هل تقرع طبول المعركة الانتخابية في احياء وشوارع مدينة طرابلس كما كانت في أيام خلت.. أم أن لبنان الذي يتغنى في المحافل الدولية بالديمقراطية رثاها نوابها وزعماؤها (اقطاعيو القرن الواحد والعشرين).. الذين سلبوا الكلمة الحرة وقضوا على كل أوجه الحرية والديمقراطية فتحولت أي انتخابات كانت، نيابية ام بلدية أم نقابية، الى سوق نخاسة، حيث الشعب تحول في نظرهم الى عبيد من يدفع ليرات أكثر تكون حصته أكبر من غيره..
هذه هي انتخابات لبنان،.. لبنان الذي فقد كل معالم الحضارة والتكنولوجيا بعدما نُسفت فيه الكلمة وابداء الرأي، لبنان الذي يدفع مواطنوه أغلى ضريبة في العالم محرومون حتى من ابداء رأيهم في اختيار شخص يمثل طموحاتهم..
تدخل النواب والوزراء والزعماء ومسؤولو التيارات ومنسقو المناطق في كل شيء، في الانتخابات وفي الافراح وفي الاحزان، تدخلوا في كل شيء حتى نسي المواطن انّ له حقوق وواجبات مدنية ومن حقه ان يمارسها دون ضغوط من احد، لكن في لبنان يستغلون الفقراء والمساكين والمحتاجين ويستغلون الطلاب بهدف توفير فرص عمل، ويستغلون حتى المعوقين..
في طرابلس، يعيش أبناؤها على هاجس مشاهدة من كسبوا ود هؤلاء، هذه الانتخابات التي تكلف دولتنا اموالا هائلة لتأمين هذا الاستحقاق، لكن السؤال الذي يطرحه الطرابلسيون اليوم لماذا هذه النفقات وقد انتهت فعليا الانتخابات قبل موعدها؟.. لماذا لا تقوم دولتنا على توفير هذه الاموال لمشاريع انمائية بحاجة اليها بلدات كثيرة؟؟.
لائحة طرابلس التوافقية التي تشكلت في بيت الوسط بعيدا عن طرابلس هي لائحة فسيفسائية، خلطت “الماء بالزيت” خلطة عجائبية علها تستطيع الانسجام لسنوات ست مقبلة ولعلها تحقق انماء طرابلس في حال استمر “الانسجام العجائبي”.
فقد اعلنت اللائحة يوم امس باكرا التوافقية بعيدا عن الحشود الشعبية كما جرت العادة، سببها ثقة النفس العالية التي دعتهم الى الاستغناء حتى عن اعلان اللائحة بتغطية اعلامية شاملة، فالغرور منعهم حتى من القيام بالواجب الاعلامي اللازم، على اعتبار أنهم “فائزون حكما”.. وما “بيهمنا حدا حتى الاعلاميين”..
في طرابلس كانت المساعي قبل يوم واحد من اعلان لائحة “وحدة طرابلس” تنشط باتجاه تشكيل نواة لائحة يترأسها الرئيس الحالي رشيد جمالي على أن يكون احمد قمر الدين المقرب من ميقاتي نائبا للرئيس خاصة وان الاخير يتمتع بشعبية لا بأس بها اضافة الى دعم تيار ميقاتي، لكن بعد ساعات قليلة جرت متغيرات نسفت نواة لائحة جمالي بعد انتقال قمر الدين الى “لائحة وحدة طرابلس” فترك زميله يلملم جراحه وحيدا مما دفع بجمالي الى اختيار أهون الشرين وهو اعلان انسحابه من الاستحقاق البلدي عشية الانتخابات وذلك بهدف حفظ ماء وجهه وعدم الوقوع في لعبة الارقام والاحجام.. وبذلك يكون مصير اعضاء هذه اللائحة الاستمرار وحيدين وخوض المعركة منفردين..
أما في الميناء مدينة “الموج والافق” فقد لبست ما يشبه يوم أمس “ثوب الديمقراطية المعلبة” من خلال اعلان الرئيس الحالي عبد القادر علم الدين نواة لائحة تحت عنوان “قرار الميناء الحر” استطاع بضمه شريحة من المجتمع الميناوي الى لائحته ان يتحدى ما أسماه “المحاصرة والمحاصصة التي فرضها سلوك النواب والزعماء”. علم الدين قال ان فريقه يعرف احياء المدينة واسواقها ومحلاتها وان فريقه يعيش بين اهله في الميناء يفرح ويحزن معهم، وكأن بكلامه هذا اراد ان يقول ان اعضاء اللائحة التوافقية برئاسة السفير محمد عيسى لا يعرفون الميناء وليسوا أبناءها. فاعتبرت مصادر موثوقة ان كلمة علم الدين تضمنت ما تضمنت في ايحاء منه الى الغرباء وليسوا من الميناء وتحديدا يقصد الرئيس سعد الحريري. وفي الوقت نفسه يعتب علم الدين على من ناصره في سنوات توليه البلدية وتركه في اللحظات الاخيرة وحيدا دون مساندة او مساعدة حتى ولو من تحت الطاولة. أي الرئيس ميقاتي. حسب أوساط علم الدين علما ان لائحته تضم كوادر من تيار ميقاتي مما أوحى للميناويين ان اللائحة مدعومة من ميقاتي مداورة.
ويمكن القول حسب اوساط طرابلسية ان التوافق قد أنهى الانتخابات في طرابلس والميناء بعد أن رست على الاسمين وأعضاء المجلسين، بعد اختيار الممثلين لكل من الرئيسن كرامي وميقاتي وتيار المستقبل والصفدي.
دموع الاسمر