كتب جهاد نافع
“دخلنا طرابلس من بوابة الوزير محمد الصفدي”،كلمة ملفتة لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه واشارة تحمل في طياتها رسائل عدة في اكثر من اتجاه توقف عندها المتابعون للخفايا ولخلفيات مكا قاله الوزير السابق النائب فرنجيه وهو المعروف بانه لا يطلق الكلام على عواهنه بل يعرف كيف ينتقي كلماته ومتى يطلق الكلمات زمانا ومكانا..
اللقاء بين الوزير الصفدي والنائب سليمان فرنجيه وعلى مائدة غداء جاء في أوانه بعد الانتخابات النيابية وقبيل موعد الاستحقاق البلدي وبعد التطورات السياسية الايجابية على الساحة اللبنانية خاصة بما يتعلق بالعلاقات بين الرئيس الحريري ودمشق رغم ان الصفدي سبق الرئيس الحريري في زيارة دمشق بوصفه وزيرا للاقتصاد.
والوزير الصفدي حصد في الانتخابات النيابية التي مضت الرقم الاول وكان المبادر الاول للانفتاح على مكونات قوى 8 آذار لا بل ومنذ فترة وجيزة يتخذ مواقف متميزة عن قوى 14 آذار وصولا الى زيارته النائب فرنجيه في بنشعي والتي جاءت يوم امس تلبيته لدعوة الغداء ك “ردة رجل”، لكنها تحمل معان كثيرة.
ولم يغب عن بال فرنجيه زيارة الرئيس عمر كرامي باعتباره مرجعية وطنية لبنانية ورمز اساسي من رموز المعارضة السنية،وفي هذه الزيارة تأكيد على علاقة مستجدة مع الصفدي من منطلق الحضور الواسع للصفدي في مدينة طرابلس وربما في طياتها تقدير لمواقف الصفدي الجريئة والواضحة كما في خلفياتها اشارات الى امتعاض من مواقف الرئيس ميقاتي لا سيما اثر الرمادية في المواقف من المقاومة ومن جملة قضايا وطنية كان فيها الصفدي اكثر وضوحا وتحديدا ومنها الموقف من المقاومة.
ودائما حسب مصادر سياسية طرابلسية ، أن النائب فرنجية عمل بمقولة الرد على التحية بتحية اشد حرارة بينما الرئيس ميقاتي ورغم تأكيده في تصريحات على العلاقة والصادقة مع فرنجيه إلا أن الواقع والممارسات الميدانية وفي اكثر من مناسبة كانت توحي بشوائب في العلاقة بينهما لا بل توحي بعدم رضى فرنجيه على نهج ميقاتي الذي كان حليفا رئيسيا من حلفاء رموز المعارضة وبالتالي حليفا لسوريا لكن متغيرات ورمادية الرئيس ميقاتي خاصة بما يتعلق بسوريا وبحلفائها اجفلت قوى المعارضة.
اما العلاقة مع الرئيس كرامي فبقيت متينة رغم تمايز الرئيس كرامي واعلانه الانسحاب من قوى 8 آذار وسعيه نحو الاستقلالية في المواقف وصولا الى نشؤ علاقة ودية بين الرئيسين كرامي والحريري لا بل الود الابرز بين الرئيس الحريري ونجل كرامي فيصل مما يوحي بالانفتاح على علاقات اوسع واشمل في المستقبل.
اضافة الى ذلك فان هذه الزيارة اعتبرتها الاوساط الطرابلسية ايضا اشارة الى دعم فرنجيه بما لديه من دالة في طرابلس وقدرة تجييرية لخيارات الصفدي البلدية بخلفية دعم اتجاه الاعتدال والانفتاح الذي ينتهجه الصفدي.والكل يعلم ان لفرنجيه حضورا في الوسط المسيحي الطرابلسي كما في الوسط الاسلامي وبالتالي فان فرنجيه يدعم خيار التوافق بما لهذا الاستحقاق في طرابلس من مؤشرات سياسية عامة تتعلق بالمسار السياسي الجديد في البلاد.