أقام اتحاد الشباب الوطني إحدى مؤسسات المؤتمر الشعبي اللبناني في عكار احتفالاً ختامياً لدورة القدس في الخطابة والرسم وهي الدورة الثالثة عشرة وكان الإحتفال في قاعة بلدية حلبا وقد اشترك في المسابقة الخطابية 248 طالباً واشترك في مسابقة الرسم 34 طالباً من مدارس وثانويات رسمية وخاصة في عكار. غصّت القاعة مع محيطها بالحضور الذي تقدمه فعاليات تربوية تمثلت في حشد من مدراء المدارس والثانويات ومن الإداريين والأساتذة كما حضر المشايخ: علي السحمراني وعبد الرزاق محمد الزعبي ومحمد كنعان، والآباء: نايف اسطفان وفؤاد مخول ونكتاريوس مخول، ورئيس بلدية حلبا السيد سعيد الحلبي ومختار حلبا سالم الزيبق وعدد من رؤوساء وأعضاء المجالس البلدية والاختيارية، وقد حكّمت المسابقة الخطابية لجنة من الأب المؤرخ نايف اسطفان والدكتور محمود حمد سليمان والأستاذ خالد حسين والأستاذ راجي الأسمر والدكتور مصطفى عبد الفتاح والأستاذ الدكتور أسعد السحمراني.
أما مسابقة الرسم ترأست لجنة الحكم فيها الفنانة التشكيلية الأستاذة خيرات الزين.
بعد النشيد الوطني اللبناني الذي قدّمه فوج كشاف الشباب الوطني في عكار رحّب عريف الإحتفال الأستاذ ياسر اليوسف بالحضور، وقدّم الدكتور مصطفى عبد الفتاح الذي ألقى كلمة لجنة التحكيم ومما جاء في كلمته:
“إن هذه المسابقة تخاطب الأجيال الطالعة وتعبّر عن المستقبل القادم للوطن والأمة وتمثّل التزاماً قوياً وجلياً بأهم مقومات الفكر القومي ألا وهي اللغة العربية لأن اللغة هي الهوية وهي الرابط والجامع الأصلي والفعلي للأمة، وهذه المسابقة تعبّر عن جهدٍ دؤوب واصله اتحاد الشباب الوطني مدة 13 عاماً فالشكر لهم على هذا النجاح وهذه المسابقة تمثّل انفتاحاً على الآخر غير مسبوق من الأطراف السياسية، لأنها لم تشترط شيئاً تفرضه على المشاركين وإنما انصب هدفها على الأداء والإبداع وكذلك الأمر في لجنة الحكم في تنوعها. فمن اهتمامات المسابقة اكتشاف المبدعين ودعم اللغة العربية حيال الهجمة الشرسة عليها لذلك استحق اتحاد الشباب الوطني أن يكون قدوة وأدعوا كل القوى الشبابية على امتداد أمتنا العربية أن تحذو حذوه.”
ثم كانت كلمة اتحاد الشباب الوطني التي ألقاها المحامي خليل السحمراني الذي رحّب بالحضور وشكر المدارس والثانويات المشاركة في المسابقة وشكر لجنة التحكيم والحضور على تجاوبهم وخصّ بالشكر رئيس بلدية حلبا سعيد الحلبي الذي قدّم ما يسهم في نجاح المسابقة هذا العام، ومما قال: “إذا كان وطننا الحبيب لبنان قد عاش خلال الحقبة المنصرمة جنون الطائفية والمذهبية حيث تمترس أمراء الطوائف والمذاهب أصحاب المشاريع الملتبسة كل خلف متراس عصبيته، فإن الشباب اللبناني كان له الحصة الرئيسة من هذا التعصب، فانعكس على واقعهم المتردي أصلاً، وبدل قيام هؤلاء بتأمين مستقبل لهم تحولت الجامعات والمدارس الى ساحة نزاعات عبثية شعارها التعصب للمذهب أو الطائفة وكادت تفتك بالوطن وبمستقبل الشباب، ومع انكفاء هذه المتاجرة الطائفية البغيضة كانت الصفقة بين أهل السلطة على حساب الوطن والمواطن وتحديداً الشباب اللبناني فلا اقتراع لمن بلغ سن الثامنة عشر ولا تعليم مجاني ولا تأمين صحي ولا مصانع لتأمين فرص العمل وفوق كل ذلك كان تفشي آفة المخدرات بين الطلاب التي باتت تهدد كل اسرة، من هنا فإننا نؤكد على مطلبنا الذي حملناه لسنين طويلة وهو ما ورد في اتفاق الطائف لجهة مجانية التعليم وتعزيز التعليم الرسمي والجامعة الوطنية من خلال تأمين مقعد فيها لكل طالب والمطلب الاكثر الحاحاً حسم أمر كتاب التاريخ لأنه لا يجوز أن يبقى طلابنا في حالة الضياع هذه،وفي هذا السياق نطالب بإنصاف عكار المنطقة الاكثر كثافة سكانياً لجهة فتح فروع لكافة كليات الجامعة اللبنانية والعمل لتأمين المبنى اللائق والاستقرار لشعبة كلية العلوم التي افتتحت على عجل هذا العام.
أما إذا انتقلنا الى الواقع التربوي الرسمي فإننا نجد أن المشاكل المزمنة لا تجد لها حلولاً على مر الحكومات المتعاقبة، فهناك مدارس رسمية حتى تاريخه دون مختبرات علمية ودون مكتبات ودون مكننة وإذا كانت متوفرة في بعضها فإنها ليست بالمستوى المناسب، والمدرس المتعاقد لا يعرف مصيره امتحانات معلّبة ولا أفق يلوح فيه أمل، وطالما أن التعاقد مستمر فأوضاع المدارس غير مستقرة ومتروكة للتدخلات السياسية التي تراعي المصالح الخاصة على حساب المصلحة التربوية العامة، من هنا كان مطلبنا في الاتحاد بإجراء دورات تأهيل للاساتذة المتعاقدين يتم في نهايتها تثبيتهم في المِلاك وعدم تركهم عرضة لمزاج السياسات الحكومية.”
ثم كانت كلمات باسم الطلاب المتفوقين والذين تناوبوا على المنبر هم الطلاب: أسامة النصبة من مدرسة الصفاء الخاصة، وميشال مخول من المدرسة الوطنية الأرثوذكسية، بلال الأسمر من مدارس الجمعية الحميدية الإسلامية، وغزالة برهان من المدرسة الوطنية الأهلية، وحمزة الأحمد من ثانوية الهيشة الرسمية، وزينب حمادة من تكميلية البرج الرسمية، وضحى خالد علي من ثانوية العيون الرسمية، وميراي هضام من المدرسة الحديثة، وزينب كبيدات من المدرسة الوطنية الأهلية، وجوانا محرز من ثانوية حرار الرسمية.، وقد قدم الطلاب المشاركين حسب فئاتهم كل من: محمد طعان الأسعد، وزينة طاهر، ومنى سعيد، ومنال السحمراني.
ثمّ كان بعدها توزيع الجوائز والشهادات على كل المشتركين.