غابت كل الوسائل الحضارية التي تعبر عن فرح الفوز والانتصار في طرابلس.. وتصدر اطلاق النار الواجهة من جديد، ربما بات الوسيلة الاكثر تماشيا مع دولة ديمقراطية تطالب بالحرية والسيادة والاستقلال، حرية حمل السلاح، سيادة خرق الامن، واستقلالية الناس عن بعضهم البعض..
فأبناء مدينة طرابلس لم يغفل لهم جفن منذ يومين، واعتقد البعض انه مجرد اعلان اللوائح ترتاح النفوس وكل يطمئن على حاله فيحتفل الرابح وانصاره ويغيب الخاسر عن الشاشة.. لكن صورة الابتهاجات والافراح تغيرت في مدينة العلم والعلماء، ما عاد الطبل والزمامير تليق بالقرن الواحد والعشرين ولا المواكب السيارة التي كانت تصدح منها اغاني النصر والهتافات… ولا توزيع الحلوى ولا الشراب ولا اقامة الحفلات.. عاداتنا تغيرت وكأن الدم الذي كان يجري في عروقنا بات طقسيا..
منذ يوم امس وطرابلس تعيش تحت رحمة اطلاق النار والقذائف والمدافع احتفاء بفوز لائحة التضامن الطرابلسي كاملة.. لم يعرف الطرابلسيون ليلهم من نهارهم بسبب كثافة اطلاق النار وخشية تعرضهم لرصاصات طائشة.
مع بداية ظهور فوز لائحة التضامن الطرابلسي بدأ المناصرون بالتعبير على طريقتهم الخاصة، قسم كبير منهم حمل السلاح وصعد الى اسطح البنايات وراح يطلق العيارات النارية.. فتشجع الباقي وعاونهم في فرحهم.. فما كان من القوى الامنية والجيش اللبناني الا الانسحاب من الشوارع والساحات وتركها لابطالها المنتصرين..
وما حصل في طرابلس ويحصل منذ يومين يشير الى ان طرابلس حصل ابناؤها على كميات كبيرة من السلاح وانتشارها بشكل واسع في الاحياء الداخلية والاسواق وباب التبانة والقبة والزاهرية وباب الرمل (المناطق الحريرية) مما يطرح علامات استفهامات عدة حول من وكيف ولماذا؟؟!!..
ويبقى السؤال الذي عبر عنه الكثيرون وهو لماذا لم يطلب نواب لائحة التضامن الطرابلسي من انصارهم التوقف عن اطلاق الرصاص والقذائف واحترام امن المواطنين وعدم التسبب بالازعاج خاصة للمرضى والاطفال..
هذا، وقام نواب لائحة التضامن الطرابلسي يوم امس على تقبل التهاني من المواطنين في فندق الكواليتي ان في حضور كافة اعضاء اللائحة.