بدأت منذ أقل من شهر أعمال ورشة التأهيل لدرج النملي في طرابلس، وذلك ضمن مشروع “أدراج التضامن” الذي تنفذه “مؤسسة الصفدي” في المنطقة بالتعاون مع بلدية طرابلس، وضمن مبادرة يمولها مكتب التعاون الإيطالي – السفارة الإيطالية في بيروت في إطار برنامج روس للطوارئ، والتي تبلغ قيمتها 84,681 يورو بتمويل من الحكومة الإيطالية عبر مكتب التعاون الإيطالي. ويشرف على عملية التأهيل المهندس فؤاد حسنين بتكليف من “مؤسسة الصفدي”، والذي يتابع بشكل يومي الأعمال يعاونه فريق مؤلف من 7 عمال.
هذا الدرج الذي يعتبر مركز استقطاب سياحي، والذي يقع قبالة قلعة طرابلس الأثرية ويستخدمه العديد من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة في حياتهم اليومية، ووفقاً للمهندس حسنين، “كان يعاني قبل بدء عملية التأهيل من مشاكل كبيرة متمثّلة بعدم تساوي درجاته وإرتفاعها غير المتناسق وإنحداراتها وتواجد العديد من الحفرات عليها والتي تتسبب بتجمع المياه خلال فصل الشتاء، الامر الذي يشكّل خطراً على سلامة السكان، وخاصة الأطفال وكبار السنّ وذوي الإحتياجات الخاصة”. وقال: “لذلك فإن عملية التأهيل ستستغرق قرابة الثلاثة أشهر، لأنها ستعمل على معالجة المشاكل التي تعاني منها الأدراج سواء لجهة تأمين تساويها وصبّها بالإسمنت المقوّى، إضافة إلى أعمال تجميلية للمحافظة على الطابع التاريخي للادراج التي سيتمّ تزيينها لإضفاء طابع جمالي عليها”. ولفت حسنين: “يجري التنسيق مع بلدية طرابلس التي تعمل على تأهيل شبكات المجارير، الركارات والمصبعات على الدرج، حيث يقوم عمّال البلدية بمعالجة تلك المشاكل قبل الشروع بصبّ الأدراج. كما ويتمّ حالياً، وضمن الورشة، تأهيل قساطل صرف المياه المتأتيّة من المنازل وذلك لتفادي تشويه صورة الدرج بعد الإنتهاء من تأهيله”. هذا وسيصار لاحقاً، إلى تأهيل الساحة المتواجدة على درج النملي بالإضافة إلى إنشاء العديد من “الدرابزين” في الأماكن الضرورية ووفقاً لحاجة وطلب السكان.
وعن الصعوبات التي تواجه أعمال التأهيل، أفاد المهندس حسنين: “إن العمل في منطقة مأهولة بالسكان وخاصة من الأطفال، الذين يقومون بحركة مرور كبيرة خلال النهار، يعيق عملية التأهيل وقد يشكل خطراً عليهم، إلا أنّ فريق العمل جهّز أماكن مخصصة للمرور، إضافة إلى صعوبة نقل البضائع إلى المواقع المحددة على الدرج، ولكننا قمان بإشراك البعض من شبان المنطقة في الورشة الامر الذي يساعد في تذليل العقبات. كما تم وضع لوحات تجميلية بشكل متباعد على كافة الدرجات، بما يتماشى مع واقع المنطقة الجغرافي وطبيعتها وحاجاتها”.
وتلفت مديرة المشروع ياسمين كبارة إلى أنه: “بعد الإعلان عن ورشة التأهيل، تشهد الأعمال تجاوباً كبيراً من قبل سكّان المنطقة صغاراً، كباراً، نساءاً وشيوخاً، حيث عبر هؤلاء ومن خلال إستطلاع آرائهم عن مدى إرتياحهم لهذا المشروع، واعدين ببذل قصارى جهدهم لحماية المشروع وتشجيع السكان على المشاركة، لما لذلك من أهمية كبيرة وضمانة لنجاح هذا المشروع التنموي القائم على مشاركة أبناء المجتمع المحلي”.