أقام اتحاد الشباب الوطني مهرجاناً شعبياً وشبابياً تربوياً في ذكرى الإستقلال اللبناني وذكرى انطلاقة اتحاد الشباب الوطني إحدى مؤسسات المؤتمر الشعبي اللبناني في قاعة قصر ومطعم العطية في التليل-عكار، وقد حضر الإحتفال حشدٌ من التربويين ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية والمخاتير وفاعليات دينية وشعبية وبين الحضور وفدٌ من المؤتمر الشعبي اللبناني ومن التيار الوطني الحر وجمعية البيت السعيد وجمعية التنمية الإجتماعية وتجمّع شباب وادي خالد وتجمّع نساء عكار وجمعية وثبة الفتاة النسائية ووفد اتحاد الكتاب اللبنانيين.
بعد النشيد الوطني اللبناني الذي قدّمه فوج عكار في كشّاف الشباب الوطني كانت كلمة التقديم للطالب الجامعي محمد الأسعد ثمّ كانت كلمة اتحاد الشباب الوطني التي ألقاها الدكتور مصطفى عبدالقادر وقال فيها: إن ضمان استقلال الوطن يكون أولاً بالوحدة الوطنية بين جميع أبناء البلد، ثم الإنتماء العربي للبنان وفق ما نصّ عليه الدستور لأن الأمن العربي والتقدم العربي لا يكونان إلا بالوحدة، ولأن العروبة الجامعة تخرجنا من أنفاق الطائفية والمذهبية وبها نقضي على كل فئوية وعصبية.
إن الجيش اللبناني والقوى الأمنية حصانة للإستقرار والسلم الاهلي ولردع العدو الصهيوني المحتل والغصب للأرض والمياه والمقدسات والمنتهك للسيادة بأشكال متعددة، لهذا باتت المقاومة الوطنية ضرورة والتي يجب أن تكون متكاملة مع الجيش في المواجهة والدور الدفاعي عن الوطن.
إن المؤتمر الشعبي اللبناني بلسان رئيسه الأخ كمال شاتيلا رفع شعار الوطن أولاً والمقصد أن تقدم الوطن على طوائفنا وقوانا ومؤسساتنا لأن الوطن يتسع للجميع وقوتنا في التنوع غنى وضعفنا في حصر التمثيل في شخص أو جهة أياً تكن.
لذلك نرى أن عدم تطبيق اتفاق الطائف هو المشكلة، وما برز بعد اتفاق الدوحة في صفقة الإنتخابات وفق قانون انفصالي، اعتمد القضاء فأسس للروح الفيدرالية وهذا واضح في تشكيلة الحكومة التي قال عنها الأخ الرئيس: إنها حكومة الفيدراليات والمذهبية، حيث يدعي بعض الأطراف أن الحكومة تضم بعض الوزراء الذين لديهم كفاءة وخط وطني واضح، لكنهم قلة لا يستطيعون أن يؤثروا فعلياً على قرارات الحكومة لتقوم بحلّ مشاكل الوطن والمواطن.
أيها السادة، إننا نرى إخراج لبنان من المأزق هو في تطبيق ما تبقى من بنود الطائف.
ثم كانت كلمة الأستاذ المربي زاكي الأسمر رئيس بلدية النفيسة باسم تجمّع معلمي عكار حيث بدأ كلامه بما يلي: يسعدني أن أبدأ كلمتي بإسم تجمع معلمي عكار بالاشارة الى أن ذكرى الإستقلال لا تقوم بالخطابات الرنانة فقط بل هو عمل جميع اللبنانيين وخاصة المسؤولين كل من موقعه لخدمة هذا الشعب الذي يئن تحت وطأة الضائقة المعيشية التي لا تحتمل.
وتابع الأسمر قوله: الجيش الوطني وجميع القوى الأمنية الذين يسهرون على أمن جميع المواطنين والشعب المقهور من جهة والصلب في إرادته على التحدي من جهة ثانية لا يهادن تجاه وطنه بل يريده سيداً حراً مستقلاً. وإن نسينا لا ننسى المقاومة الباسلة التي حررت وستحرر كل شبر مغتصب من أرض الوطن.
هنا يتبادر إلينا السؤال الآتي:
كيف نصون هذه المبادئ الأساسية السيادة الحرية والإستقلال؟ هل نصونها بتهجير المواطنين طلباً للعمل بعد تفشي البطالة على جميع الصعد؟ هل نصونها بتجويع الناس وإفقارهم؟ هل نصونها بعدم ترسيخ العدالة وتكافؤ الفرص؟
أم نصونها بالأمن بالتراضي وهذا أبغض الحلال. كل هذا مطلوب من الحكومة وجميع المسؤولين.
ثم كانت كلمة الشاعر الأمير طارق آل ناصر الدين المستشار الثقافي للمؤتمر الشعبي اللبناني ونائب الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين حيث قال:
يعزّ عليّ في أعز الأيام أن أجد كلامي مراً وأن أجد بياني ينزف غضباً بدل أن يهطل برداً وسلاما ..
فأي قانون سيحكم وأي استقلال سيُصان ؟..
أردنا الوحدة الوطنية مصنعاً لرجال لبنان وحماة لبنان فقسّموا المقسّم وفتتوا الموحّد حتى أصبح لبنان كانتونات بعدد المذهبيات والسفارات والطبّالين والرقّاصات
فهل بهذه الإباحة ..
يستقل الوطن الساحة ؟..
أردنا المقاومة المسلحة خياراً وحيداً متاحاً لرد العار بالنار ونذرنا لكل شبر من تراب الوطن جسد شهيد : فكانت معجزة التحرير … فنذروا أنفسهم للتآمر على السلاح المحرِّر ..
وتابع قائلاً: فيا شباب اتحاد الشباب الوطني
عندما اختار مؤسسو إتحادكم التوأمة بين ذكرى تأسيسه وذكرى إعلان الإستقلال .. لم يكن يقصد الإيمان بما كان بل الإيمان بما يجب أن يكون ..
فعلمنا على جلاله ونشيدنا الوطني على قدسيته لا يكفيان لتأسيس وطن شعبه قطعان مذهبية سارحة .. وأرضه ملوثة حتى آخرينابعها وسماؤه مستباحة من جنوبه المنكوب حتى شماله المسلوب !! ..
من دم شهدائكم وعرق اخوتكم ياشباب الإتحاد رفعتم ثلاث شعارات :
إيمان بلا تعصب، وطن بلا تحزب، وثقافة بلا تكسب .
ثمّ قدمت الطالبة الجامعية لينة أسعد السحمراني كلمة شكرٍ بمناسبة صدور ديوانها الجديد المعنون:”الصورة المرممة” والذي وقّعته في نهاية الإحتفال وقدّمته هدية لجميع الحاضرين وألقت بعد الكلمة قصيدتين عنوانهما: ” راهبة من نوعٍ آخر” و “اخلعوا الكفن عني”.
وتجدر الإشارة أنه قبل الإحتفال كان قد قام وفدٌ من قيادة اتحاد الشباب الوطني في عكار يرافقه عدد كبيرٌ من فوج كشافة الشباب الوطني بزيارة إلى مقرّ الجيش اللبناني في حلبا حيث قدّموا التهنئة بالإستقلال للمقدّم كرم مراد والمسؤولين معه.