زياد علوش (اعلامي كاتب)
شهر رمضان المبارك خير غائب منتظر,وعائد بالخير والهدى والرحمة,به ومنه ينطلق التغيير الأيجابي في حياة الأفراد والجماعات,يستدركون ذاتهم بالعودة الى بارئهم والتصالح مع الكون والحياة والناس حيث التكامل في الوحدة الكلية لا التعارض,لما لا؟ السلعة غالية “جنة” عرضها السموات والأرض اعدت للمتقين والصوم جنة ووقاية,وصفها يفوق أخصب الخيالات جنوحاً! رونق وجمال وبهاء وهناء,أصناف سعادة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت على قلب بشر,استيقظ من ثباتك واستدرك ذاتك انه الخلد يا مسكين!!نعيم مقيم؛شباب لا يزول ولا يحول؛وزيادة!؟وجوه يوم اذن ناضرة الى ربها ناظرة,واذا ذُكرت الجنة فهذا يعني الرجال والنساء,وفي مسار التصالح والعودة تلك نجد في حديث من لا ينطق عن الهوى نبي المرحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره,ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه,ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت”البعد الأول وجوب أحترام الجار بمحبته وعدم اذيته والأحسان اليه, البعد الثاني اكرام الضيف تاكيداً لمعاني الكرم والإثار والتضحية والبشاشة والمرؤة والشجاعة واللياقة والود والأحترام,خاطب النبي صلى الله عليه وسلم ابنة الشهير حاتم الطائي رمز الكرم العربي بل الأنساني على مر العصور وبه ذهب الناس مثل يحتذى في التربع على فرادة امهات البذل والعطاء في خصال يحبها الله ورسوله..”والبعد الثالث عظيم وكبير امساك اللسان عن الأذية فالمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ومن اقاصيص سراب يحسبه الظمآن ماء!في كل يوم من رمضان ارتقي درجة في سلم السمو الأخلاقي الحميد حتى تصل الى سلم المتوكلين على الله حقيقة لأن ذلك غاية مبعث الأنبياء والرسل في أن تعبد الله كانك تراه,موقناً ان الخلق من حولك جميعهم عيال الله احبهم اليه انفعهم لعياله,وانظر الى مصطلح العيال ما فيه من تواد وتراحم وألفة ومحبة حتى يتجلى اليك أن الله سبحانه ارحم بالعبد من الأم بوليدها والتراحم بين الناس واجب وفرض عين فالراحمون يرحمهم الرحمن والرحمة هي الزيادة في الحب الخالص لأهداف سامية دون غايات ومصالح وضيعة, طهر بالذكاة من الشح نفسك وكن كالرياح المرسلة ولا تخشى في الله لومة املاق,اجعل الصلاة مصدر سعادتك وقرة عينك كعلاقة خاصة تقيمها مباشرة مع الله دون وسائط وحواجز,في رمضان اقترب من القرآن بتفكر وتدبر وتعقل ليكون شفيعك وسبيلاً لخلاصك في الدارين عندما يقال لك “رتل وارتقي”ومقامك اينما بلغت منه.