بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف نظم اتحاد الشباب الوطني، المؤسسة الشبابية في المؤتمر الشعبي اللبناني احتفالاً حاشداً في مسرح الرابطة الثقافية، حضره عبد الله ضناوي ممثلاً الرئيس عمر كرامي وماهر ضناوي ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي وعدد من رجال الدين والشخصيات السياسية والاقتصادية اضافة الى ممثلي القوى النقابية والمؤسسات الأهلية والكشفية وفصائل المقاومة الفلسطينية.
بعد تلاوة من القرآن الكريم للشيخ طارق الخير، قدم الاحتفال عامر عقدة، ثم تحدث الشيخ كمال عجم قائلاً: “إذا كان مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وبعثته ثورة على الجاهلية والظلم، فإن ثورات عربية وإسلامية تتجدد هذا العام مع مولد رسول الله بدأت بتونس، وتستمر إلى مصر ونرجو الله أن تستمر لتقلع كل ظالم ومستبد”. وتناول أخلاق الرسول وشمائله وشجاعته ورحمته وتواضعه وعفوه عمن ظلمه وثناء الله عليه في القرآن الكريم.
كلمة الختام ألقاها مسؤول اتحاد الشباب الوطني المحامي عبد الناصر المصري قال فيها: “ان الحكومات المتعاقبة منذ عام 1992 لم تلتفت الى مصالح الناس والعباد، إهتمت ببناء القصور، وإعتمدت سياسات إقتصادية ومالية أفرغت جيوب المواطنين، وجعلت الوطن يرزح تحت دين ناهز الـ 60 مليار دولار، فبالله عليكم أليس ما ذكرنا كاف لإشعال ثورة ضد الفاسدين من أهل السلطة، الذين تحكموا برقاب العباد و فرضوا الضرائب التي ساهمت في أفقار اللبنانيين ، في حين إمتلأت جيوبهم وجيوب أزلامهم من مال الناس، فهل هكذا تمارس المسؤولية”.
وأضاف: “في زمن الغرائز والعصبيات المذهبية والطائفية تستمر حقوق الناس بالضياع ويصبح المواطن مسيراً بقوة الآلة الإعلامية المثيرة للغرائز فما نحتاجه اليوم هو ثورة على هذا النمط من الحياة اليومية، ثورة على هذا الإستسلام للواقع المظلم،ما نحتاجه هو تلبية نداء أمير المؤمنين علي رضي الله عنه “عجبت للجائع كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه”.
وتابع المصري: “ان تزوير الإرادة الحقيقية للسنة، تكرست عبر دورات إنتخابية إستخدم فيها سلاح المال والإعلام والتحالفات الرباعية وغير الرباعية، وفصِّلت القوانين الإنتخابية على مقاسات أشخاص وقوى معينة، فإندفع الى مواقع التمثيل النيابي، وحتى الديني والشرعي، أشخاص لا يهمهم التاريخ النضالي لطائفتهم وأعتقد أنهم لم يقرؤا عنه، ووصل الأمر بأحدهم في يوم الشغب والفوضى لإستدعاء المارد السني في وجه قيادات سنية طرابلسية، وهو نفسه الذي سمعه اللبنانيون عبر إحدى شاشات التلفزة يتخلى عن فلسطين قائلاً لا يهمني فلسطين ولا غير فلسطين .
وأضاف إننا ومن موقعنا كقوة شبابية شعبية لها إمتداداتها في عكار وعرسال، والفاكهة وصيدا ، وإقليم الخروب وبيروت بالإضافة الى طرابلس ،نسجل عدداً من الملاحظات على إجتماع دار الفتوى الأخير:
أولاً: في الشكل لا يستطيع مفتي الجمهورية، مع إحترامنا لدار الفتوى كمؤسسة مرجعية للمسلمين، أن يترأس إجتماعات دون أن تنجلي صورة ما قيل عن ملفات فساد طالته وإبنه.
ثانياً: وفي الشكل أيضاً، لا يمكن أن يصدر عن أي إجتماع ثوابت ملزمة لكل المسلمين السنة ما لم تكن كافة قواهم وتياراتهم حاضرة فيه ، وهذا الذي لم يكن متوفراً في اجتماع دار الفتوى.
ثالثاً: في المضمون، ليس من المقبول إستمرار إشعار السنة بالإستضعاف أمام طوائف أخرى،وكأن أهل السنة جالية غريبة في لبنان أو أقلية ضعيفة، إن أهل السنة هم أساس الامة، ولا يستطيع أحد أن ينال من حقوقهم ودورهم ومواقعهم.
رابعاً: لم يذكرالبيان ولو بكلمة واحدة، ارضنا اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، وتلك الأراضي يملكها أهل السنة ومنها أراضي وقفية سنية، فلماذا يا ترى هذا الإهمال المتعمد.
خامساً: لقد أكد البيان على الإستظلال بالشرعية الدولية ومواثيق الأمم المتحدة، فماذا جلبت لنا الشرعية الدولية غير إحتلال فلسطين ولبنان والعراق وتغطية الجرائم الصهيونية ، وتهويد القدس وقتل ملايين العرب والمسلمين في بقاع شتى من العالم.
سادساً: وأخيراً لماذا لم يطلب البيان مكافحة الفساد والهدر والسرقات في وزارات ومجالس الدولة ومحاسبة الفاسدين، ولماذا لم يشر الى حق المواطنين بحياة حرة كريمة وبقيام دولة حقوق المواطن بدل دولة حقوق الطوائف.. ولماذا لم يطالب بالحقوق الإنمائية لأهالي عكار والضنية والمنية وعرسال والفاكهة وإقليم الخروب والمناطق الإسلامية المحرومة منذ عهود الإستقلال”.
وختم المصري داعياً الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى “توسيع دائرة مشاوراته لتشمل القوى والتيارات غير النيابية، ليستطيع رؤية الصورة كاملة، مؤكداً على ما طالب به رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني الأخ كمال شاتيلا بحق التيار الوطني العروبي المستقل بالمشاركة في الحكومة القادمة، ونؤيد مطلب هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا بتمثيلها وهي التي تعبر عن أبناء العرقوب ومالكي المزارع الذين كافحوا ضد العدوان الصهيوني وتعرضوا للتنكيل والإبعاد والإعتقال فمن خلال هذه المشاركة يمثل العروبيون السنة بمقاومين ومناضلين دافعوا عن قضية وطنية رفعوها الى مصاف القضايا الوطنية الكبرى، بعد أن تناستها معظم حكومات ما بعد الطائف”.
ووجه تحية للشعب المصري الذي “إنتفض على طبقة سياسية ظالمة،احتكرت الثروة والسلطة واستهانت بالكرامة الوطنية المصرية، مطالباً الشعب المصري للتنبه من التدخلات الأميركية والصهيونية، التي ستسعى للإتيان بطبقة سياسية موالية تبقي مصر في الحضن الغربي بعيداً عن القضايا العربية فيدخل من الشباك من أخرجه الثوار من الباب”.
وتخلل الاحتفال فقرات انشادية لفرقة العطاء للانشاد والتراث الديني التي أبدعت في مدح الرسول عليه السلام.