أحيا عاشق الكمان الفنان جهاد عقل حفلاً مميزاً فأطرب المستمعين بعزفه الذي لامس الحضور بحرارة ودفئ. الحفل الذي دعا إليه المجمع العربي للموسيقى – جامعة الدول العربية بالتعاون مع “مؤسسة الصفدي”، حضره حشد كبير من أهل الفن وفعاليات المجتمع المدني في طرابلس والشمال ومن محبي الفنان جهاد عقل ومهتمون.
وقد سبق الحفل، كلمة لمندوبة لبنان في المجمع العربي للموسيقى منى زريق، فرحبت بالحضور وعرفت بالمجمع العربي للموسيقى ونشاطاته، وأعلنت: “أطلقنا في إحدى جلساتنا في المجمع يوم 28 آذار/ مارس من كل عام ( يوم الموسيقى العربية الدولي ) بدلاً من يوم العود ليكون هذا اليوم أشمل وأوسع في الأحتفال بالموسيقى العربية”. وختمت: “إسمحوا لي باسمي وباسم المجمع ومؤسسة الصفدي بأن أتوجه بالشكر الى جميع الإعلاميين على تغطيتهم كافة الأنشطة والى كل من ساهم في إقامة هذا الحفل”.
ثم قدم الفنان جهاد عقل مع كمانه السحري وفرقته الموسيقية باقة من المعزوفات الشرقية والغربية، إضافة إلى معزوفات لأغانٍ مشهورة مثل (طريق النحل، أعطني الناي وغني، يا أنا انا وياك للسيدة فيروز، ليه بتبعد عني للموسيقار محمد عبد الوهاب، جبّار لعبد الحليم حافظ، ليالي الأنس في فيينا لأسمهان، يا حبيبي تعال الحقني للفنانة ليلى مراد،…وغيرها)، تجعلك تشعر وأنت تستمع إليه أنك تحلق مع الموسيقى الى عالم سحري ويشعرك ان الطرب الأصيل يعيش إلى الأبد؛ وقد صفق لها الجمهور بحرارة.
ولد جهاد عقل في بيروت لبنان عام 1968. امضى طفولته مفتونا بالكمان الذي تعلمه من والده. حين كان بعمر 6 سنوات فاز بجائزة تقدير من معهد الموسيقي الغربي بعد عزف مميز قدمه في حفل للأطفال العباقرة في لبنان . ومنذ ذلك الحين سعى والده إلى تدريسه الموسيقى والعزف على الكمان في ظل اصعب الظروف للحرب الاهلية في لبنان. وكان في سن الـ 14 عندما عين كعازف في الإذاعة اللبنانية (العازف الأصغر سناً في تاريخ الأذاعة) مما اتاح له فرصة العزف بوجود عمالقة الموسيقى امثال الفنان الراحل توفيق الباشا الذي قدم له كل الدعم . وعاشق الكمان في كل مناسبة يذكر الفنان الكبير توفيق الباشا”.
انضم الفنان جهاد عقل للفرق المحلية فعمل مع فيروز وديع الصافي – صباح – هاني شاكر – كاظم الساهر كما قاد عدة فرق موسيقية وآخرها فرقة الفنانة ماجدة الرومي في احتفال ذكرى الحرب اللبنانية في وسط بيروت التجاري. وفي الوقت نفسه سعى الى دراسة وتوسيع نطاق تعليمه الموسيقي، ليشمل التوزيع الموسيقي والموسيقى الشرقية واللعب المنفرد والتأليف .
وجد جهاد نفسه في العزف المنفرد، حيث اعرب عن مشاعره وافكاره وعواطفه من خلال اسلوب فريد في العزف على آلة الكمان يدمج الحس الشرقي مع التقنية الغربية. لقّبه “جورج ابراهيم الخوري” بـ”ساحر الكمان”، كما سمي بعازف الملوك والرؤساء وبعاشق الكمان، انه يعشق موسيقاه وفنه ويستطيع ان يترجم ذلك من خلال كل نغمة وآداء واحساس يقدمه.