وسط حشد شعبي غير مسبوق أعلن الرئيس عمر كرامي لائحته غير المكتملة وتتألف منه ومن الدكتور خلدون الشريف وقال اذا سامحتم قاتل رشيد كرامي “اصطفلوا”، محذراً من تشريع حيثية وبراءة القاتل لن تكون عبر طرابلس، لا مباشرة، ولا بالواسطة، ولا بالوسطية. وانه لا يمكن أن يكون حزب السنة في لبنان عدواً لمن يقاوم إسرائيل. مؤكداً ان المدينة تحتاج أن “يحلوا” عن سماها الزرقا، وان يسمحوا لها أن تمسك زمام نفسها وقرارها خارج التوظيف السياسي والعصبيات وتصدير الجراح واللعب على عواطف الناس وعلى فقر الناس.
فقد لبت حشود شعبية طرابلسية دعوة اللجنة الوطنية لاحياء ذكرى الرئيس الشهيد رشيد كرامي الـ 22، الى مهرجان أقيم في باحة قصر كرم القلة وفي حضور فعاليات وأحزاب ومخاتير.
وعلى وقع الهتافات المنددة برئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع وعلى هتافات “طرابلس لن تسامح قاتل الرشيد” ألقى الرئيس عمر كرامي كلمة جاء فيها: “يا رشيد.. هذا أنا عمر يا أخي الكبير.. هذا أنا يا ابن أبي وأمي وأمتي، كما عرفتني، كما تركتني، كما سلمتني الأمانة والوصية، ما بدلت تبديلا…
وصيتك يا رشيد:
ديني قبل دنياي، تلك تجارتي كما كانت تجارتك، وان قلّ رزقي في العباد رضيت وشكرت رزقاً عسى أن أستحقه لدى رب العباد.
وصيتك يا رشيد:
عروبتي عقيدتي، هكذا رباك عبد الحميد، وهكذا ربيتماني أنت وعبد الحميد، واذا جاء زمان، وقد جاء، وصارت العروبة عقوبة، قلت هو غيم أسود وبعد الغيم شمس لا تشيب.
وصيتك يا رشيد:
وطني وطني وطني حتى الشهادة، والوطن الذي يفتديه رشيد كرامي بحياته، والذي أفتديه أنا وكل كرامي آخر بحياته، هو لبنان العربي الواحد الموحد السيد المستقل، لبنان الكريم العزيز المنيع، لبنان الرقي والحداثة، لبنان التسامح والتكافل، لبنان الحصافة والعقل والذكاء، لبنان الأخلاق… وبلا هذا اللبنان فان رشيد كرامي يصبح شهيد وطن لا وجود له ولا اسم له ولا شهداء له.
وصيتك يا رشيد:
مدينتي عزي وسَنَدي وملاذي، فرحي من فرحها، وحزني من حزنها،
ولها وحدها أن ترفعني او تنزلني، لها وحدها أن تكرمني أو تذلني، لها وحدها أن تنصفني أو تظلمني…
ولي… لا شيء لي سوى أن أرفع رأسي بها حيث تُرفع الرؤوس،
وان انحني اليها حتى التراب وما ترابها سوى بعض أهلي، من كان منهم قبل ألف عام ومن سيكون بعد الف عام.
يا لطرابلس كم أعزتك قصص الحب حين منحتك الرشيد،
يا لطرابلس… قومي و”شوفي حالِك” على المدن والأمصار فحبيبك أحبّك حبين، حبّ الهوى وحباً لأنك أهلٌ لذاكَ!
يا لطرابلس… الرشيد وبعد 22 سنة على الغياب حاضر في القلوب والوجوه، في الأصوات والنظرات.
في البشر حاضر.
في الشجر والهواء والجدران والأفياء التي تظللنا في دياره في هذه اللحظات.
يا لطرابلس ورشيدها،
اسمعوه: بعدو بيحكي طرابلسي”!
وأضاف: “هو حساب مما يكون بين أخ وأخيه، فاعذروني إن أطلت وصدقوني فانني أوجزت.
أما حديث الانتخابات، والدنيا كلها انتخابات في هذه الأيام، فسأعرضه تحت 3 عناوين:
عنوان أساسي وصريح وذو شجون يتعلق بطرابلس.
وعنوان دقيق ومصيري ولا بد من مقاربته بالقدر الممكن من الجرأة والوضوح وبالقدر الأقصى من المسؤولية، وهو يتعلق بلبنان وأي لبنان نريد والأخطر ـ انتبهوا ـ اي لبنان يمكن أن يبقى لنا ولأولادنا؟
أما العنوان الثالث والذي استخرت الله قبل أن أطرحه على مسرح النقاش العلني فيتعلق بالطائفة، طائفتي التي أعلن لكم سلفاً انها ليست 8 آذار وليست 14 آذار، ولو اضطرني الأمر أمام هذا الغلو السياسي الحاصل باسم الطائفة إلى إلغاء كل شهر آذار من الروزنامة غير مأسوف عليه.
وأصبروا عليّ… فلن أذيع قراري النهائي بشأن الانتخابات إلا في نهاية الكلام، فعليكم بالصبر الجميل وان كنت أعتقد أن بعض المحبين لن يطيقوا لا صبراً ولا جميلا!
يا أهلي في طرابلس، اسمعوني جيداً، مدينتنا “تاج راسنا” ولكنها ليست نيويورك ولا موسكو ولا باريس وطبعاً ليست هونغ كونغ، وهي لا تحتاج الى خطة دولية للاعمار والى “فلتات زمانهم” في الاقتصاد والتجارة وفلسفة التنمية المستدامة…
هذه المدينة تحتاج أن “يحلوا” عن سماها الزرقا، ويسمحوا لها أن تمسك زمام نفسها وقرارها خارج التوظيف السياسي والعصبيات وتصدير الجراح واللعب على عواطف الناس وعلى فقر الناس.
على كل طرابلسي أن يعرف أن المرفأ والمعرض والمطار والمصفاة هي مرافق ومشاريع شبه ناجزة ولا تحتاج إلى تمويل أسطوري، وهي كفيلة بخلق نحو 20 ألف فرصة عمل فضلاً عن إطلاق حركة اقتصادية منتجة تنعكس على كل الدورة الانتاجية في شتى القطاعات.
وأقول لكم، نحن في طرابلس صارت هذه المشاريع أولوية مطلقة لدينا لأنها السبيل الوحيد لوضع حد لحفلة “الشحادة” المعيبة التي لم يشهد لها الطرابلسيون مثيلاً في تاريخهم القديم والحديث.
يا جماعة لقد شرشحوا “عمل الخير” ويردون علينا حين نصفهم بالديناصورات المالية بالآية الكريمة “أعوذ برب الفلق”…
يا عيب الشوم، ألا يعرفون أنكم شعب “عينه شبعانة”…
وعموماً سأرسل خرزة زرقاء لكل واحد منهم في أقرب وقت وقبل 7 حزيران.
وبكل الأحوال، لقد ربحت نصف معركتي معهم قبل أن تبدأ الانتخابات، وسترون كيف سيهرعون إلى “تبييض” أموال الاهانات عبر انشاء مشاريع استثمارية وانتاجية. لن يجرؤوا في السنين المقبلة على استئناف هذه “البهدلة”. وسيكتشفون ان الشراء الحلال المباح في هذه المدينة، ليس شراء الأصوات، وانما شراء القلوب والعقول…
فليشتروا ولكم علي أن السعر سيكون أغلى مما يعتقدون،
وكما قلت لكم سابقاً أن الكرامة أغلى من المال، أقول لكم مجدداً الكرامة أغلى من الحياة.
ايها الطرابلسيون، أؤكد لكم أيضاً انني سأربح النصف الثاني من المعركة بإذن الله. ولتعلموا انها آخر مرة يجرؤ فيها رجل تمنحه هذه المدينة ثقتها ومحبتها وتؤمِّنه على كرامتها، آخر مرة يجرؤ فيها رجل تسلم هذه الأمانات على الزحف إلى الدور والقصور خارج هذه المدينة مانحاً ما لا يملك لمن لا يستحق.
وأؤكد لكم انها أيضاً آخر مرة “يمون” فيها أحد على هذه المدينة بمرشح يعتدي على التاريخ وعلى الجغرافيا، ويعتدي على رشيد كرامي.
وليسمح لي كل الأخوة في الوطن، سامحتم قاتل رشيد كرامي “اصطفلوا”، عفوتم عنه “اصطفلوا”، تريدون طرحه رقماً في الحياة السياسية اللبنانية، أيضاً “اصطفلوا”.
ولكن “ثقوا” ان تشريع حيثية وبراءة القاتل لن تكون عبر طرابلس، لا مباشرة، ولا بالواسطة، ولا بالوسطية.
أنا عمر عبد الحميد كرامي ألزمتُ نفسي بالسكوت عن هذا الأمر طوال السنوات الأربعة الماضية، ساعة “كرمال” البلد، وساعة “كرمال” الطائفة، وساعة “كرمال” المقاومة، وساعة “كرمال” الفتنة، وساعة كرمال “ابن الشهيد”…
اليوم لن أسكت “كرمال” أحد، وشهيدي، شهيد لبنان رشيد كرامي، هو البلد وهو الطائفة وهو المقاومة.
اسألوا “السما الزرقا” التي قتلوه فيها غدراً وكرهاً وخبثاً وفتنةً…
واسألوا “السما الزرقا” الشاهدة على ان رشيد كرامي لم يكلف لبنان “ضربة كف” لا في حياته ولا في موته.
أيها الطرابلسيون:
ثمة أمر آخر لا يمكنني تجاوزه، واعتبره أيضاً أولوية ملحة، وهو هذا “اللغم” القديم المستجد بين التبانة وجبل محسن.
عهداً علي، سيكون تفكيك هذا “اللغم” هدفاً أتصدى له مع كل المخلصين، فليس بين التبانة والجبل خلاف أو ثأر أو قضية تستحق التناحر، نحن أهل وأولاد بلد وأبناء دين واحد، واليد التي تعبث بنا وترمي الفتنة بيننا معروفة أو على الأقل يمكن اكتشافها بسهولة، وهي يد سنقطعها!
لن نقبل بعد اليوم أن يكون دور الدولة هو “حراسة” الجبهة، فالمطلوب ان لا تكون هناك جبهة من الأساس، وجيشنا الوطني يقوم بواجباته وهو موضع ثقتنا وفخرنا، ولكن المبادرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لم تحصل، وما حصل هو “تبويس لحى” تضليلي ومخادع، ولكن اعدكم ان هذا لن يستمر… ومن يتنطح للمسؤولية سنضعه عند مسؤولياته فإما يفعل ويمارس ويكون مسؤولاً وإما يذهب إلى بيته”.
وتابع: “انتقل الى الموضوع اللبناني، وأوجز فأقول: ان هذا النظام الطائفي الذي انفجر عام 1975 إستعاد حيويته متنكراً بلبوس الطائف وصار نظاماً مذهبياً يوشك على الانفجار على نحو أمر وأدهى.
وأنا أحمِّل الطوائف الأساسية في لبنان مسؤولية تفريغ الطائف من مضمونه ومن روحه وترك الشيطان الكامن فيه يتمسكن حتى يتمكن، فاذا بنا اليوم مصابون جميعاً بداء الأقليات الذي نترجمه نظام محاصصات وحمايات وامتيازات وهواجس إلى آخر “الهمروجة” التي ندعي انها عيش مشترك وتنوع ثقافي واشعاع حضاري.
أيها اللبنانيون، فشل المسلمون في إقناع المسيحيين، وفشل المسيحيون في إقناع المسلمين، بتطبيق جدي وذكي وعاقل لاتفاق الطائف، والأنكى من ذلك أن المسلمين سواء يدرون ما يقولون او لا يدرون إنما يؤسسون في خطاب 8 و14 لفيدرالية طوائفية مع اختلاف مقاصدهم ونياتهم ومآربهم، بحيث صار من البديهي أن ينتعش جيل جديد من الأصوات القديمة لدى المسيحيين التي لم تخرج اصلاً من جنون الأقليات.
على كل حال، صارت “عصفورية المذاهب” عامة شاملة و”ما حدا أحسن من حدا”.
اليوم، أنا اقول ان معركتي الأولى في الانتخابات ليست في طرابلس بل في لبنان، وحول أي لبنان نريد، بل وحول أي لبنان سننجح في حفظه وانقاذه في هذا المفترق المصيري على خط الزلازل الاقليمية والدولية.
وهنا، وبلا أي إبهام أو غموض، أقول ان المعركة الثانية والأهم ستبدأ بعد إعلان نتائج الانتخابات.
إن فازت قوى وأحزاب وشخصيات المعارضة، ستكون لدينا قدرة ومرونة على مواجهة الأزمات بالتي هي أحسن، أو في أضعف الايمان بالتي هي أقل سوءاً.
وإن فازت “ثورة الأرز”، سنرجع الى “دقي واعصري” والجماعة تمرّسوا ولا يرف لهم جفن.
أما، اذا تعادل الفريقان في الصندوق، فسيكون البلد “صندوق فرجة”، وسندخل في بدعة تلوح في الأفق اسمها كتلة الرئيس المرجحة أو كتلة الوسطيين والمستقلين، وهذا يوازي تعديلاً سرياً للطائف يستهدف رئاسة مجلس الوزراء ويطيح بالتوازنات الدقيقة وبالتوزيع الدقيق للصلاحيات، وأوكد لكم ان المضي في مثل هذه البدعة ستكون له ذيول وتداعيات خطيرة.
أيها اللبنانيون
من يريد أن يطرح علينا نظريات حول بناء الدولة عليه أن يمتلك التجربة التي تؤهله لطرح هذه النظريات… وهنا أقول أن من فشل في إدارة المال العام والاقتصاد والمؤسسات قد تكون لديه مبررات وأعذار وربما أسباب تخفيفية، ولكنه قطعاً ليس من سنسلمه رقبتنا طوعاً ليدير سائر ملفاتنا السياسية الداخلية والخارجية، لكي يكرر كارثة الخمسين مليار دولار على مستوى أعم وأشمل بحيث تكون الكارثة بلا ريب أعم وأشمل.
وبالمقابل فان على الفريق الذي يخوض المنافسة لتسلم السلطة ان يمتلك المشروع البديل والرؤية الشاملة والخطط اللازمة لاطلاق مسيرة الانقاذ.
أيها اللبنانيون
نعم للتوافق على ما هو خير.. ولا، لا للتوافق على تأجيل معالجة المريض وتبديل الأدوار بين معارضة وموالاة. لنواجه الحقائق وليكن ما يكون…
وعلى رئيس الجمهورية، بوصفه الحَكََم ورئيس البلاد ورأس السلطات، وبوصفه أيضاً “التوافقي” الآتي من خارج الاصطفافات السياسية، الدعوة الى مؤتمر وطني موسع يتمثل فيه الجميع، ويكون هدفه إعادة وضع الأسس الصالحة التي تحوز الاجماع او ما يشبه الاجماع لانشاء نظام جديد ودولة جديدة”.
وخاطب أبناء طائفته فقال: “لي كلام مع أبناء طائفتي على مسمع من كل اللبنانيين، ولا تعجبوا، فليس في التسنن تستراً أو ما يستدعي مجالس مغلقة، ولو استرسلت في مبحث العقيدة لقلت لكم ليست السنية مذهباً أو طريقة بقدر ما هي استقرار راسخ لأحكام الله عز وجل ولنهج رسوله ولما قال أو فعل السلف الصالح في هذا الشأن أو ذاك…
ان ديننا يكتمل بالاشهار والتصريح والقاعدة في شرعنا التي تقطع في كل أمر وفوق كل أمر، ان لا طاعة لمخلوق في ما لا يرضي الخالق… وتحت هذا السقف تأتي الطاعات ويأتي الاستئناس بأصحاب الرأي ويفصل أهل العلم والفقه ويفتي المفتون وتكون السياسات.
إن الظاهرة المستجدة والخطيرة التي أسفر عنها المشهد السياسي اللبناني خلال السنتين الماضيتين، تتمثل بتحويل السنة إلى حزب سياسي، ويريد له أصحابه اليوم أن يكون الحزب الوحيد والحصري.
وأنا اقول لكم، ومن أول الطريق، يمكن للسني أن يكون ملكاً أو “دولة رئيس” أو صاحب حزب، ولكنه لا يعبّر في هذه المناصب والتوجهات عن جمهور العقيدة، وانما عن السياسة التي ينتهجها أو يشجعها أو يؤيدها جمهور السياسة.
ومتى فهمنا هذه الحدود نستطيع أن نعرف حجم الشطط الحاصل اليوم والذي قد يتخذ من الديمقراطية شفاعة،
ولا ديمقراطية في العلاقة بيني وبين ما يأمرني به ربي وشرعي، فله الأمر ولي الطاعة، وطبعاً لا محل هنا للتوافقية أو للوسطية أو لطارئ يطرأ في مسالك السياسة ومعارجها.
إني لا أريد اقناع تيار المستقبل بشيء، ولا أريد مجادلته في سياساته أو صداقاته أو خياراته أو تحالفاته…
إني أريد منه أن يكون تياراً سياسياً قد يطمح إلى خدمة الطائفة ولكن ليس إلى استخدامها،
وقد يفخر بانتمائه إلى الطائفة ولكن لا يُلزم الطائفة بأن تنتمي له، وفي ذلك مصلحة الطائفة ولربما ايضاً مصلحة هذا التيار الأدرى مني بمصالحه.
وأكتفي ايها الأخوة بالاشارة السريعة إلى عدد من المسائل التي لم تعد تحتمل اعتماد فقه الضرورات الوطنية وصار لزاماً علينا مواجهتها بالكلمة الطيبة، وكذلك بالكلمة القاطعة:
اولاً، لا يمكن أن يكون حزب السنة في لبنان عدواً لمن يقاوم إسرائيل. ولا أزيد!
ثانياً، لسنا الطائفة التي تحتاج إلى وليد جنبلاط، مشكوراً، لكي يذكرها بالعروبة وفلسطين وبالعدو الحقيقي والوحيد. ووليد بك يفهم ما أقول وأجزم انه يؤيد ما أقول.
ثالثاً، ليس من تيار سياسي مهما علا شأنه ووزنه، ان يصنفنا نحن أهل السنة والجماعة بين معتدلين ومتطرفين، أو بين حداثويين وسلفيين، وليكتفي التيار السياسي بالسياسة وشؤونها، وقد نالنا في طرابلس تحديداً ظلم ما بعده ظلم حين اتهمونا في تقانا وتديننا وسلفيتنا وحولونا إلى “فزاعة”…
وأقول لكم بالمناسبة، اننا أهل طرابلس في أمر ديننا كلنا سلفيون، وفي أمر بلدنا نحن لبنانيون ومذاهبنا في السياسة من جملة مذاهب كل اللبنانيين.
رابعاً، ان من يهمه امر السنة في لبنان لا يزرع الشقاق والخلاف فيما بينهم في المدن والبلدات والقرى بسبب الانتخابات أو لأي سبب كان، والأصلح ان يهمه أمر نفسه وأمر أكثريته ويحيّد الطائفة عن هذه النزاعات.
خامساً، لا، لن يكون السنة في لبنان حلفاء ميليشيات الحرب الأهلية، ولا حلفاء من تعاملوا مع إسرائيل وتابوا أو لم يتوبوا، ولا الرافعة السياسية لسمير جعجع، قاتل رشيد كرامي. وهل دم رشيد كرامي هو غير دم رفيق الحريري؟
سادساً وأخيراً، لبنان أولاً، والتوافق رائع وعظيم، والوسطية خير وبركة… ولكن لا تحكوا باسم السنة وأنتم توزعون الهدايا تارة على رئاسة الجمهورية، وتارة أخرى على عموم اللبنانيين.
لا المثالثة مطروحة، ولا المناصفة هي قدر أبدي سرمدي، فالمستقبل للجمع لا للقسمة مهما كانت عادلة.
ولا الثلث المعطل الذي تنحصر فضيلته الوحيدة في تفكيك ألغام الشارع، يمكن أن نحوله الى “لغم” يفجر كل اتفاق الطائف،
ولا التوافق والوسطية يبرران إعادة انتاج نظام رئاسي جديد من خارج النصوص والمواثيق.
ببساطة احكوا في السياسة وعن جمهوركم السياسي واتركوا الطائفة ومصالحها ومواقعها لحديث آخر يدور خارج الانتخابات وساحات ومنابر الارتجال”.
وحول خياراته الانتخابية، قال كرامي: “يا أبناء طرابلس الحبيبة.. بعد الاتكال على الله عز وجل، وبعد الاحتكام لما ترون وتأملون، وبعد أن أخذت كل الواقع الانتخابي في الاعتبار، اتخذت القرار في أن أعلن لكم خياري في الانتخابات النيابية وأن أرشح لكم رفيقاً اعزه الله بمكارم الأخلاق وصدق المودة هو خلدون الشريف،
وأن أنزل عند اوامركم وأرشح لكم عمر كرامي.
يهمني هنا أن أوضح لكل المحبين والأنصار، اننا سنخوض الانتخابات كما تقتضي اللعبة الانتخابية، وسيكون لنا حلفاء وأصدقاء نتعاون معهم ونتبادل الأصوات وستتولى الماكينة الانتخابية ترتيب هذه الاتفاقات والتحالفات على مستوى القواعد الشعبية.
أيها الطرابلسيون: قال أحدهم وكرر 4 أو 5 مرات ان عمر كرامي ينتظر المعطيات الاقليمية لكي يقرر انتخاباته. وادعى هذا الشخص انه وحلفاؤه لا يستطيعون انتظاري لأنهم يفضلون ان لا يكونوا رهينة المعطيات الاقليمية.
وأقول له الآن، أنا لا أعرف ما هي المعطيات والمحاور التي أملت عليك ما قمت به، لكنني أعرف معطياتي ومحاوري.
أنا من محور باب الرمل وقبر الزيني وبوابة الحدادين، جبل النار.
أنا من محور النوري والمهاترة والصاغة والتربيعة والدباغة.
أنا من محور أبو علي وأبو سمرا وباب التبانة والملولة وجبل محسن والعطارين والبازركان وقبة النصر والقلمون.
أنا من محور المينا وعزمي والميتين وساحة التل.
أنا وخلدون الشريف من محور كرامة طرابلس، شاء من شاء وأبى من أبى.
أيها الناس
موعدنا في 7 حزيران، وبعد 7 حزيران.
أيها الناس
في بلد مثل لبنان يترشح رجل مثلي لكي يحفظ مقعداً لولده.
اني أترشح اليوم لكي أحفظ قبراً لأبي”.
وكان المرشح نبيل العرجة قد أعلن انسحابه من المعركة الانتخابية لصالح دولة الرئيس عمر كرامي والدكتور خلدون الشريف.