افتتح قسم العلوم التمريضية في الجامعة الانطونية المؤتمر الدولي الرابع لمقاربة موضوع صحة النساء والأمراض السرطانية، بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لأمراض السرطان، في حرم الجامعة الرئيسي في الحدث – بعبدا، بمشاركة باحثين واختصاصيين من جمعيات وجامعات لبنانية وجامعات خارجية، ولا سيما جامعة لافال في كندا والجامعة الكاثوليكية في لوفان – بلجيكا. حضر الافتتاح النائب ناجي غاريوس ممثلا رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، ليليان قشوع ممثلة النائبة ستريدا جعجع، الدكتور مارسيل مسعود ممثلا النائب سامي الجميل، المحامية شادية رموز ممثلة نقيبة المحامين أمل حداد، نائبة نقيبة الممرضات والممرضين في لبنان غادة العيلي، رئيس الجامعة الأنطونية الأب أنطوان راجح، نائب الرئيس والمدير المالي والإداري للجامعة الأب نجيب بعقليني، عميد كلية العلوم الصحية في الجامعة الدكتور غابي مكرزل وجمع من أساتذة الجامعة وطلابها وممرضين من أصحاب الاختصاص.
نعمة
بعد كلمة ترحيبية من مديرة مكتب القبول والتسجيل في الجامعة الأنطونية مايا نهرا، تحدثت مديرة قسم العلوم التمريضية منى نعمه، مشيرة إلى “أن مقاربة المؤتمر لأمراض السرطان تنطلق مما أعلنته منظمة الصحة العالمية خلال اليوم العالمي للسرطان في 4 شباط الماضي لجهة أن هذه الأمراض هي السبب الثاني للوفيات في العالم، بعد أمراض القلب، وقد توفي 6,7 ملايين شخص في العالم عام 2008 فقط. كذلك فإن المستقبل لا يبشر بالخير، ما دامت المنظمة الدولية نفسها تتوقع أن تتضاعف الإصابة بهذا المرض بنسبة 50 في المئة مع 15 مليون حالة جديدة سنويا، وذلك بحلول سنة 2020”.
أما في لبنان، فلفتت نعمه إلى “أن نسبة الإصابات في صفوف النساء تبلغ 41 في المئة من حالات السرطان الأخرى، استنادا إلى السجل الوطني للسرطان. وهنا المطلوب تنظيم حملات توعية لإشعار الناس بمشاكل السرطان ووسائل المواجهة التي تشمل عوامل الخطر، الوقاية، العلاج والتأقلم”، مؤكدة أهمية تعزيز العلاقات بين المصابين بالسرطان والاختصاصيين الصحيين لمواكبتهم عن قرب”.
وبعدما طرحت نعمه الأسئلة التي يعالجها المؤتمر ومنها مرافقة المرضى طوال الحياة وتحسين نوعية هذه الحياة وصورة الجسد والبرامج الوطنية لمكافحة السرطان، كشفت عن اتفاقيتين ستوقعهما الجامعة الأولى لاعتماد ديبلوم ماستر مشترك في العلوم التمريضية مع جامعة لافال، وذلك في 14 نيسان المقبل، والثانية لاعتماد ديبلوم ليسانس ينتظر أن يوقع في 2 حزيران المقبل مع المعهد العالي للعلوم التمريضية في الجامعة الكاثوليكية في لوفان ـ بلجيكا، على أن يبدأ التدريس في الديبلومين اعتبارا من تشرين الأول المقبل.
ضاهر
ووجه رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض السرطان البروفسور ميشال ضاهر رسالتين، “الأولى محزنة والثانية مفرحة”، كما قال، الاولى هي “اتجاه نسبة الوفيات نتيجة أمراض السرطان إلى الارتفاع لا سيما في البلدان التي هي في طور النمو، فيما يبقى سرطان الرئة الأكثر شيوعا ويسجل النسب الأكثر ارتفاعا، وله صلة وثيقة بالتدخين الذي يغزو بلادنا، فيما يأتي سرطان الثدي لدى النساء في المرتبة الثانية”. ومن الأسباب التي ذكرها ضاهر زيادة نسبة التدخين، سوء التغذية، الحياة الحضرية والاختلاف في هذه الأسباب بين البلدان المتطورة والدول في طور النمو هو الذي يحدث الفرق في الأخيرة”.
وعن الرسالة المفرحة، أوضح ضاهر “أن العوامل المسببة للسرطان تحت السيطرة، ويمكن تجنب 40 في المئة منها عبر تثقيف المجتمع والوقاية، وهنا يأتي دور الجمعيات أو الهيئات التي تعنى بمكافحة السرطان”.
وتحدث عن الجمعية التي يرأسها ودورها في نشر المعلومات عن المرض والإعداد الطبي المستمر الذي يساعد المتخصصين في مجال الصحة على تقديم عناية مميزة، فضلا عن حماية المرضى وعائلاتهم والمشاركة في البرنامج الوطني لمواجهة السرطان، بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة ومنظمات غير حكومية وهيئات علمية.
قليلات
وتحدثت ليلى قليلات من شركة “هوفمان ـ لاروش” عن دور الشركة في لبنان في التوعية على سرطان الثدي التي تضمنت حملاتها في السنوات التسع الأخيرة نشاطات متعددة منها تزيين البرلمان اللبناني باللون الزهري، إجراء التحاليل الطبية الخاصة بهذا المرض، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة، إضافة إلى تنظيم مجموعة محاضرات وتوزيع كتيبات في لبنان والعالم بالتنسيق مع طيران الشرق الأوسط.
مكرزل
أما عميد كلية الصحة العامة الدكتور غابي مكرزل فأكد “أن السرطان موجود منذ بداية البشرية، والمرجع الأول حول المرض هو أوراق البردى المصرية “إيبرس” الموقعة باسم عالم الآثار الألماني من جامعة لايبزيغ بعد اكتشاف المرض بين عامي 1873 و1874. والمصريون كانوا يميزون بين الأورام وعلاج كل منها، وكانوا يعتقدون أن السرطان من صنع الآلهة. ثم أتى الطبيب اليوناني أبقراط ليعطي وصفا محددا للسرطانات، وبعدها طور الطبيب سيلزوس المصطلحات الخاصة بالمرض، ومهما يكن من أمر فإن هذا الأخير يصيب الخلايا ويمر بثلاث مراحل: مرحلة الانطلاق ومرحلة الإعلان ومرحلة الانتشار الكامل”.
وأشار مكرزل إلى “أن اكتشاف الأمراض السرطانية يبقى التحدي الدائم في كل لحظة”.
جلسات المؤتمر
وبدأت جلسات المؤتمر الثلاث التي ركزت على المرض ومواجهته وتخفيف الألم وأهمية العيش بنمط طبيعي بعد الإصابة، والتمسك بالقوة على المواجهة والتأقلم مع معايير جديدة. وأدارت الجلسة الأولى الأستاذة في الجامعة الكاثوليكية في لوفان بلجيكا الدكتورة فرنسواز سيريكسهي، وتحدثت فيها الأستاذة في جامعة لافال في كندا دانييل بلوندو عن الرهانات المتعلقة بتخفيف الألم في نهاية حياة المصابة.
وتناول رئيس اللجنة العلمية في الجمعية اللبنانية لأمراض السرطان الدكتور نجيب جهشان “السرطان في لبنان”. وتوقفت مساعدة عميد التمريض في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتورة ميرنا ضومط عند تجارب تعيشها نساء لبنانيات مصابات بسرطان الثدي. ورأست الجلسة الثانية الأستاذة في جامعة لافال الكندية الدكتورة دانيال بلوندو. وقدمت الأستاذة في الجامعة الكاثوليكية في لوفان – بلجيكا الدكتورة فرنسواز سيريكسهي مداخلة بعنوان “أن تكوني إمرأة وأن تنظري إلى صحتك بعد الإصابة بسرطان الثدي”. وتحدثت الأستاذة في جامعة لافال كندا الدكتورة ميراي لا فوا عن مواكبة تجربة الإستقلالية للمصابات بالسرطان. وتطرق رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض السرطان البروفسور ميشال ضاهر إلى واقع العناية الخاصة بالمرض في لبنان.
أما الجلسة الثالثة فرأستها الأستاذة في جامعة لافال الكندية الدكتورة ميراي لافوا، وتحدثت فيها رئيسة جمعية المواجهة آن فرنجية عن تجربة الجمعية الريادية في لبنان حول المرض. كما تحدثت الدكتورة في الصيدلة من مؤسسة “هوفمان – لاروش” غايا نصر عن الحملة اللبنانية للتوعية على سرطان الثدي.
وعرضت إليسار ضاهر من المركز الطبي الجامعي في مستشفى سيدة المعونات تأثير الحياة الروحية على نمط المصابين بالسرطان.
الرئيسية » أخبار محلية » مؤتمر في الجامعة الانطونية عن صحة النساء: الوفيات بالسرطان إلى ارتفاع في البلدان في طور النمو
شاهد أيضاً
شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا
دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …