أطلق رئيس نادي المتحد طرابلس أحمد الصفدي حملة “أنا متحد” الهادفة الى وضع سفير طرابلس والشمال في عهدة المجتمع المدني وإشراكه في تحمل مسؤولياته تجاه المتحد عبر حملة دعم تمكنه من تطوير آدائه، وإستكمال رسالته الرياضية ومتابعة مسيرة الانجازات التي بدأها قبل سنوات، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الصفدي في مركز الصفدي الثقافي الرياضي بمشاركة رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد جمالي، رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة بيار كاخيا، نائب رئيس الاتحاد محمد أبو بكر وحشد من الاعلاميين.
النشيد الوطني اللبناني بداية، ثم عرض فيلم وثائقي عن مسيرة المتحد، ثم تحدث رئيس النادي أحمد الصفدي فعرض لمسيرة المتحد منذ التأسيس وصولا الى دوري الأضواء لافتا الى إنجازات الفريق، والى الجهود التي تبذل في المدرسة التي تضم 400 لاعبا من عمر 8 الى 18 سنة، إضافة الى فريق الاناث، منوها بدعم الوزير محمد الصفدي المؤمن بطاقات الشباب والداعم للرياضة بكل أنواعها، ومشيدا بمجموعة من الشباب قبلوا التحدي بإرادة وتصميم منطلقين من محبتهم لطرابلس، ورافضين ما لحقها من حرمان بهدف إعادة وضعها على الخارطة الرياضية، فتحولت شعلة المتحد الى بركان من الانجازات ستبقى أمانة لدى أبناء طرابلس والشمال.
وأكد الصفدي أن تأسيس المتحد كان يهدف الى إدخال كرة السلة الى فيحائنا العزيزة من بابها الواسع، وإعطاء مشجعي هذه اللعبة ومحبيها وأنصارها هوية سلوية طرابلسية ـ شمالية، بدل تلك الهوية الضائعة بين فريق هنا وآخر هناك في المناطق اللبنانية الأخرى، فضلا عن تعميم هذه اللعبة على كل من يهواها ولا يجد مكانا لممارستها أو موجها يلقنه مبادئها وأصولها، او مدربا يعلمه فنياتها، وإنشاء قاعدة من اللاعبين تشكل في المستقبل القريب خزانا بشريا يرفد الأندية الشمالية واللبنانية.
وقال الصفدي: أن كرة السلة أصبحت اللعبة الشعبية الأولى، نظرا للنجاحات التي حققتها بما في ذلك دخولها الى العالمية من بابها العريض ومساهمتها برفع إسم لبنان في اكبر وأهم المحافل الرياضية الدولية لا سيما في مونديال كأس العالم، وبما ان الرياضة عموما اصبحت صناعة تحتاج الى كثير من الامكانيات والى دعم كل المعنيين بها… وفي ظل الأوضاع الصعبة التي نعيشها، والمترافقة مع تقصير الدولة والبلديات والاتحادات في دعم الأندية الرياضية، بالرغم من النوايا الصادقة في هذا الاطار، وفي ظل متطلبات ميزانيات الأندية، والتي لا يخفى على أحد أن إحراز اللقب أو المنافسة عليه بات يحتاج الى ميزانية لا تقل عن مليون دولار وهذا رقم كبير جدا بالنسبة للسوق اللبنانية…
وأعلن الصفدي عن إطلاق حملة “أنا متحد” وهي عبارة عن حملة دعم لسفير طرابلس والشمال بما يمكنه من تطوير آدائه، وإستكمال رسالته الرياضية ومتابعة مسيرة الانجازات التي بدأها قبل سنوات.
وأضاف: حملة “أنا متحد” ليست عملا تجاريا يبغي الربح، إنما هي عمل تشاركي وتفاعلي بين المجتمع المدني في طرابلس والشمال وبين سفيره وممثله في دوري الأضواء بكرة السلة، وهو فعل إيمان من أبناء هذه المنطقة وإلتزام بدعم نادي المتحد، ومشاركة فعلية في تحمل الأعباء الملقاة على عاتقه حفاظا على مسيرته وعلى إنجازاته وعلى وجوده وعلى دوره الفاعل…
حملة “أنا متحد”… لكي يشعر كل أبناء طرابلس والشمال أنهم معنيون ومساهمون في هذا النادي، وشركاء فعليون في الانجازات وفي الانتصارات.
حملة “أنا متحد” هي تضامن طرابلسي وشمالي مع الذات أولا، ومع النادي الذي قدم كل ما لديه من إمكانيات ولم يبخل يوما في توفير كل ما يلزم، من أجل رفع إسم الشمال وعاصمته الفيحاء عاليا…
حملة “أنا متحد” هي تعبير عن وقوف جمهور عريض خلف نادي المتحد الشريك الأساسي في بناء نهضة طرابلس الحديثة، وهو يتطلع عبر هذا الدعم الى تطور دائم والى تحقيق طموحات بعيدة المدى إنطلاقا من السعي لتحقيق اللقب ووضع كأس البطولة في يدي طرابلس، وصولا الى تحقيق الانجازات العربية والآسيوية،
فكما لهذه المدينة إنجازات مشهودة على الصعد التاريخية والوطنية والثقافية، سيعمل المتحد جاهدا بالتعاون مع كل محبيه وداعميه ومؤيديه، لاضافة إنجاز رياضي يسجل في تاريخها المشرق، ومستقبلها الواعد..
فطرابلس تستحق منا الكثير من الجهد، والطرابلسيون يستأهلون ان يكونوا في المقدمة وهذا موقعهم الطبيعي، والمدينة التي يحاول البعض إلباسها ثوبا غير ثوبها سنعمل من خلال المتحد على إدخال الفرح والامل الى كل بيت فيها، ورفع إسمها عاليا في كل المحافل والمنتديات كمدينة للحضارة والتقدم والرقي.
لتكن حملة “أنا متحد” التي نحتفل اليوم باطلاقها، مقدمة لمستقبل واعد لنادٍ يسعى نحو بلوغ أعلى المراتب، بهدف جعل الرياضة للجميع، ولتليق بمدينة قادرة على إحتضان سفيرها فعلا لا قولا، وبمجتمع مدني يتمثل بهيئاته وشركاته ومؤسساته، داعم ماديا ومعنويا، وبجمهور عريض مواكب ومؤازر يملأ المدرجات في كل الملاعب…فليس صحيا أن ترتكز حياة المؤسسات الرياضية على دعم شخص واحد، لأن الرياضة ليست ملكا لأشخاص؛ إنها ملك المجتمع الذي يشكل لتطويرها دعامة أساسية.
وتابع الصفدي: عندما حققنا الحلم بتأسيس نادي المتحد ودعمه الكامل والمستمر له وصولا الى المنافسة على لقب بطولة لبنان، كان الهدف من وراء ذلك أن يكون هذا النادي مؤسسة لكل طرابلسي ولكل شمالي، لذلك فان انتصار المتحد هو إنجاز لكل طرابلسي وطرابلسية وهو إنتصار لكل شمالي وشمالية، داعيا لأن تكون حملة “أنا متحد” مناسبة للتلاقي على هدف واحد، فنتحد جميعا في سبيل تحقيق طموحات أبناء طرابلس والشمال ليكونوا دائماً في القمة.
وختم الصفدي شاكرا جمالي وكاخيا على مشاركتهما، وكل الاعلاميين على الجهود التي يبذلونها في سبيل رفع شأن هذه اللعبة، معتبرا أن كل الاعلاميين هم أركان ضمن عائلة المتحد طرابلس.
حوار
وردا على سؤال حول توقيت الحملة، وإمكانية الانسحاب في حال عدم نجاحها، اكد الصفدي أن الانسحاب غبر وارد بتاتا، ونحن لم نؤسس نادي المتحد لكي ننسحب عندما نريد، فالمتحد بات ملكا للمدينة، وملكا للناس، وسنبذل كل جهد ممكن لنكون على المستوى المطلوب.. أما التوقيت فهو على مشارف الفاينل فور حيث تشتد المنافسة في بطولة الدوري وتصبح أكثر حماسة وجماهيرية، بغض النظر عن عدم التوفيق في المرحلة الأخيرة لنادي المتحد خلال المباريات، وهذا أمر يحصل مع اعرق الأندية، ولم ينته شيء بعد فنحن مصممون ان نستمر في مسيرتنا، وإن شاء الله نقدم عروضا أفضل، وأعتقد أن ما مررنا فيه هو غيمة سوداء..
وردا على سؤال حول الفصل بين الرياضة والسياسة في نادي المتحد الذي يدعمه الوزير محمد الصفدي، قال أحمد الصفدي: نحن نشكر الوزير الصفدي الذي بدأ التأسيس ووضع ثقة كبيرة جدا بمجلس إدارة النادي، ودعم هذا الحلم، واليوم نحن نسير على السكة الصحيحة، والحمد لله نجحنا في آدائنا، ولكن هذا النجاح كان باسم طرابلس ومحافظة الشمال، من هنا ننطلق بخطة جديدة أكثر إنتشارا وتوسعا من بعد المصداقية والانجازات التي حققناها، فالمتحد لا يمكن أن يستمر باسم المدينة وهو مرهون بامكانية شخص واحد، لذلك علينا تحمل جزء من المسؤولية وعلى المجتمع أن يبادر وأن يشاركنا لأن الانتصار إذا ما تحقق فانه سيكون للجميع، ولاولادنا في المستقبل، وهذا الانتصار يدخل الفرح الى قلوب كل أبناء الشمال بمختلف طوائفهم وإنتماءاتهم السياسية، وهذا أكبر دليل على أننا نجحنا في إعطاء صفة شمولية للمتحد تعني كل أبناء الشمال بكل إتجاهاتهم، وهذا النادي وجد لكي يوحد الشمال، ولكي يرسم صورة عن طرابلس والشمال تليق بهما، وهو بالتالي بعيد كل البعد عن أي إنتماء سياسي بل بالعكس كل التيارات السياسية تشجع نادي المتحد بغض النظر عن موقع الوزير الصفدي في السياسة.
وحول مشاركة المتحد في الدورة العربية التي ستقام في الاسكندرية قال الصفدي: هذا حق طبيعي للمتحد كونه كان وصيفا في الموسم الماضي، والاتحاد اللبناني لكرة السلة أرسل مشكورا دعوة لنا وهذا دليل ثقة، ونحن بالتاكيد باسم طرابلس وباسم لبنان، سيكون لنا الشرف في المشاركة، وأؤكد لكل من وضع ثقته الغالية بنادي المتحد لتمثيل طرابلس والشمال ولبنان، أننا سنكون على مستوى هذه الثقة وهذه المسؤولية، وسنسعى جاهدين في الادارة للتعاقد مع لاعبين أجانب على مستوى رفيع جدا قادر على ان يعطي هذا الطموح لنادي المتحد، وأشدد على ان العلم اللبناني باسم طرابلس سيرفرف عاليا خلال هذه البطولة.
وعن المنشآت الرياضية التي يفتقر إليها المتحد، عبر الصفدي عن إستغرابه لعدم وجود منشأة رياضية لكرة السلة تتسع لآلاف الجماهير، في حين ان الأندية اللبنانية المنافسة تلعب في ملاعب بأفضل المواصفات والتجهيزات أقامتها السلطات المحلية من بلديات وإتحادات بلديات في بيروت والمتن وكسروان وجونية والجنوب، مبديا أسفه لعدم إستفادة طرابلس من أي مشروع بهذا الخصوص، ومعتبرا أن المجلس البلدي يبذل جهدا ضمن إمكانياته المحدودة ويمتلك نوايا صادقة، وقدم قطعة أرض للمتحد ووقعنا عقدا معه، وأنجز الملف وأرسل الى وزارة الداخلية وهو ما يزال في الوزارة منذ سنتين، وهذه النوايا كانت تحتاج الى ضغط اكبر على سلطة القرار لتحقيق هذه الأهداف، خصوصا في ظل وجود الممول لبناء هذه المنشأة.
وناشد الصفدي وزير الداخلية باسم نادي المتحد وباسم طرابلس الاهتمام بملف المنشأة الرياضية التي أرسلته البلدية، مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يرفع الحرمان الرياضي عن طرابلس وأهلها.
وأكد الصفدي أن حملة “أنا متحد” ليست لتخفيض موازنة النادي، بل هي لرفد الموازنة بامكانيات أكبر لتمكين النادي وتطور آدائه ودفعه نحو إنجاز الألقاب.
كاخيا
ثم قدم رئيس الاتحاد بيار كاخيا مداخلة اثنى فيها على إطلاق حملة “أنا متحد” مؤكدا أنه هو متحد مع المتحد، معتبرا أن النادي يطل اليوم إطلالة صحيحة من خلال هذه الحملة التي تعني كل أبناء طرابلس والشمال.
وقال: أن المتحد يمثل مدينة ومحافظة يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، وهو إختار إسم المتحد، ويمكن أن نطلق عليه إسم نادي طرابلس المتحد، كونه يمثل المدينة التي لم تشتهر إلا عن طريق نادي المتحد الذي حمل إسمها في البطولات الاقليمية والعربية والآسيوية، ونحن في كرة السلة اللبنانية نفتخر بنادي المتحد الذي يمثل مدينته خير تمثيل، وعلى المجتمع المدني في طرابلس أن يقف الى جانبه ويدعمه في خطواته الهادفة الى التقدم والتطور.
وأضاف: إن المتحد سلك أصعب الطرقات لبلوغ الدرجة الأولى، لكنه الطريق الصحيح لبناء لعبة كرة السلة، وفد إتخذ المتحد هذه الطريق وهو مقتنع بها، ونحن كاتحاد لا نستطيع إلا أن نحترمه بطريقة لعبه وطريقة تفكيره، ونأمل ان كل الأندية في لبنان في أي درجة كانت أن تسير في طريق نادي المتحد لأنه هو الطريق الصحيح.
ودعا كاخيا كل طرابلسي وكل شمالي وكل لبناني، أن يسيروا بحملة “أنا متحد”، لافتا الى أن المبلغ الذي سيجمع من خلال هذه الحملة لن يوفر على النادي أموال، بل سيساهم في خلق الرابط الانساني بين النادي والمجتمع الذي يمثله، ونادي المتحد اليوم يسلك الطريق الصحيح، في إشراك قاعدته الجماهيرية في مسيرته، وهذه القاعدة يجب أن تكون على إمتداد مدينة طرابلس.
وتابع كاخيا: إننا كمجتمع مدني علينا أن نساعد المتحد، في أن نكون معه معنويا قبل أن نكون معه ماديا، لانني أعلم ام طرابلس كريمة تعطي عندما يجب أن تعطي، وأنا أتمنى من المجتمع المدني الطرابلسي أن يكون مثل رئيس الاتحاد متحد مع المتحد..
جمالي
ثم تحدث رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد جمالي فعبر عن إعتزازه بنادي المتحد الذي بدأ مسيرة صعبة قبل عشر سنوات، نجح اليوم في ان يكون وصيف بطب لبنان والمنافس الدائم على اللقب، مشيرا الى أن هذه المسيرة مرشحة لأن يدور في فلكها الآلاف من شباب طرابلس، وهي مسيرة مشرقة تعبر عن طموحات أبناء طرابلس وحاجاتها وأخلامها.
وقال جمالي: أنا سعيد جدا أن يضع المتحد طرابلس ناديه في ضمير وعهدة مجتمع طرابلس، وهذه دعوة لكل مجتمع طرابلس لأن يكون شريكا في هذه الحملة، وهذا بحد ذاته موقفا متقدما، وهو موقف ديمقراطي، وأدعو مجتمع المدينة الى الاستجابة العالية لهذه المبادرة.
ولفت جمالي الى أن إهتمام بلدية طرابلس بالرياضة نابع من كون المدينة وبحسب الدراسات الدولية هي مدينة شابة حيث أن 54% من أبنائها هم دون سن 24 عاما، مؤكدا أن طرابلس ظلمت كثيرا، وصورت في بعض الاعلام على أنها مدينة تطرف وتخلف وإنغلاق، هذا الأمر ليس صحيحا، معتبرا ان نادي المتحد يحمل في هذا المجال رسالة مميزة لانه يقول ان هذه المدينة توازي كل المدن من حيث رحابتها وقدرتها على ان تلعب دورا لبنانيا وعربيا ودوليا، فضلا عن انه يحمل رسالة تعبر عن طموح المدينة.
وعرض جمالي لموضوع ملعب المتحد، فأشار الى أن المجلس البلدي إتخذ قرارا بأكثرية كبيرة جدا، يقضي بوضع قطعة ارض كبيرة تملكها البلدية بمساحة 12 ألف مترا بتصرف نادي المتحد، وقد إلتزمنا بالأنظمة والقوانين المعمول بها، وإعتمدنا طريقة الـ BOT على أن تكون مدة العقد الذي وقعته مع رئيس نادي المتحد لمدة 25 عاما، وإنجزنا كامل الملف، ويتضمن ليس فقط وضع الأرض بتصرف النادي، بل أيضا يدفع النادي للبلدية مبلغا سنويا مقطوعا، وما فعلناه لم يكن هبة لنادي المتحد، وقد ارسل هذا الملف الى وزارة الداخلية ولا يزال هناك، وأنا اتمنى على معالي الوزير زياد بارود ان يضع هذا الملف في أعلى سلم إهتماماته، لان وجود ملعب مغلق لكرة السلة هو حاجة رياضية، إنسانية، إجتماعية، إقتصادية وإنمائية للمدينة.
وختم جمالي متمنيا ان يعي مجتمع طرابلس اهمية حملة أنا متحد وأن يؤازرها كامل المؤازرة.
وفي نهاية اللقاء، شرح المحامي وهيب ططر تقنيات الحملة للحضور.