إذا كانت عكار قد خطت خطوات لافتة في كفاحها لنفض غبار الاهمال ورفع سيف الحرمان بفعل مبادرات محلية وبفعل المؤسسات التي تأتي مؤسسة عصام فارس في طليعتها بإمتياز ، فلا يعني أن الكثير من البلدات والقرى العكارية قد تجاوزات هذا الحرمان والاهمال ، فلا تزال بلدات وقرى عكارية تحتاج الى عناية خاصة والى جهود جبارة لتحقيق الانماء المتوازن وتعويض هذه البلدات ما فاتها من المشاريع الانمائية والعمرانية على مدى سنوات طوال .
وقد كان لتأسيس البلديات في عشرات البلدات والقرى العكارية دورا بارزا في عمليات التنمية المحلية لا سيما أن الاهالي في عكار متعطشون الى هذا الانماء منذ زمن بعيد ،
صدى عكار آلت على نفسها وضع البلدات العكارية كافة تحت المجهر ونقل معاناة الاهالي في جولات تشمل هذه البلدات والقرى والاطلاع على أوضاعها .
ولعل بلدة خربة شار إحدى هذه البلدات العكارية التي عانت كثيرا من الاهمال والحرمان وهي اليوم بأت تخطو خطواتها الاولى على يد بلديتها ، رغم حاجاتها الماسة الى الكثير من المشاريع والى تمويل يعوضها سنين الحرمان .
خربة شار بلدة تقع وسط منطقة الدريب بين بلدات الدوسة – عين الزيت وعين تنتا على ارتفاع 475م عن سطح البحر ، عدد سكانها لا يتجاوز الألفي نسمة والناخبين حوالي ال400 ناخب .
يعتمد سكانها في مورد عيشهم على الانخراط في المؤسسات العسكرية والبعض الاخر على زراعة اللوز والزيتون وانواع الحبوب .
يعتقد أن كلمة شار السريانية تعني القوة والبأس وكلمة خربة ناتجة عن بقايا لاثار خربت وأندثرت .
وتشير اوضاع البلدة الى حرمان واضح نظرا للحاجة الى الخدمات الأجتماعية والأقتصادية والفكرية، ليصلوا الى نصف ما يصل اليه بعض سكان المناطق الاخرى، وذلك نظرا للانماء غير المتوازن في لبنان بشكل عام .
بلديتها المستحدثة نفذت عددا من المشاريع ورئيس بلديتها محمود سويد رأى :
“ان العمل البلدي شاق ومتعب خاصة في عكار، وفي المناطق التي لم يتعود أهلها على وجود قانون يطبقون قواعده الهادفة والداعمة للبلدة على كافة المستويات. فنحن حاولنا قدر المستطاع وبأسلوب لائق نقل الناس من الفوضى الى الانضباط وذلك عبر ادراكهم حجم المسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد من ابناء البلدة تجاه بلدته بالتعاون مع البلدية لانجاز كافة المشاريع، وحققنا خطوة كبيرة في هذا المجال حيث لمسنا التعاون من كل ابناء البلدة.
المشاريع المنفذة
اما المشاريع التي قامت بها البلدية الى الآن تحدث سويد قائلاً:” قامت البلدية بمشاريع كثيرة منها:”صيانة شبكات الانارة في البلدة وصيانة الطرقات الداخلية، توسيع مفرق المدافن ومدخل القرية بالاضافة الى زاوية الطريق في وسط البلدة، انشاء مركز بلدي للثقافة والمعلوماتية 24/24 مع انترنت لجميع ابناء القرية وخاصة الطلاب الجامعيين، وذلك بدعم من برنامج الامم المتحدة الانمائي، وانشاء قاعة للشباب تحت مسجد البلدة، وانشاء جدران دعم ومد قساطل للصرف الصحي. بالاضافة الى تلزيم جمع ونقل النفايات الصلبة.. كما اننا دعمنا وما زلنا ندعم التعليم الرسمي من خلال اقامة دورات تقوية لتلامذة الصف التاسع الاساسي. والمساهمة في دعم مكتبة المدرسة الرسمية.
انشاء تعاونية للتنمية الريفية
أما عن المشاريع القائمة بشكل مستمر نظرا للمدة الزمنية التي تحتاجها قال سويد:” لقد انشانا جمعية تعاونية للتنمية الريفية، والبدء بتنفيذ مشروع المحافظة على الزراعات المتوفرة وايجاد زراعات حديثة ـ بديلة كالكستناء والفستق الحلبي والخرنوب.
وعن مراحل المشروع شرح سويد قائلا:” في المرحلة الاولى نأخذ عينات لفحص التربة في الاراضي المزروعة(زيتون).
وفي المرحلة الثانية وحسب نتيجة الفحص تكون الارشادات للمزارعين بغية تحسين الانتاج وزيادته. اما الجزء الثاني والمتعلق بايجاد زراعات حديثة، فيجري الاعداد الى تحديد أماكن لفحص التربة وعلى أساسه يتم اختيار الاشجار والنباتات التي يجب زراعتها ويجري توسيع المشروع ليشمل التربة بكاملها لاحقاً. وبعد الكشف الميداني من قبل مهندسين وخبراء زراعيين تبين ان معظم الاراضي هي بعلية وتجري دراسات حول الاستفادة من بعض المزروعات الموسمية والتي لا تحتاج الى ري اضافي(الحمص الشتوي مثلا).
بناء مجمع خرية شار البلدي
أما عن المشاريع المستقبلية والتي يجري العمل على تنفيذها قال سويد:” سنقوم بانشاء سد في (عين أشما) لري الاراضي التي كانت تروى سابق من الينابيع التي جفت لاحقا, وهذا المشروع قيد المتابعة مع برنامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية في عكار. ومشروع الصرف الصحي مع محطة تكرير، ومشروع بناء مجمع خربة شار البلدي ويتألف من ملعب ومدرج وبناء مؤلف من ثلاث طبقات، الطابق السفلي عبارة عن مركز لنادي الشباب وطابق لمركز الثقافة والمعلوماتية يتألف من قاعة كمبيوتر وانترنت وقاعة محاضرات ومركز الجمعية التعاونية للتنمية الريفية ويستفيد من هذا المشروع جميع اهالي البلدة كون المكان المخصص لبناء المجمع في وسط البلدة. وانشاء مدخل ثاني للبلدة بالتعاون مع البنك الدولي وشق طرقات زراعية وتوسيع وصيانة الطرقات الداخلية.”
في جولتنا لاحظنا أن البلدية قامت بجهود بالتعاون مع مؤسسات محلية وعالمية وحققت نقلة نوعية ، لكن الشكوى تبقى هي نفسها حيث تحتاج البلدية الى ميزانية اوسع لكي تستطيع تحقيق مشاريع اخرى وفي مقدمها رفع المعاناة بتعبيد الطرقات الداخلية وتأهيلها وشق طرقات جديدة إضافة الى شق طرقات زراعية لتسهيل أعمال المزارعين .
kerbet char ajmel koura fi 3akar