بقلم الطالب ناصر محمود سليمان
إن وُجدت منطقة في القرن 21 تحتاج لثورة في وجه الفساد والحرمان والتخلف والقهر والمعاناة والتغييب منذ وجود هذا النظام فهذه المنطقة هي عكارمنطقة وحسب تقرير الأمم المتحدة إنها الأفقر على حوض المتوسط فهذا التقرير برسم النظام الموجود منذ خمسينيات القرن الماضي و هو يهمش منطقتنا ونعتبر مواطنين درجة عاشرة في وطن لم يعرف سوى قلة أوجدت هذا النظام، ما معنى الطبقة الأولى في بلد شرذمته الطائفية والتبعية وإسقاط هذا النظام الطائفي لا يعني علمنة الدولة وليس كما يطبل ويهلل لها بعض الأشخاص… فأنا كإبن عكار سأكون ممتلئ الهواجس والأكثر حرصاً على ديني وهويتي وثقافتي الشرقية فلا أجد نفسي في ثورة لتحقيق الزواج المدني ويبقى الحال على ما هو عليه، فمنطقتي بحاجة لأكثر من زواج مدني أو نظام علماني فهو بحاجة لجامعة، لطرقات، لصرف صحي، لرفع الأجور، لشقق سكنية، لتأمين صحي، لمستشفيات وهي مطالب قد تكون بسيطة في دول القرن 21 والعشرين ولكنها للأسف غائبة عن ابن عكار فكل طفل يولد في عكار عليه ما يقارب 15000 $ اجمالي الدَيْن العام ولكن ما هو مسلم به أن دولته يوم ولد لم تساهم بوجوده بأي دولار وأنا الشاب الذي اتحضر لدخول الجامعات وفي كل يوم في ثانويتي قد تجد جامعة أو جامعتين خاصتين تأتي لتعرض عليك خدماتها وأخرى تكابر وتضع عليك شروطها، وإذا أمعنت في تاريخ وهوية هذه الجامعات فستجدها لأحد أقطاب المال والسلطة في لبنان وهذه الجامعات لكل الأطراف فمن 8 إلى 14 وما يُعرف بالوسطية كلهم لديهم جامعات وأولادهم لا تخافوا عليهم يرتعون ويعربدون في جامعات وملاهي أوروبا وأميركا…
وواقع الحال ماعاد يحتمل السكوت وواقع الشباب لا يُطاق في منطقتنا فمن أسعار الشقق إلى لقمة الخبز.. أصبحنا نحتاج لقلب الأفكار والنفسية في عقل كل عكاري قبل أن نصبح في هواجس هذا النظام المتخم والمترهل .. فأبناء عكار هم دائما قربان على مذبح هذا الوطن في التضحية وهل يوجد أفضل من نهر البارد ليكون دليلا على كلامي وأبناء عكار هم الأكثر فقرا وحرمانا بسبب هذا النظام منذ عهود …!!
ولأن عكار هي صاحبة الثار مع هذا النظام فعليها هي أن تكون الشرارة الأولى لأي تحرك ويجب البدء بخطوات جدية وملموسة من كل شباب ومن كل أدباء ومن كل مثقفي وأولي الأمر ومن الخوري في عظة الأحد إلى الشيخ في خطبة الجمعة إلى المزارع في حقله إلى السائق فكلكم راعي وكلكم ضحايا هذا النظام في عكار لأننا حقاً بحاجة للتغيير والثورة على هذا النظام الفاسد وهل يوجد أكثر من قرانا وأحيائنا لتكون شاهداً على هذا الفساد وعلى حرمان عمره من عمر ما يسمى بالجمهورية…
وختاماً أنا الشاب المنتشي بثورة الملايين في مصر وليبيا وتونس على أعتى الأنظمة في عالمنا العربي واليوم أصبحت موقناً على قدرتنا على التغيير ومواجهة الفساد المعشعش في خبايا هذا النظام … والثورة لا يصنعها النائمون والأيادي المرتعشة لا تقوى على البناء والتغيير …وغدا يجب أن يشهد تحول بنظرنا في كل نفس حرة أبية ترفض التهميش وتطالب بالحد الأدنى للمواطن في قرن لم يطل بعد على منطقتنا وقرانا في مرتع الحرمان والقهر.. وفي موطن الأحرار في موطني عكار …
وختاماً أحلم أن يكون زوال نظام العار في قرى عكار فهل هذا الحلم كثير على شاب يبحث في موطنه على شباب أحرار