كتب جهاد نافع
أمضى بطريرك انطاكية وسائرالشرق الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير يوماً ماراتونيا في عكار التي يزورها للمرة الثانية منذ توليه سدة البطريركية، بعد الزيارة الاولى التي قام بها الى عكار قبل اثنتي عشر عاما.
الزيارة التارخية شكلت محطة هامة في تثبيت الحضور الماروني في عكار، سيما وأنها زيارة تأتي اولاً لوضع حجر اساس لاول مطرانية مارونية تنشأ في عكار وخاصة في بلدة القبيات ذات الثقل الماروني السياسي وبالتالي محطة هامة في تفقد الرعايا الموارنة تنفيذا للوعد الذي أطلقه البطريرك في زيارته الاولى الى عكار، بحيث أن جولته على الرعايا الموارنة قد دخلت التاريخ من بابه الواسع، ليسجل صفير في السجل الذهبي لتاريخ الموارنة في عكار زيارته التي لم تحصل لبطريرك من قبل.
وأكد صفير في هذه الزيارة على أهمية العيش المسيحي الاسلامي الواحد في عكار والشمال نموذج الوحدة الوطنية وان هذا العيش الواحد هو جوهر رسالة لبنان وصيغته الحضارية المميزة داعيا المسيحيين لأن يستمروا شهودا للمحبة ورسل السلام أينما وجدوا.
وتميزت الزيارة التاريخية بالزيارة التي قام بها صفير لدارة نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس في بينو، حيث استقبله وأحاط به المدير العام لمؤسسة فارس العميد وليم مجلي ومدير اعمال عصام فارس في لبنان المهندس سجيع عطية وفي مقدمة الحضور مطران عكار وتوابعها المطران باسيليوس منصور والنواب: هادي حبيش ونضال طعمة وخالد زهرمان ورياض رحال ونواب سابقون: مخايل الضاهر وطلال المرعبي ووجيه البعريني وحشد كبير من كوادر مؤسسة فارس ورابطة خريجي فارس وحشود شعبية من بينو ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات من كافة مناطق عكار كلهم حضروا الى بينو التي لبست الزينة من بابها الى محرابها، ترحيبا بالبطريرك.
وهنا كانت لفتة للبطريرك في اشادة بانجازات عصام فارس على مختلف المستويات الوطنية والانمائية والانسانية والاجتماعية فدعا صفير الى تعزيز مبادرات التنمية والنهوض الاجتماعي بالمناطق الريفية مثلما يقوم به الرئيس عصام فارس عبر مؤسسته في هذا المجال الحيوي لعكار وسواها.
زيارة صفير بدأت من مطرانية طرابلس التي وصلها برفقة رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة الذي رافقه من بكركي الى طرابلس حيث كان في استقباله مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار والمدير العام لمؤسسة فارس العميد وليم مجلي ممثلا الرئيس عصام فارس، اضافة الى ممثل الرئيس عمر كرامي الوزير السابق سامي منقارة، وممثلين عن الوزير محمد الصفدي والرئيس نجيب ميقاتي، والنواب: احمد فتفت وسامر سعادة وقاسم عبد العزيز وروبير فاضل وبدر ونوس والنواب السابقين عبد المجيد الرافعي، مصباح الاحدب، نايلة معوض والمحافظ ناصيف قالوش، العميد علي خليفة ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، العقيد فؤاد الخوري ممثلا قائد الدرك انطوان شكور، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، الدكتور احمد عاصي ممثلا المجلس الاسلامي العلوي، وشخصيات أمنية وسياسية واجتماعية وجمعيات وفعاليات طرابلسية ووفود من مكتب تيار المستقبل.
.اضافة الى حضور رجال اعمال لبنانيين وفرنسيين
ولدى نزوله من السيارة قرعت الاجراس ونثر الارز والورود وسط زغاريد النسوة وفرح الجموع الذين اتوا من المناطق كافة، وكان في استقباله الوزير السابق سامي منقاره ممثلا الرئيس عمر كرامي، عمر حمزه ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار على راس وفد من العلماء، محافظ الشمال ناصيف قالوش، العميد وليم مجلي ممثلا نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس، حلو الحلو ممثلا الوزير محمد الصفدي، النواب:احمد فتفت، قاسم عبد العزيز، روبير فاضل، بدر ونوس وسامر سعادة، النواب السابقون: نائلة معوض، مصباح الاحدب، عبد المجيد الرافعي، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء المهندس رشيد جمالي، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، العميد علي خليفة ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، العقيد فؤاد الخوري ممثلا قائد الدرك انطوان شكور، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، الدكتور احمد عاصي ممثلا المجلس الاسلامي العلوي، نقيب الاطباء في الشمال الدكتور نسيم خرياطي، نقيب المهندسين في الشمال جوزف اسحاق، رئيس مجلس ادارة مرفأ طرابلس سابقا انطوان حبيب، وفد من تيار المستقبل برئاسة ناصر عدره، منسق التيار الوطني في طرابلس طوني موراني، وفود من مختلف التيارات السياسية وقادة امنيون وشخصيات سياسية، اجتماعية ورعوية.
وبعد استراحة قليلة، استقبل البطريرك صفير شخصيات سياسية ومؤمنين، ثم ألقى المطران بو جوده كلمة رحب فيها بالبطريرك صفير وبمستقبليه في دار المطرانية، وقال: “نحن ندرك جيدا يا صاحب الغبطة أن ما يسر قلبكم الأبوي ويثلج صدركم المتسع لكل الوطن وأبنائه وعائلاته الروحية هو أن تروا الجميع وبخاصة أبنائكم يتحلون بالإيمان بالله. وهذا ما يؤمن به أبناء الشمال بعامة وأبناء طرابلس الفيحاء عاصمة الشمال بخاصة، وهذا ما برهنوا عنه رغم الأحداث الأليمة التي عصفت بالبلاد قديما وحديثا، ذلك أن عائلات الشمال وبخاصة عائلات طرابلس عائلات مؤمنة بالله وبالوطن إعتادت على العيش الواحد المشترك وعلى العلاقات الأخوية، وأصبحت قدوة ومثالا لسائر المناطق اللبنانية في هذا المجال”.
ورد البطريرك صفير بكلمة شكر فيها مستقبليه لإستقبالهم الصادق “الذي يعكس وجه مدينة طرابلس، وجه الإنفتاح والتلاقي والعيش الواحد في ظل الإحترام المتبادل”، مؤكدا أن “اللبنانيين قادرون على تجاوز مختلف الصعوبات برص صفوفهم وتوحيد إرادتهم”.
بدوره، وصف المفتي الشعار البطريرك صفير برجل “الوفاق وصمام امان لبنان”، مشيرا الى ان “طرابلس قلب لبنان برجالها ونسائها تستقبل اليوم مدماك الوطن البطريرك صفير”، ولفت الى ان “لبنان هو رسالة العالم وينبغي على اللبنانيين ان يدركوا معنى ذلك، لانه بالتعاون والمحبة والالفة يستقيم الوطن”.
بعد ذلك انطلق البطريرك من طرابلس باتجاه عكار بموكب حاشد وصولا الى حلبا مركز المحافظة حيث زار دار الافتاء، يرافقه المدير العام لمؤسسة فارس العميد وليم مجلي ممثلا عصام فارس، مطران طرابلس جورج ابو جوده ووفد من المطارنة ورجال اعمال واعضاء من الرابطة المارونية.
وقد أقيم للبطريرك صفير في حلبا استقبال ديني وشعبي ورسمي حاشد تقدمه مفتي عكار الدكتور اسامة الرفاعي وعدد كبير من أئمة المساجد والخطباء ونواب المنطقة.
وألقى المفتي الرفاعي كلمة رحب فيها بالبطريرك صفير ووصفه بأنه رجل السلام ويسير على خطى رب السلام”، وقال: “ان لبنان لا ينهض الا بجناحيه المسلم والمسيحي على غرار ما قاله الرئيس سعد الحريري أمس.
ونوه بمواقف البطريرك “الوطنية الجامعة وخطواته الحكيمة في سبيل لبنان الواحد الموحد”، شاكرا له هذه الزيارة الرعوية، مؤكدا ان “عكار بمسلميها ومسيحييها ترحب به”.
ورد البطريرك صفير بكلمة شكر فيها للمفتي الرفاعي حفاوة الاستقبال، وقال: “نؤكد لكم عن المحبة التي عبرتم عنها في ما ذكرتم، والثقة بارادتكم الصلبة في متابعة العيش معا في هذه المنطقة على اختلاف الطوائف ليوحدكم الايمان بالله والولاء للبنان، وان جميع اللبنانيين مدعوون الى تجديد ثقتهم ببعضهم وبوطنهم وبمستقبل العيش الواحد فيه وبتوحيد الارادة الوطنية على ثوابت التضامن والحرية والسيادة والانماء المتوازن واحترام حقوق الانسان”.
وسأل الله ان “تظل عكار مثال الوحدة الوطنية والاحترام المتبادل في ظل العدالة والمساواة وان يحفظكم جميعا بالخير والسلام”.
ومن حلبا تابع صفير سيره باتجاه القبيات مرورا ببلدة التليل حيث توقف ليبارك الرعية فيها، ثم تابع باتجاه القبيات وصولا الى تلة مرتمورة حيث وضع حجر الاساس لاول مطرانية مارونية في عكار وكان في استقباله النواب هادي حبيش وخالد زهرمان والنائبين السابقين مخايل الضاهر ومحمد يحي ورئيس بلدية القبيات عبدو عبدو والمحامي جوزيف مخايل وحشد من الاهالي والفاعليات .
والقى المطران ابوجودة كلمة شرح فيها اهمية المشروع ومواصفاته كمركز للمطرانية ورد صفير بكلمة اعتبر فيها ان المطرانية ستكون مقرا صيفيا للمطران بعد ذلك اطلع على الشكل الهندسي للمقر وبارك البئر الذي أقيم خصيصا للمقر.
بعد ذلك اتجه صفير الى كنيسة سيدة الغسالة العجائبية في القبيات حيث ترأس القداس الالهي وعاونه المطران بو جوده والمطران سمعان عطالله، الاب جوزف البواري، الرئيس العام للرهبنة الكرملية الاب ريمون عبدو، خادم رعية سيدة الغسالة العجائبية في القبيات الخوري نبيل الزريبي، في حضور شخصيات سياسية، اجتماعية وحشد كبير من المؤمنين.
في بداية القداس القى المطران بو جوده كلمة قال فيها: “إن منطقة عكار، غنية بطبيعتها وغنية بسكانها. فيها يعيش المسيحيون والمسلمون مع بعضهم البعض منذ مئات السنين وتربطهم ببعضهم البعض علاقات الصداقة والمودة والمحبة، وقد تمازجت دماؤهم في مؤسسة الجيش دفاعا عن كيان البلاد ووحدتها. وإذا كانت قد مرت عليهم ظروف أوجدت الفرقة بينهم فلقد كان ذلك بفعل الأيدي الغريبة التي لا تريد الخير للبلاد، لكنهم جميعهم يريدون أن يجددوا هذه العلاقات ويرسخوها”.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك صفير عظة روحية بعنوان “وصية جديدة أعطيكم”، جاء فيها: “يطيب لنا ان نتأمل معا في ما جاء في انجيل اليوم من خواطر روحية مفيدة. وقد استهللنا كلامنا بكلمة من هذا الانجيل وهي:”وصية جديدة اعطيكم”. وتعرفون هذه الوصية هي محبة بعضكم بعضا. المحبة في الدين المسيحي هي الالف والياء. ولولا المحبة لما تجسد ابن الله وصار انسانا، وصلب من اجلنا ليجعلنا ابناء الله بالمعمودية المقدسة. ولولا المحبة لما كان الناس يعيشون مع بعضهم البعض في جو من التفاهم، والتآلف والتعاون. وكان الوثنيون يقول بعضهم لبعض في بدء العصر المسيحي: “انظروا كم يحب المسيحيون بعضهم بعضا. ليت هذا القول يصح اليوم في جميع المسيحيين في لبنان، وفي كل اصقاع العالم. وقد سمى السيد المسيح وصية المحبة بالوصية الجديدة، لانها سرعان ما يتناساها الناس، لذلك تبقى دائما جديدة. ولا يطلب منا السيد المسيح ان نحب بعضنا بعضا فقط، بل ان نقتدي به هو الذي يعطينا مثلا محبته ايانا، وهي قد كلفته بعد الهزء به والامتهان واكليل الشوك، الموت على الصليب. غير انه دفن لثلاثة ايام غير كاملة، ثم نهض من الموت منتصرا عليه وعلى الخطيئة”.
وتابع: “المحبة هي علامة المسيحيين التي تميزهم عن سائر الناس. لذلك قال السيد المسيح:”بهذا يعرف الناس انكم تلاميذي، اذا احببتم بعضكم بعضا” (يو 13 : 35). وهل هذا ما نراه اذا القينا نظرة على ما حولنا؟ وندرك اذ ذاك اننا لا نزال بعيدين عن المثال الذي اعطاناه السيد المسيح، وعن الوصية التي اراد ان نمارسها في علاقاتنا مع بعضنا. وانا نهنئكم بدار المطرانية التي ستلتقون فيها حول صاحب السيادة لتتباحثوا في شؤونكم الدينية والحياتية. وسيتم تدشين فرع شركة soft solution التي ستقيض لكم فرص عمل في بلدتكم هذه، وهذا امر له اهميته، بدلا من ان يذهب فتيانكم وفتياتكم الى اماكن بعيدة ليجدوا عملا يؤمن لهم حياة كريمة. وانا نشكر معكم ولدنا السيد نعمه طوق لتجسيده هذه الفكرة البناءة”.
من ثم القى رئيس بلدية القبيات عبدو مخول عبدو كلمة قال فيها :”سئلت أم لعشرة اولاد: اي ولد من اولادك تفكرين به اكثر من الاخر، فقالت: المريض حتى يشفى والغائب حتى يحضر. ولهذا نشكركم ونشكر من يفكّر معكم في إيجاد الدواء الشافي لمرض الباطلة المتفشي في اوساط ابنائنا، وفي حدّ هجرة الشباب خارج قراهم وخارج بلادهم”.
كانت كلمة لصاحب شركة (سوفت سوليشن) نعمة طوق شرح فيها أهداف مبادرة شركته إلى إفتتاح فرع جديد لها في القبيات لخلق فرص عمل لشباب المدينة والجوار، تحدّ من هجرتهم الداخليّة والخارجيّة وشكر للبطريرك صفير مباركته هذه المبادرة. من ثم انتقل الجميع إلى دير الآباء الكرمليين حيث تناولوا طعام الغداء.
في بينو
وزار البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير في اطار جولته في عكار بلدة بينو حيث أقيم له استقبال شاركت فيه أبرشية عكار للروم الأرثوذكس ونظمته مؤسسة فارس، في حضور المطران باسيليوس منصور ممثلا البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم وحشد من كهنة الرعايا ورؤساء بلديات وفاعليات.
ومن القبيات، سلك موكب البطريرك صفير الطريق التي أنشأها نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس، وبارك الموقع الذي يقيم فيه مبنى جامعيا لتديره جامعة البلمند، وتفقد المحمية الطبيعية التي أنشأها فارس ويرعاها في بينو، ثم توجه الجميع إلى منزل فارس وسط معالم الزينة وأقواس النصر والأعلام اللبنانية والبطريركية والبابوية والموسيقى الوطنية المرحبة.
وألقى مدير اعمال عصام فارس في لبنان المهندس سجيع عطية كلمة عصام فارس رحب فيها بالبطريرك صفير في منزل فارس، وقال: “انها الحقيقة التي جمعتكم وعصام فارس، حقيقة الولاء للبنان الواحد بكل فئاته وطوائفه، حقيقة التمسك بقيام دولة القانون والعدالة التي يشعر جميع ابنائها انهم في صميم قرارها، الدولة السيدة الحرة المستقلة، التي ترعى مواطنيها بقيم المساواة بعيدا من كل هيمنة او استئثار او تهميش، الدولة التي تنمي مناطقها المحرومة، وتحصن سلمها الأهلي بالتنمية الانسانية الشاملة على قاعدة ان الانماء هو الوجه الآخر للسلام، الدولة التي تسقط من معادلتها منطق الاعداد والكميات والاحجام، الى منطق المشاركة والدور والحضور لاغناء بنائها بتنوع فئاتها”. ثم ألقى المطران منصور كلمة البطريرك هزيم، وجاء فيها: “يشرفني ان انقل تحيات وأدعية اخيكم غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع بطريرك انطاكية وسائر المشرق وتمنياته لكم بجولة موفقة في ربوع عكار الخضراء التي حباها الله ان تكون من اجمل المناطق الطبيعية في العالم . ويسعدني ان اخاطبكم في هذه الدار الكريمة العزيزة، مركز العزة والقدوة العكارية واللبنانية، لانها دار جميع العكاريين من مسيحيين ومسلمين وهي تجسيد وحدة المحبة بينهم. فممنوع على التفرقة والطائفية ان ترنو بالنظر الى ابوابها وممنوع على غير رياح المحبة والاتضاع وعمل الخير تخطي عتباتها. لقد الف دولته بشخصه قلوب العكاريين على القواعد الوطنية والانسانية وكلما ذكرنا هذه القيم تبتهج قلوبنا. وبالمحبة الصادقة والتضحية اللامتناهية صار دولته علم افتخارنا، وكل خير يفتخر اذا جرى ما بين ذهنه وقلبه ويديه وصار منتميا الى مواد مدرسته العصامية، فبجهده وعطاءاته حافظ على لحمة عكار الوطنية، ويحافظ على ذلك ويحرسه بشخصه وسهره كما يحرس الجفن العين.
وتابع: “بدعمكم ودعم دولة الرئيس عصام فارس لن نسمح بتهميش عكار التي اعطت بوفاء وتعطي دائما بكل رضى وليس عن اضطرار. وهنا نسألكم ان تعملوا على تنفيذ المراسيم التي اعلنت بواسطتها عكار محافظة.
بعد ذلك، قدم رئيس بلدية بينو العميد جرجي وهبه مفتاح البلدة للبطريرك صفير، وقدم له المطران منصور أيقونة أرثوذكسية. من ثم، كانت كلمة البطريرك صفير الذي قال: “لقد اتاحت لنا الجولة التي قمنا بها من القبيات الى منزل دولة الرئيس عصام فارس هنا في بينو الاطلاع، ولو سريعا، على بعض ما تقوم به مؤسسة فارس في هذه المنطقة، في المجالات العمرانية والتعليمية والبيئية. فقد اطلعنا على نموذج من طرقات تربط قرى وبلدات المنطقة مقيمة جسور التواصل والانفتاح والتلاقي. واطلعنا على الموقع الذي تقيم فيه المؤسسة صرحا جامعيا هو الاول في منطقة عكار يحمل اسم معهد عصام فارس الجامعي، وتديره جامعة البلمند، متيحة لابناء المنطقة فرص التحصيل الجامعي من غير أن يهجروها. كما اطلعنا على المحمية الطبيعية التي أنشأها دولة الرئيس عصام فارس ويرعاها حرصا منه على أهم مقومات الطبيعة اللبنانية الفريدة”.
اضاف: “ان جسور التواصل والصروح العلمية والثقافية والبيئة الجميلة المميزة تشكل مجتمعة ثروة لبنان وجوهر رسالته. وما تقوم به مؤسسة فارس يندرج في سياق وفاء مؤسسها الرئيس فارس وأمانته لثروة لبنان ولرسالته. ان عنايته بالفقراء، وتشييده القصور البلدية، واقامة قاعات الانشطة الثقافية والفكرية، ودعم الابحاث العلمية، وبناء اجنحة مستشفيات ودور راحة ومآوى عجزة الى ما سوى ذلك، كلها تجسد ايمان عصام فارس بالله، وايمانه بأن “مجد الله هو الانسان الحي” كما يقول القديس ايريناوس، وبها بات عصام فارس ظاهرة عصره في المحافل الدولية. لقد بات اسمه داخل لبنان وخارجه مرادفا لقيم الخير والمحبة والعطاء. فهنيئا للبنان بعصام فارس يعطي وطنه ولا يريد من وطنه ان يعطيه سوى الأمانة والوفاء، فعسى ألا تغيب نعمة الوفاء عن نفوس القيمين على لبنان، وعن نفوس ابنائه عموما.
وتم قطع قالب حلوى تكريماً للبطريرك صفير بمبادرة من السيدة هلا فارس وكان هناك اتصال بين البطريرك صفير وعصام فارس سجل فيه فارس تقديره لمباركة البطريرك منزله في بينو، ونوه البطريرك بما يقوم به فارس من مشاريع انمائية، شاكراً له وللسيدة عقيلته على الحفاوة التي خصّوه بها.
ومن بلدة بينو، سلك موكب البطريرك صفير في طريق عودته في اتجاه بلدة بيت ملات حيث اعد له استقبال حاشد ونحرت له الخراف امام قاعة الكنيسة في البلدة، وألقى رئيس البلدية شارل شاهين كلمة ترحيبية، ومنها في اتجاه بلدة بقرزلا حيث تجمع العديد من الاهالي لاستقباله. وشكر البطريرك صفير لأبناء المنطقة الاستقبال الحاشد، ودعاهم الى متابعة رسالة الاباء والاجداد في العيش بسلام ومحبة والرسوخ في منطقتهم.
——————————————————————
لقطات
لوحظ أن الحشد الشعبي الكبير والذي فاق الآلاف عدا عن حضور فاعل لنواب حاليين وسابقين ومن قوى 8 و14 آذار وفاعليات ورؤساء بلديات في بلدة بينو حيث نظمت مؤسسة فارس الاحتفال المميز بلعبة السيف والترس والفلكلور العكاري والكشافة .
لوحظ ان شوارع عكار كلها تحولت الى غابات من اللافتات المرحبة والمشيدة بصفير وابرز اللافتات كانت لتيار المستقبل .
انتشرت عناصر كثيفة لكافة القوى الامنية منةجيش وقوى امن داخلي حيث نفذوا طوقا امنيا ناجحا لموكب صفير.
باستثناء بلدة بينو التي شهدت استقبالا حاشدا لصفير قل مثيله فيما غابت المشاركة الشعبية الحاشدة في بقية البلدات وخاصة في القبيات وعندقت عكس الزيارة الاولى لصفير الى عكار قبل 12 عاما والتي تميزت حينها بمشاركة شعبية حاشدة.
نثرت الورود بكثافة في كل جولات صفير عدا عن الزغاريد .
استقبل صفير بحفاوة بالغة في دار الفتوى في عكار حيث أحاط بالمفتي الرفاعي حشد من ائمة المساجد والعلماء المسلمين .
لوحظ غياب التيار الوطني الحر في عكار عن استقبالات صفير بينما شاركت القوات اللبنانية في الاستقبال في القبيات وعندقت.
كما لوحظ ان القوات اللبنانية رفعت لافتات الترحيب بينما لم ترفع لافتة واحدة للتيار الوطني الحر.
أصر صفير على التوجه سيرا على الاقدام من ساحة بينو حيث قوس النصر والاستقبال الشعبي صعودا الى دارة الرئيس عصام فارس .
اعلن المطران ابو جودة خلال وضع حجر الاساس ان اليوم الاحد هو يوم ميلاد البطريرك صفير الواحد والتسعين.