ضمن إطار احتفالية “بيروت عاصمة عالمية للكتاب للعام 2009” وبالتعاون مع وزارة الثقافة، نظمت “مؤسسة الصفدي ” ندوتها الثالثة بعد “الترجمة” و”الرواية”، وذلك ضمن فعاليتها الفكرية “جامعيو طرابلس: يقرأون، يبحثون، ويكتبون”، متناولة موضوع “السينما والمسرح” في أعمال كل من: عميد المسرح في الشمال المخرج رفيق الرفاعي، والمخرج السينمائي جورج نصر، والفنان صلاح تيزاني (أبو سليم)، والمخرج المسرحي الفنان فؤاد الأدهمي، والفنان عبد الله حمصي (أسعد)، والمخرجة الراحلة رندة الشهّال. واستمرت فعاليات الندوة على مدى ساعتين من الزمن في قاعة مسرح “مركز الصفدي الثقافي” بطرابلس، وحضرها الى جانب الفنانين المذكورين، نقيب الفنانين المسرحيين في الشمال شربل نعيمي، عميد معهد الفنون في الجامعة الللبنانية الدكتور هاشم الأيوبي ومدير الفرع الثالث للمعهد الدكتور علي العلي، السفير عبد المجيد قصير، نائب رئيس المجلس الدستوري د. طارق زيادة، رئيس جمعية المشاريع في طرابلس طه ناجي، وجمعٌ من أهل الفن الشمالي وممثلون مسرحيون ومثقفون وأساتذة وطلاب جامعيون وإعلاميون وحشد من المهتمين.
بدايةً عرضٌ لشريط مصّور يوجز نبذة تاريخية لكل من الفنانين الستة المكرّمين، رافقه مؤثرات صوتية، أضفت على العرض جواً من الحنين إلى هذا الفن الأصيل. ثم كانت كلمة الافتتاح لمدير مشروع “الفعالية الفكرية” لـ”مؤسسة الصفدي ” الدكتور مصطفى الحلوة، متحدثاً في كلمة وجدانية عن “كوكبة من المبدعين الطرابلسيين من الرعيل الأول، الذي أسّس لنهضتنا الفنية الشمالية”، معتبراً “ان خير تكريم لهم يكون باماطة اللثام عن عطاءاتهم (…)”.
وقدمت طالبة معهد الفنون الجميلة- قسم الهندسة الداخلية والفنون الزخرفية تيريزا يميّن شهادة عن النقيب رفيق الرفاعي. فيما قدمت طالبة قسم الرسم و التصوير في المعهد باتريسيا باسيم شهادة عن الفنان عبد الله حمصي(أسعد).
في حين توّلت طالبة قسم الفنون الاعلامية والتواصل البصري في المعهد نور عرب تقديم شهادة عن الفنان صلاح تيزاني (أبو سليم). ورافق جميع تلك الشهادات عرض مصّور تضمن لقطات مختارة من أعمال كل فنان، مع نبذة عن أبرز محطاته الفنية. كما قدم أستاذ معهد الفنون الجميلة والمخرج السينمائي حسام خياط مطالعة في فن السينما، تحدث فيها عن المخرجين نصر والشهال والكاتب الأدهمي في عالم السينما وصناعتها، تخلّلها عرض فيلم لأبرز محطات نصر السينمائية مدته 12 دقيقة، اضافة الى صور وثائقية مع موسيقى تصويرية.
ثم تحدث الأدهمي عن فكرة أحد السيناريوهات التي أعدها قبل بداية الندوة بقليل بالتعاون مع الفنان أسعد، تحت عنوان: “فؤاد الأدهمي السياسي والفنان و ….مار مارون (…)”. بدوره شكر الفنان الحمصي لمؤسسة الصفدي راعية التكريم، وللحاضرين وللطالبة التي أعدت الشهادة الخاصة به وأهداها مقطوعة زجليّةً مؤثرة. وتحدث المخرج نصر شاكراً أيضا للمؤسسة ولخياط الذي عرّف عن أعماله، مؤكداً أنه منذ 25 سنة لم يقدم فيلماً سينمائياً واحداً، مطالباً الدولة اللبنانية “بدعم هذه الصناعة الفنّية (…)”.
من جهته شكر النقيب نعيمي للجمهور وللوزير الصفدي وللدكتور حلوة “الذي دعانا لنقيّم الفنانين الشماليين”، خاصاً بالشكر المنسّقة العامة لـ”بيروت عاصمة عالمية للكتاب” الدكتورة ليلى بركات، “التي تساعد الجميع وتعمل بصمت، اضافة الى وزارة الثقافة”. واشار نعيمي الى تقديمات المخرج الرفاعي الفنّية والاذاعية.
مسك الختام كان مع الفنان تيزاني (أبو سليم)، فشكر للوزير الصفدي “الذي أسّس مركزاً ثقافياً في طرابلس لا مثيل له لا في السند و لا في الهند”(…) سارداً لمحة تاريخية عن تأسيس فرقته الفنّية منذ العام 1960، ولأسماء أعضائها وأبرزهم أسعد، مذكراً بصولاتهم وجولاتهم الغنية في عالم الفن والمسرح والتلفزيون والسينما، بالاضافة الى ذكره للفنان محمود مبسوط (فهمان)، وعارضاً لبعض المواقف الاجتماعية والانسانية التي جمعتهم معاً(…)”.
وفي النهاية التقطت صورة تذكارية للفنانين الشماليين مع مكرّميهم وبعض المتحدثين عنهم.