اعتاد النائب سعد الحريري على الدعوة الصحافة الشمالية الى لقاء معه في كل مرة يزور فيها مدينة طرابلس، خاصة مع أصحاب الصحف الطرابلسية. الا أن هذه العادة يبدو أنها تغيرت بفعل الظروف المستجدة والتي لم تعد تشابه ظروف الزيارات السابقة..
فالشمال غني بصحافته المحلية وبعدد الصحفيين الذي يفوق عدد صحافيي أي منطقة أخرى من لبنان. ومن صحافيي الشمال من هم من رواد الصحافة الاوائل وأيضاً من الصحافيين المحترفين، لكن النائب سعد الحريري آثر هذه المرة تجاهل الصحافة والصحافيين الشماليين تضامناً مع حليفه مرشح الكتائب والقوات سامر سعادة.
لا غرابة في ذلك اذا كان الامر لا يتعدى التضامن مع حليف أنزله بالبارشوت من البترون الى طرابلس، كي يرضي القوات اللبنانية ولو كان على حساب دماء شهيد قضى بيد قواتية وكأن العدالة لديه تكال بمكيالين.
الصحافة الشمالية وخلال كل مراحل التحضيرات الانتخابية ومنذ اعلان لائحة التضامن ركزت على ترشيح سامر سامر سعادة باعتباره ليس من نسيج طرابلس الوطني وعلى انه ينتمي الى المدرسة التي اغتالت ابن المدينة رشيد كرامي. وزاد من وتيرة هجوم الصحافة الشمالية ان سعادة المذكور تناول الصحافة الشمالية بالنقد اللاذع الى حد وصفها بالصحافة المرتزقة. وبأن ترشيحه هو غزو لطرابلس لكنه استدرك حينها زلة لسانه ليقول بانها غزوة محبة مما اقتضى من الصحافة الشمالية ان ترد عليه فترد له الصاع صاعين. من اجل ذلك تضامن الحريري مع سعادة متجاهلا كرامة الصحافة الشمالية الى حد تغييبها ورفض استقبالها كما جرت العادة.