في العاشر من أيار يُحْرَدُ قلمي، فلا يسلس لجامه ولا تنفع فيه حتى الملاطفة، بل هو يكبو طالما المسار هو خارج حرم المبايعة للخير وأهله، للعز وحابكيه، لكرامة غير معفرة الجبين، لقلب مدمن للحب ويد عاشقةٍ للعطاء.
في العاشر من أيار، أنا لا أعتب على قلمي، بل ازداد التصاقاً به، فهو عارفٌ بخبايا القلب ومجاري العروق. وهو يعرف أن هذا التاريخ لا يتجانس الا مع صهيل المحبة الخالصة ولا يصلح الا عنواناً لساحات التضحية والعزة والكبر.
في العاشر من أيار أنا أقدر وفاء قلمي، فأطلقه مسروجاً بمحبتي وتقديري واحترامي، على صفحاتي التي ما نكسّت يوماً جبينها الا للكرامة، ولا حضنت الا الكبار الكبار.
أطلقه مروياً بحبرٍ لا يعرف الزغل، ليصول في ساحات الخير، مقدراً فرسانها، مشيداً بتضحياتهم وعطاءاتهم، موفيا لهم حقهم ولها.
في العاشر من أيار أنا أقيمُ بقلمي لأنه يصير لساني ويعلن، جهارة ما في القلب، ويصير صداياي فيصدح بمشاعري.
وكيف لا يفعل؟ وفي العاشر من أيار يصيح الديك ألف ألف مرة. والشمس تشرق عزيزة حرة، والتاريخ يصير مبرة تلو مبرة. واسم عصام فارس فيه يلمع في دنيا الخير درة ولا كل درة.
في العاشر من أيار مبارك لعكار وللبنان عيد مولده فهو صار لتاريخ الخير غرّة.