أحيت عكار وعائلة زهرمان ذكرى مرور 40 يوما على استشهاد المعاون اول في الجيش ابراهيم زهرمان بلقاء جامع عقد في دارة آل الشهيد في بلدة حكر
الشيخ طابا، في حضور النواب: نضال طعمة ومعين المرعبي وخالد زهرمان، العقيد الركن اميل جعجع ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، المقدم ماجد الايوبي ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، الرائد خالد الحسيني ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، الملازم اول طوني طعوم ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، رئيس مكتب مخابرات الجيش في عكار المقدم ميلاد طعوم، رئيس مكتب شعبة المعلومات في عكار المقدم عبد الناصر غمراوي، رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة، الاب نايف اسطفان ممثلا المطران باسيليوس منصور، والشيخ علاء عبدالواحد وجمع كبير من القيادات الامنية والعسكرية ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات.
كلمات لذوي الشهيد
بعد النشيد الوطني آيات من الذكر الحكيم ثم دقيقة صمت حدادا على الشهيدين الرائد بيار بشعلاني والمعاون اول زهرمان. بعدها كانت كلمات لعريف الاحتفال الزميل منذر المرعبي ولأبناء اشقاء الشهيد زهرمان عبروا فيها عن “افتخارهم باستشهاد عمهم الذي هو شهيد الجيش والواجب الوطني ولبنان”.
وكانت كلمة لوالد الشهيد شكر فيها كل الذين اسوا العائلة باستشهاد ابنها ابراهيم طالبا من رئيس الجمهورية وقائد الجيش ومن المسؤولين كافة “الا يضيع حق ابنها والا يذهب دمه هدرا”.
طعمة
ثم القى النائب طعمة كلمة قدم في مستهلها التعازي الى عائلتي الشهيدين زهرمان وبشعلاني ومن قيادة الجيش، وقال: “ان اهمية الذكرى تكمن في انها تعزي القلوب التي تفتقد وجوه الاحبة وتحاول ان تعوض جرح غيابهم الذي لا يعوض. والكل يعلم ان للجيش مع ابناء عكار التزاما لباكورة الشهادة فمنذ الستينات حيث سقط شهيدان عكاريان من صفوف الجيش على الحدود في مواجهة العدو الاسرائيلي وعكار تعطي دماء بنيها دفاعا عن الكرامة الوطنية وفي مكافحة الارهاب وصونا للوحدة لوطنية. وكم كنا نتمنى لو ان جرح الشهادة يبلسم بسقوط ابنائنا على الحدود مع العدو الاسرائيلي”.
وخلص: “انصافا لروح الشهيد ومن اجل كرامة البزة العسكرية التي استشهد ابراهيم فيها فلنلتف جميعا حول جيشنا الوطني الذي هو الضمان لصون السلم الاهلي في هذا البلد ويعطي كل لبناني الاحساس بالامان والامن ـ اذ لا نستطيع ان نقول ان لبنان بدأ مسيرة تعافيه قبل ان تكون السيادة اللبنانية من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب مصونة ببندقية الجيش”.
ممثل قائد الجيش
ثم القى ممثل قائد الجيش العقيد الركن جعجع كلمة نقل في مستهلها تعازي قائد الجيش العماد قهوجي ووقوفه الدائم الى جانب العائلة، وقال: “ان من يحيا في هذه الجبال والقمم يزداد تعلقا بتراب بلاده كما يزداد اقترابا من سمائها وهو يستبسل في ساحات الوغى ويسقط شهيدا ولكنه يعود ليرتفع الى عرش ربه بطلا تحرر من شؤون الدنيا وآثر ان يقدم نفسه مثالا للتضحية اللامتناهية هكذا تبنى الاوطان وتستمر منيعة في وجه الاعاصير شامخة متماسكة وعصية على المؤامرات”.
واضاف: “هذا ما قام به الشهيد ابراهيم ودليله الى ذلك التربية الاخلاقية والانسانية التي تلقاها هنا في هذه الدار العزيزة من اهله ثم ما تلقاه من توجيه وطني وتدريب عسكري في جيش بلاده فكان البطل المقدام ومثلا جديدا على معنى التضحية والشرف والوفاء مندفعا الى الامام ويعمل بمبادئ جيشه يواجه الفتنة بمنع الخروج على القانون منفذا المهمة التي نذر نفسه لها الا وهي الحفاظ على وحدة وطنه والدفاع عن كرامة جيشه”.
وختم: “باسم العماد قهوجي، أتقدم من عائلة الشهيد ومن كل الانسباء والاقرباء وابناء بلدته ورفاقه في كل مكان بمشاعر الافتخار، مقدرا عطاءه الذي بلغ الحدود القصوى بتقديم الذات فداء لكرامة المؤسسة العسكرية وحرمة القانون ووحدة لبنان”.
زهرمان
ثم القى النائب زهرمان كلمة باسم العائلة ومما قال: “في اليوم ال40 لا يزال الجرح مفتوحا، وكأننا لا نزال اليوم في ذاك اليوم الأسود حين تلقينا النبأ الأسود،
وكأن الزمن يرفض أن يقلب تلك الصفحة إلا بعد تحقيق العدالة. نجتمع اليوم لنستذكر حادثة مؤسفة، آلمتنا جميعاً ،جريمة موصوفة آلمت عكار وكل الوطن، جريمة مسّت في الصميم كل مواطن حر يعرف معنى البطولة والكرامة والعزة الوطنية التي جسدها شهداؤنا الأبطال في الجييش باللحم الحي دفاعا عن السيادة الوطنية التي أقسموا على الحفاظ عليها، ودفعوا أرواحهم ثمنا لقسمهم والتزامهم شرفهم العسكري.
نستذكر اليوم استشهاد ابراهيم الذي كان بطلا مقداما بشهادة كل من عرفه ونقول لوالده اليوم وغدا وكل يوم، ارفع رأسك عاليا، فابراهيم رفع رؤوسنا جميعا. ارفع رأسك وافخر بولدك، فهذا حق لك في زمن الخنوع والخضوع”.
واضاف: “مر اربعون يوما على استشهاد ابراهيم وبيار، 40 يوما على جرح لم يندمل بعد، جرح لا يزال ينزف، وسيبقى مفتوحا في انتظار ان تأخذ العدالة طريقها للوصول الى معاقبة من اعتدى على الجيش .هذه المؤسسة التي تشكل العمود الفقري الأساس للدولة القوية العادلة والقادرة، وحصناً منيعاً لحماية لبنان وسيادته واستقراره.هذه المؤسسة الوطنية التي تستدعي من كل اللبنانيين الالتفاف حولها واحتضانها وإيلاءها كامل الثقة في هذه الظروف الحساسة التي يمر فيها لبنان والمنطقة العربية من حولنا”.
وتابع: “ان البديل للمؤسسات الامنية الشرعية هو الفوضى. هو منطق الدويلات الذي نرفضه. ان البديل للشرعية هو منطق المتاريس والحرب الاهلية التي اختبرناها جميعا والتي جرت الويلات على اللبنانيين جميعا من دون استثناء والتي خرجنا منها جميعا خاسرين. البديل لهذه البدلة الوطنية المرقطة، هو الميليشيات والأمن الذاتي، الذي نرفضه رفض مطلقا مهما كانت الظروف والمبررات.نحن نرفض اي محاولة لتصنيف اللبنانيين بين مؤيد للجيش ومعارض له. فهذه المؤسسة تستحوذ على اجماع اللبنانيين جميعابمختلف اطيافهم، ولا يزايدن احد على حبنا كعكاريين لهذه المؤسسة وتضحياتنا الكبيرة من دماء أبنائنا الأبطال وارواحهم في سبيل وحدتها ومناعتها وحصانتها”.
وقال: “في هذه المناسبة، أود ان اعبر عن بالغ تقديري لحكمة العماد جان قهوجي في مقاربته لمعالجة ذيول هذه الحادثة الاليمة تحت عنوان عدم التنازل عن دماء شهداء الجيش والحفاظ على كرامة اهلنا الشرفاء في عرسال الذين لم تتلوث أيديهم بدماء الشهداء والجرحى، اداء ينم عن حس وطني عال. العمل بصمت ومن دون قرقعة اجدى وافعل. كما ان المواقف الحازمة للقيادة قطعت الطريق على كل اساليب المتاجرة الرخيصة ومحاولات الاستغلال السياسي على حساب دماء الشهداء”.
واضاف: “اعود واكرر ما قلته سابقا: العرساليون هم اهلنا وهم قلب المؤسسة العسكرية كما اهل عكار. ولنا كل الثقة بأنهم مستمرون في التعاون مع هذه المؤسسة ومع السلطات القضائية لكي تتبين الحقيقة وينال المرتكب جزاءه طبقا للقوانين المرعية وبعيدا من منطق الثأر.
وأود ان اؤكد التزامنا مواقف الرئيس سعد الحريري الذي كان وما زال من اشد المدافعين عن الجيش والذي كان له موقف واضح وصريح لا يحتمل التأويل بعد حادثة عرسال لناحية رفضه الاعتداء على المؤسسة العسكرية”.