الرئيسية » أخبار محلية » طرابلس بين الانفتاح والتكفير

طرابلس بين الانفتاح والتكفير

image

جهاد نافع جهاد نافع

14 آذار 2016 الساعة 04:12

لعل ما تطرق اليه الرئيس نجيب ميقاتي في حفل تكريم «المدارس والثانويات المتفوقة في طرابلس» من مواضيع ذات بعد وطني وانمائي حساس يهم مدينة طرابلس والشمال،قد وضع الاصبع على جراح المدينة التي يندمل البعض منها، والبعض الآخر في طريقه الى ايجاد حلول تخرج طرابلس من شد الحبال، بل يمكن القول ان ميقاتي قد رسم خارطة طريق واضحة الرؤية والمسار والمسير مما وضعه في موضع الحكمة من خلال ما طرحه من توجيهات لامست معظم الطرابلسيين بشفافية غير خافية على كل من تتبع اويتتبع خطوات ومواقف الرئيس ميقاتي.

لا يخفى على احد من الطرابلسيين مؤثرات الاحداث التي تجري في محيط لبنان لا سيما انعكسات الاحداث السورية والمنطقة على الساحة الطرابلسية خاصة والشمالية عامة… وقد عانت المدينة والشمال ـ ولعلها لا تزال تعاني ـ من موجات التطرف والغلو في الدين مما ادى الى تشويه الرسالة الاسلامية،حيث شهدت المدينة لاول مرة شعارات تكفيرية متشددة لم تألفها طرابلس في تاريخها.

ترى اوساط طرابلسية انه في ظل هذه الموجات المتطرفة كان من المهم جدا أن تنبري لها قيادات المدينة على غرار ما دأب عليه ميقاتي من خلال مؤسساته الاجتماعية والانمائية والتربوية التي لم تغفل الدين الصحيح فيما واجهت الغلو والتطرف وهذا ما اشار اليه ميقاتي حين دعا الى مواجهة «الغوغائية» والى منهجية الاعتدال والوسطية والتوازن… بل ذهب اكثر من ذلك في الدعوة الى تلقين الناشئة مفهوم قبول الآخر، والعيش المشترك معا تحت سقف الوطن.

فطرابلس عانت كثيرا في السنوات التي مضت من سطوة الالغائيين وكان ميقاتي اول من تعرض لحرب الالغاء في كانون الثاني العام 2011 وقد خبر الطرابلسيون مخاطر وتداعيات رفض الآخر،لا سيما الاحزاب والقوى الوطنية والقومية في قوى 8 آذار، حيث اشارت الاوساط الى ان ميقاتي يراهن على استعادة دور طرابلس واستنهاض القيم الطرابلسية وليس مستغربا دعوته الى اعتماد مبدأ الحوار بالحسنى والنقاش الذي يولد الحقيقة ودعوته بالتالي الى احترام التعددية واعتباره نعمة في المجتمع وفي حراكه السياسي المتواصل عادت الحيوية الى المدينة التي تشهد اسبوعيا مشاريع تنفذها مؤسسات العزم.
وكان لافتا الموقف الذي اعلنه ميقاتي في ثلاث مسائل تشكل هاجسا لدى الطرابلسين بشكل خاص:

ـ المسألة الاولى التي تطرق اليها بعد المخاوف التي سادت الساحة الشمالية عامة عن احتمال تعرض الشمال وطرابلس الى هزة امنية قد تمتد الى الساحة اللبنانية برمتها من بوابة الحدود الشمالية فجاء تأكيده بان المظلة الامنية لا تزال تحمي لبنان وان الاجهزة الامنية كافة ساهرة على امن المدينة والبلاد كلها.
ـ المسألة الثانية في رفضها التوافق في الانتخابات البلدية المقبلة وهو اعلان صريح يأتي بعد ما رشح عن مساع يبذلها الرئيس سعد الحريري لايجاد صيغة توافقية في طرابلس تشكل رافعة لتياره بعد ما لمسه شخصيا من انكفاء لهذا التيار خلال زيارته الاخيرة الى طرابلس، وقد ادرك الحريري، حسب الاوساط نفسها، ان تياره سيكون الخاسر الاكبر في اي معركة انتخابية ولن يمنع اخفاقاته الجديدة الا بتوافق يحقق له حضور في المجلس البلدي من خلال اقوياء في المدينة.
اما ميقاتي فبنى موقفه الرافض للتوافق على تجربتين توافقتين فاشلتين وانه ليس منطقيا استعادة هذه التجربة بل يجب الافساح بالمجال لاختيار شخصية مؤهلة لرئاسة البلدية ويترك لهذه الشخصية حرية اختيار فريق عمله في لائحة منسجمة.
ـ والمسألة الثالثة وقوفه الى جانب الحراك الشعبي الرافض لمشروع المرآب مكررا موقفه من هذا المشروع الذي يقتضي أن يكون ضمن مشروع متكامل ومستغربا ان يحل المرآب بندا اول بعد أن كان في المرتبة السادسة حين اقرت حكومة الميقاتي مبلغ المئة مليون دولار لطرابلس وفي طرابلس اولويات عديدة لمشاريع انمائية من الاوتوستراد الدائري الى مشروع المبنى الجامعي الموحد وغيرها من المشاريع الملحة.
لا يتوانى ميقاتي في كل مناسبة تأكيده التعاون مع الجميع بيد ممدودة ـ حسب قوله ـ بل «وبيوت مفتوحة ترحب بكل أخ عزيز»…

لم يغلق الرئيس ميقاتي ابوابه امام من يسعى للقاء به في الوقت الذي «يستدعي» فيه الحريري الى دارته بعض السياسيين الطرابلسيين ويمتنع عن زيارة قيادات طرابلسية في دارتهم الطرابلسية مما فسر لدى بعض الاوساط محاولة لمحاصرة الاقوياء وفي الطليعة ميقاتي الذي بدا انه مرتاح بقواعده الشعبية نتيجة سياسة متوازنة ومعتدلة لم تستثمر الغرائز ولم تلق بالحلفاء خلفهم او يتخلى عنهم في لحظة «تخلي»..

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *