لأن النقابيين لهم الحق بايصال صوتهم وإبداء رأيهم بما يحدث على الساحة الفنية والسياسية، ولأن في عصرنا بات الفن مرتبطا ارتباطا وثيقا بأحوال البلد والسياسة، واستكمالا لتداعيات قضية الفنان المغربي “جاد المالح”، الذي أثارت مشاركته في مهرجان “بيت الدين” استياء لدى فئة، وترحيبا لدى أخرى، سارعت صدى عكار للوقوف على رأي النقابيين اللبنانيين من سينمائيين وممثلين، وكانت الأراء الأتية:
لا داعي للترحيب به
نقيب الموسيقيين أنطوان فرح صرح بأنه لا يعرفه وليس لديه فكرة عن “المالح” وعن تفاصيل خلفيته، لكنه تعجب مما صدر عن وزير السياحة “إيلي ماروني” قائلا: “طالما هناك شكوك في موضوع “المالح” فليس من المفروض على الوزير الترحيب به، وليتحقق من الموضوع أولاً، ونحن كنقابة لا نريد الدخول بهذه القصة، ولكن ليثبتوا للجمهور أن لا دائرة شك حوله ومن ثم ليرحبوا به.
يكفي عمالة
أما نقيب السينمائيين الفنان صبحي سيف الدين، فقد بدا واضحا استنكاره للأمر قائلا: “يكفي عمالة دعونا نتصرف بمنطق واعٍ وسليم، فـ”جاد المالح” صهيوني ابن صهيوني، ونحن سنعمم على هذه المهرجانات بأخذ 10% كضريبة من الأجانب القادمين لأنه من المفروض أن تكون هناك دقة وموضوعية، وليدقق الجميع بتاريخ هذا الشخص اليهودي المتعصب، وسامي الجميل يريد المصالحة مع “إسرائيل” من باب الفن، وأبدى استياءه من هذا الفن الرديء، واعدا بالعمل على تحريك الموضوع ووضع حد للأمر.
كما وجه سيف الدين تحية إلى القيمين على مهرجان بيت الدين، وطالبهم باستبدال الفنانين الأجانب بفنانين عرب قادرين على استقطاب عدد هائل من الجمهور اللبناني والعالمي ولديهم شعبية كبيرة.
نحن نعادي “إسرائيل”
ولنقيبة الفنانين المحترفين سميرة بارودي رأي في الأمر، فقد تفاجأت بالموضوع بعدما اطلعت عليه من التلفاز، ومن فاكس أرسله أحد المراسلين، لذا سارعت الى ادراج الموضوع على جدول أعمال جلسة النقابة، وأكدت أنه في حال اثبات أي شيء ضد “مالح” فسيكون لدينا تصرف آخر.
وأضافت: هناك وجهات نظر مختلفة والدولة يجب أن تكون حريصة على ذلك فنحن نعادي “إسرائيل” كعدو مغتصب، ولو لم يكن هناك شيء من صحة الموضوع لما أثير بهذا الشكل والذي يثبت ذلك هو اعتذاره عن تقديم العروضات.
حاولنا الاتصال به… ولكن؟
أما نقابة الممثلين بشخصها الفنان أنطوان كرباج الذي نجله ونحترمه، فحاولنا الاتصال به عدة مرات دون جدوى، لن نعتبر هذا تهربا من إعطاء موقفه من موضوع “المالح” لأننا نعرف تاريخ “الكرباج” ومدى التزامه المبادئ الوطنية فهو المدافع الشرس عن وطنه وقضيته.
وبما أن النقابيين اجتمعوا على طرد “المالح” من المهرجانات وعدم ادخال أي صهيوني أرض البلاد، ولأن الوطنية تقتضي بعدم مد اليد الى العدو الذي قتل وشرد أهلنا، وخوفا من تفاقم هذه الظاهرة التي هي بداية لتطبيع مع العدو، نطالب الجهات النقابية المعنية عدم الاكتفاء ببيانات الاستنكار، والعمل بجدية على مقاومة كل من يرحب بزيارة “المالح” أو أي شخص على صلة بالعدو الى لبنان والرد عليه بالطرق المناسبة.
أليسار نافع