي أدت الى مقتل ولده الذي يتجه للعمل في لبنان وأن ولده سبق أن زار لبنان ليوم واحد وعاد من جديد ليستلم عمله على أن يبيت عند شقيقه الأكبر في محلة القبة بطرابلس.
وقال عواد عبد العايد (والد الفتى الضحية) : “اتصلوا بي وابلغوني أن ولدي أصيب في حادثة عند حاجز دير عمار وطلبوا مني أن أحضر وحين وصلت ابلغوني بما أصاب ولدي هذه هي مشيئة الله أن يلقى ولدي حتفه في لبنان وهذا مما كتب على الجبين فإن ولدي ولدي حين يأتي أجله فإنه سيموت ولو كان في حضن أمه ، لكن نرجو أن تسفر التحقيقات عن كشف الجناة ومعاقبتهم لأن ولدي لا ذنب له سوى أنه كان يتجه للعمل في بيروت.”
الوالد كما الشقيق لازالا في حالة ذهول دموعهما تسيل وقد سلما أمرهما لله وللقضاء اللبناني .
مالك الباص حسن العبد الذي صودف أنه لم سائقا للباص قال : إتصل بي السائق وأخبرني بما حصل فأحضرت معي والد الضحية وأوضح العبد ان هذه الحافلة نفسها تعرضت للضرب بالحجارة في أيار 2008على ايدي مجهولين في منطقة المنية قضاء المنية الضنية وقال ان الجيش اللبناني حقق مع جميع الركاب علما ان استجوابهم لا يفيد التحقيق لان لحظة اطلاق النار كانوا نائمين ولم يستيقظوا الا على صوت اطلاق النار، واشار الى ان عائلة الفقيد في انتظار انتهاء الاجراءات اللازمة لنقل جثمان المغدور الى ضيعته في محافظة الرقة، واعتبر ان ليس من هناك اجراءات روتينية لان المسؤولين على الحدود السورية متعاونين معنا الى اقصى حدود في نقل المغدور. وقال: “ليش عم يصير معنا هيك، نحنا شو عملنا، شو عمل الشعب السوري للشعب اللبناني، اضاف: من يريد ان يرهب الناس يرمي الحجارة لا ان يطلق النار، هذا هو الارهاب بعينه، ارهاب شعب بكامله، لكن المسؤولية لا تقع على الشعب اللبناني لانه شعب طيب ويحب الخير للاخرين وقال ان سائق الحافلة التي تعرضت لاطلاق النار عندما سمع صوت الرصاص فضل متابعة سيره خشية ان يتعرض من معه لمجزرة حقيقية وحين وصوله الى حاجز القوة المشتركة على 300 متر توقف وطلب النجدة لانقاذ المغدور لكن بعد فوات الاوان.وتمنى ان يأخذ العدل مجراه والاقتصاص من المذنب واعطاء كل صاحب حق حقه متسائلا : ما هوذنب هذا الشاب وهو في ريعان شبابه ان يلقى حتفه على ايدي مجموعة لا تعرف الخير من الشر. وقال: نخاف ان يمتنع الركاب بعد هذا الحادث من الصعود في حافلتنا خاصة انها الحادثة الثانية التي يتعرض لها. وأحمد الله ان الاطلاق الناري لم يصب السائق والا كانت وقعت مجزرة حقيقية أودت بحياة جميع الركاب.
رئيس بلدية دير عمار احمد عيد استنكر باسم المجلس البلدي واهالي البلدة هذا العمل الاجرامي وقال: جميع السلطات الامنية والعسكرية مهتمة بالتحقيق في هذه الجريمة التي حدثت، لان هذا العمل مرفوض ومدان بكل أوجهه. وتابع: هناك من يقول ان الاتفاق الذي تم بين الرئيسين بشار الاسد وسعد الحريري هو اتفاق سياسي، في المقابل اتفاق أمني واقتصادي بامتياز، يبدو ان هناك مجموعات ترفض هذا الاتفاق وترفض الاستقرار الامني والاقتصادي في هذا البلد لذلك حاولوا القيام باثارة النعرات والتفرقة بين الشعبين ونرفض خربطة العلاقات بين الشعبين اللبناني والسوري واهالي دير عمار بشكل خاص اهتموا اهتماما خاصا باللقاء الذي جرى بين الرئيسين لان هذا اللقاء اعطانا الدفء والامان ونرى المستقبل بشكل افضل. ونهج الشهيد الرئيس رفيق الحريري لا يمكن ان يقبل بأي موضوع ارهابي واهالي دير عمار ينتمون الى الله سبحانه وتعالى والى الوطن ولا يمكن لاي ارهابي الا الانتماء الى الشيطان وهؤلاء اتباع الشياطين نحن بريئون منهم. ولا نقبل بهم بأي شكل من الاشكال ونقول للشعب السوري ان ليس هناك من قوة تفرق بين الشعبين اللبناني والسوري نحن شعبين مستقلين كل بلد له سيادته كما قال الشيخ سعد الحريري وكلنا دعم للحريري ونهج الرئيس رفيق الحريري ونقدم التعازي للشعب السوري وآل الشهيد ونتمنى ان لا تتكرر هذه المأساة مرة ثانية ونأمل من الاجهزة الامنية اخذ الاجراءات اللازمة والضرب بيد من حديد لكشف هذه الجريمة النكراء والوسخة.”
صقر يحقق ويسأل السائق
لدى وصول القاضي صقر صقر والوفد المرافق باشر تحقيقه الميداني ثم وجه عدة اسئلة الى سائق الباص عبد العزيز جرجب الذي أجاب بالقول: جاءنا الرصاص من فوق السطح فقال له القاضي صقر : سمعت انت صوت الرصاص؟
اجاب: سمعت صوت الرصاص فضاعفت من السرعة .فقال له صقر: هل كانت رشقات طويلة أم قصيرة ؟ قال السائق: رشقة طويلة. فقال صقر: هل كان مطلق النار ظاهر ام مخفي. قال السائق: لم اره، وكان من فوق السطوح. وسأل صقر: هل احد من الركاب شاهد مطلق النار؟ فقال السائق: لم يشاهده احد لان معظمهم كان نائما. وسأل صقر: كيف عرفت ان اطلاق الرصاص كان من فوق السطوح قال السائق: لان النيران كانت من ناحية اليسار وحسب ما ظهر لي ان النار كانت من فوق.وسأله: ما السرعة القياسية التي كنت تقود بها الحافلة؟ اجاب: 70 كلم. وسأله هل كان زجاج النافذة مفتوحا؟ أجاب: نعم كان مفتوحا. سأله: كيف سمعته؟ اجاب: كان صوت الرصاص قريب جدا مني والمسافة التي اطلق منها النار كانت من الاوتوستراد. سأله: كيف عرفت ان المطلق كان على الاوتوستراد؟ اجاب: ما اعرفه ان صوت الرصاص كان من فوق المحلات وكان قريبا جدا
بيانات استنكار
أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية في الشمال بعد اجتماع إستثنائي عقدته اليوم، بياناً توضيحياً حول حادثة التعرض لباص سوري في بلدة دير عمار على الطريق الدولية التي تربط بين طرابلس وعكار والأراضي السورية، جاء فيه: “ندين ونستنكر هذا الحادث المجرم الذي أودى بحياة مواطن سوري بريء، ونستغرب في الوقت نفسه تصريح النائب أحمد فتفت اليوم عبر برنامج نهاركم سعيد على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، لأن مخيم نهر البارد واقع تحت السيطرة الأمنية للدولة اللبنانية والجيش اللبناني، كما أن مخيم البداوي بعيد عن موقع الحادث أكثر من 7 كيلومترات، وهناك مواقع أمنية وحواجز للجيش اللبناني في المنطقة”.
وأضاف البيان: “نحن نقرأ الحادث بأن الذين قاموا به متضررين من زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى دمشق، ومن التقارب اللبناني ـ السوري، علماً أن فصائل المقاومة الفلسطينية مرتاحة جداً للزيارة، لأنها تصب في خدمة الشعبين اللبناني والسوري، وسيستفيد منها بالتأكيد الشعب الفلسطيني”.
علم الدين
أدان عضو تكتل لبنان أولا” النائب هاشم علم الدين الأعتداء الغاشم وإطلاق الرصاص في بلدة ديرعمار”طريق عام المنية – طرابلس” من قبل مجهولين على باص ركاب سوري ومقتل الفتى السوري عبدالله العايد ، وأعتبر أن هذا الأعتداء، ماهو إلا عمل جبان ومأجور يأتي لتأجيج الفتنة من جديد، وكأني بهؤلاء الذين أرتكبوا جريمتهم لم يكونوا من نسيج هذه المنطقة التي تؤمن بخيار الأعتدال ونهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبخيار دولة الرئيس سعد الحريري الذي زار الرئيس السوري بشار الأسد ، ودعا إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات الطيبة بين الدولتين اللبنانية والسورية وبين الشعبين اللبناني والسوري ، وشدد علم الدين على أن هؤلاء الذين إرتكبوا جريمتهم ربما كانوا متضررين من لقاء الحريري الأسد ، وما هم إلا أعداء الدين والوطن ، وطالب الأجهزة الأمنية المختصة بفتح تحقيق في الحادث لكشقف هوية المجرمين ومن وراءهم ومعاقبتهم ، وتقدم علم الدين إلى ذوي الشهيد والشعب السوري بأحر التعازي
علي عيد
رأى الامين العام للحزب العربي الديموقراطي علي عيد في بيان اليوم “أن استهداف الحافلة المدنية للركاب السوريين الاشقاء في دير عمار عمل إجرامي تخريبي ورد واضح على زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لسوريا، لأن المتضررين منها لا يريدون الوفاق والوئام”.
الصفدي
استنكر الوزير محمد الصفدي الاعتداء الذي أودى بحياة شاب سوري من جراء إطلاق النار على باص سوري في دير عمار وقال: “إذا كان الهدف من هذه الجريمة هو إطلاق النار على زيارة الرئيس الحريري إلى دمشق فإن المتضررين من التفاهم اللبناني – السوري لن ينجحوا في تخريب التقارب الحاصل”.
وأضاف: “أثبتت الزيارة التاريخية لدولة الرئيس سعد الحريري إلى دمشق أن رئيس الحكومة يتحلى بشجاعة رجل الدولة الذي يغلّب المصلحة العامة على أي مصلحة أخرى، ومنطق الحوار والمصالحة على القطيعة والعداء.
وانطلاقاً من هذه الخطوة الجريئة تقع على المسؤولين في سوريا ولبنان مسؤولية إعادة بناء العلاقات المتوازنة التي تكرّس بالممارسة قواعد الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال، كما تؤسّس لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي على أكثر من مستوى يعود بالنفع والخير على البلدين”.
واعتبر الوزير الصفدي أن عناوين المرحلة الجديدة ستكون اقتصادية بامتياز.
كمال الخير
وأستنكر رئيس المركز الوطني كمال الخير الجريمة معتبرا انه عمل يسعى لضرب الاستقرار والسلم الاهلي ولإفشال الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس الحريري وقال:
ان المجرمين خارجون عن نسيج اهل المنية.
هذا وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر اليوم على مجهول في حادثة اطلاق النار على الباص السوري على طريق طرابلس عكار وانتقل الى مكان الحادث يرافقه قاضي التحقيق العسكري فادي صوان والنائب العام الاستئنافي في الشمال عمر حمزه الذين اجروا كشفا ميدانيا على المكان وقد كلف القاضي صقر الادلة الجنائية رفع البصمات والتقاط الصور والشرطة العسكرية اجراء التحقيقات الاولية واحال الادعاء الى قاضي التحقيق العسكرية الاول رشيد مزهر الذي طلب من الادلة الجنائية اجراء التحقيقات الفنية والتقنية وضبط موقع الجريمة وانتدب القاضي فادي صوان اجراء التحقيقات.
دموع الاسمر