أزاح وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسن منيمنة، الستار عن “نصب التواصل” في الساحة المقابلة لمقر كلية العلوم – الفرع الثالث في منطقة القبة في طرابلس بدعوة من جمعية” بوزار” التي أطلقت فكرة النصب الذي صممه ونفذه الفنان التشكيلي عدنان خوجة.
وأقيم في المناسبة إحتفال حضره ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور عبد الإله ميقاتي، ممثل الوزير الصفدي الدكتور مصطفى الحلوة، ممثل النائب احمد فتفت المحامية زينة فتفت، ممثل الوزيرة السابقة معوض شيبان سليم الخوري، النائب السابق الدكتور عبد المجيد الرافعي، رئيس بلدية طرابلس رشيد جمالي، ممثل رئيس الجامعة اللبنانية عميد معهد الفنون الدكتور هاشم الأيوبي، ممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي الرائد جان رزق، قائد منطقة الشمال العسكرية العميد عبد الحميد درويش، نقيب المهندسين جوزيف إسحق، رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة الدكتور حميد حكم، حشد من مدراء الفروع الجامعية والاساتذة والطلاب. وشاركت في الإحتفال فرقة موسيقى الجيش وكشافة المستقبل.
بداية النشيد الوطني وكلمة ترحيبية من عريفة الإحتفال المحامية دوللي فرح . ثم ألقى مدير كلية العلوم الدكتور أحمد الرافعي كلمة وقال: “ربما لم تكن صدفة أن يتفق أهل المنطقة والجوار عام 1977 على إختيار هذا الشارع تحديدا، الذي شهد معارك كر وفر إبان الحرب الأهلية ليحتضن أربع كليات للجامعة اللبنانية. لقد إنتهت الحرب الأهلية في لبنان وكي نكرس عدم عودتها لا بد من تعميم ثقافة التواصل والحوار. فللجامعة الوطنية دور ريادي كما لمؤسسات المجتع المدني دور كبير عليها أن تمارسه”.
وألقى منفذ النصب الفنان الدكتور عدنان خوجة كلمة قال فيها:” كان لا بد للتاريخ أن يكمل دورته لتستعيد قبة النصر ألقها بعد عسف الزمان، وكان لا بد لنا أن نلتقي اليوم في المكان الذي نصب فيه السلطان قلاوون إيوانه إيذانا ببدء مسيرة تحرير طرابلس، ومن هذه المنطلقات جاءت مقاربتي الفنية لمشروع النصب الذي يحمل عنوان التواصل الإجتماعي والثقافي إستكمالا لجهود جمعية بوزار التي حولت خطوط التماس إلى متحف حي وأطلقت في المدينة ظاهرة جديدة عبر فن الجداريات لتصبح قدوة ومعلما، وقد إستلهمت شعار الجامعة روحا وخطوطا حيث تتلاقى الأيدي مندفعة نحو الأعلى لحمل الرسالة فجاءت الكتلة المعدنية متسامية نحو السماء لتقارب ما بين حداثة الشكل وحداثة المضمون على شيء من الصلابة وقوة التكوين”.
كما ألقى رئيس جمعية “بوزار” الدكتور طلال الخوجة كلمة تحدث فيها عن مسار الجمعية ونشاطاتها والظروف والأوضاع التي مرت بها طرابلس وعن الهدف من وراء إقامة هذا النصب الذي تأمل الجمعية في أن يساهم بإنماء هذه المنطقة وإعادة البريق إليها. وقال:” نصب التواصل سيساهم في تغيير مدخل طرابلس الشرقي ويضخ مزيدا من الروح في شريان الشارع عله بذلك يساهم بربط المدينة بأقضية الشمال ويعزز دورها ويحيي فكرة إعادة الإعمار وتنمية المناطق المنكوبة”.
والقى رئيس بلدية طرابلس رشيد جمالي كلمة قال فيها:” حدث اليوم مناسبة هامة ومحطة أساسية في مسيرة المدينة نحو التطور والحداثة والنصب الذي نزيح الستار عنه هو إضافة نوعية إلى جهود البلدية ومجتمع المدينة من أجل السير بفيحائنا خطوة جديدة على درب نهوض طال إنتظاره، فطرابلس كانت وما برحت من صعوبات إقتصادية وإجتماعية كبيرة، لا بل مأساوية، أفضت إلى عقود من التهميش الإنمائي فيأتي حدث اليوم ليبعث برسالة إيجابية إلى مجتمع المدينة مفادها إن مسيرة النهوض ما زالت تخطو بثبات نحو المستقبل المشرق”.
ونوه العميد الأيوبي في كلمته بأهمية النصب وما يحمله من مضامين. وقال: “ليس غريبا أن يكون هذا النصب يحمل عنوان التواصل الثقافي والإجتماعي لأن هذا التواصل يقع في صلب رسالة الجامعة اللبنانية، إنه تواصل بين التراث والحاضر وإستشراق المستقبل، تواصل بين أنواع الثقافات والأطياف الإجتماعية ثم أنه تواصل بين العلم والفن وهو تواصل بين الجامعة والمدينة في مشهد طرابلسي يمكن أن يكون مثالا لكل مدن لبنان ومناطقه حيث تتكامل الجامعة مع مؤسسات المجتمع المدني وفي طليعتها البلديات، وكلنا أمل أن نرى في هذا المجتمع تحقيقا لطموحات أجيالنا”.
ثم ألقى وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسن منيمنة كلمة قال فيها: “يسعدني أن أكون معكم في هذا الحدث ذي الطابع الرمزي الذي تكثفت في داخله الدلالات وفاضت منه معاني الإنسان الذي لا يقف طموحه العلمي والمعرفي عند حد ولخص فيه قصة مدينة، مدينة طرابلس، التي أبت إلا أن تكون المعرفة شعلة طريقها والتنوع الثقافي سمتها واللحمة الوطنية مرتكزها والتعبير الجمالي مظهر تجليها الخلاق. هذه المناسبة هي لحظة تقاطع بين صور نشاط إنساني متعددة السبل متنوعة الأشكال متضاربة المقاصد، إلا أنها تآلفت وتناغمت في مخيلة فنان فألهمته تحويل الصخر إلى حروف للمعنى وأوحت إليه دمج القطع الصماء بعضها ببعض كما تتركب الكلمات في قصائد العاشقين، لتخرج قطعة فنية ناطقة تخاطبك كلما وقع نظرك عليها وتبث إليك في كل فعل إتصال معها، معنى جديدا ومغزى آخر”.
أضاف:” يقولون ان الفن هو التعبير الأسمى للروح، أقول انه أكثر من ذلك، أنه المدخل لإستعادة السحر إلى العالم وإستحضار الدهشة فيه، إنه مشهد العناق بين وجوه الإنسان المتعددة، بعدما فصلت الحداثة المعولمة بين مكونات الوجود الإنساني وأحالته شظايا متطايرة فقد معها الإنسان وحدة كينونته وقدرته على توجيه مساره”.
وقال: “نلتقي هنا في مشهد تلاق نادر بين المؤسسة العلمية الممثلة بالجامعة اللبنانية التي لا تقصد العلم لذاته بل لغرض إخصاب الحياة الإنسانية وبين فاعليات المجتمع الوافرة في ثقافاتها والغنية في تنوعها، التي ترى أن سبيل النهوض بالمجتمع والخروج من نفق التعصب ومن صخب الجدل الأقرب إلى الثرثرة هو التفكير العلمي وبناء المواقف على الحقائق لا الأوهام وحسن إدارة الطاقات وتوجيهها لتولد إرادات منتجة ومبدعة”.
وتابع:” نقف معا لنؤكد أن الوطن لا يقوم على تجاور الثقافات كما تتجاور الجزر المعزولة، ولا يقوم على رسم الحدود الفاصلة بين الإنتماءات الخاصة كما ترسم الحدود بين الدول المتحاربة، بل يقوم الوطن على التداخل والتمازج والتواصل والتعارف بين مكونات المجتمع الكثيرة، ويقوم على المتّحدات الجامعة التي تنير بصيرتنا وتطلق بصائرنا إلى ما وراء الشمس الآفلة”.
وختم بالقول: “لا أملك سوى التعبير عن إعتزازي بهذا العمل القيم وتقديري لأعمال وجهود الذين بادروا ونظموا ونفذوا هذا المشروع حيث إستحالت التجربة شهادة مجسّمة لطرابلس بأنها مدينة العلم المشع والأكف المقتدرة”.
ثم قام الوزير منيمنة بمشاركة الحضور بإزاحة الستارة عن نصب التواصل الإجتماعي والثقافي.
الوسوماحمد الرافعي احمد فتفت جان رزق جمعية بوزار حسن منيمنة حميد حكم دوللي فرح رشيد جمالي زينة فتفت شيبان سليم الخوري عبد الاله ميقاتي عبد الحميد درويش عبد المجيد الرافعي عدنان خوجة مصطفى الحلوة هاشم الايوبي
شاهد أيضاً
شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا
دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …