اطلقت جمعية العزم والسعادة الاجتماعية المنتدى البيئي في منتدياتها كخطوة رائدة من اجل مواكبة ما يجري في لبنان والعالم وتداعيات تغير المناخ والاحتباس الحراري وما ينتج عنه من اخطار بيئية تهدد بلدنا كسائر بلدان العالم.
وبالمناسبة اقيم احتفال في قاعة المؤتمرات في الرابطة الثقافية في طرابلس حضره حشد من الفعاليات الاجتماعية والمحلية ومشاركين.
بعد النشيد الوطني اللبناني تحدث مسؤول المنتدى البيئي في جمعية العزم والسعادة المهندس وليد زريق وتحت عنوان الخطوات الخضراء لجميعة العزم والسعادة وقال ,الحديث عن الموضوع البيئي لا ينتهي و لا تسعه آلاف الكلمات لتصف مدى حجم الكارثة التي تحيط بنا، لقد أصبحت آثار التلوث البيئي معروفة للجميع، وهي متمثلة في ظاهرة الأحتباس الحراري و التغير المناخي أي أرتفاع مستوى البحار وأرتفاع درجات الحرارة، و تلوث المياه..
واضاف: المحزن أن الكثير من العلماء باتوا يعتقدون أن الوقت أصبح متأخرا“ جدا“ لأصلاح ما أفسدته أيدي البشرية. اذ أن معالم التدهور البيئي ستتسارع من الآن فصاعدا“ بشكل مقلق للغاية. و كل هذا سببه الأفراط في أستهلاك مصادر الأرض وان الدراسات الحديثة تشير الى أنه ما لم يحصل تحول ثقافي مقصود يغلب الأستدامة على النزعة الأستهلاكية, فلن تكفي التعهدات الحكومية (بضخامتها) و لا التقدم التكنولوجي لأنقاذ البشرية من المخاطر البيئية والمناخية الداهمة و هذا يعتبر بمثابة النداء الأخير .
وراى انه من المتوقع أن يؤدي التجاهل، أي ابقاء الأمور على منوالها الى ارتفاع الحرارة 4.5 درجات مئوية مع حلول عام 2100 و حتى لو التزمت جميع البلدان اقتراحاتها الأكثر طموحا“ لتخفيض الأنبعاثات، فان الحرارة سوف ترتفع مع ذلك بمقدار 3.5 درجات مئوية.
ولفت الى انه فيما يكافح العالم للنهوض من أخطر الأزمات الأقتصادية العالمية, ظهرت مؤشرات سقوط الثقافات الأستهلاكية، اذ أن الغريزة البشرية للبقاء يجب أن تتغلب على نزعة الأستهلاك بأي ثمن.من أبرز الوقائع أن أغنى 500 مليون شخص في العالم ( أي نحو 7% من سكان العالم فقط ) مسؤولون عن 50% من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون فيما أفقر 3 بلايين شخص مسؤولون عن 6% فقط.
كما تحدث المهندس زريق عن المهام التي سيتبناها المنتدى البيئي في جمعية العزم و السعادة على المستوى الوطني و المحلي وهي برامج التوعية في المدارس، اصدار مجلة بيئية بمشاركة كل المدارس، معالجة مشكلة أكياس النايلون وتشجيع أستعمال أكياس الورق، معالجة مشكلة مكبات النفايات في الشوارع ، حملة تشجير طموحة لرفع نسبة المساحة الخضراء في لبنان من 13% حاليا“ الى 30% خلال 7 سنوات أي بزرع 100 مليون شجرة، و ذلك طبعا“ بالتعاون مع جمعيات بيئية أخرى، و بدعم من المنظمات العالمية ، تشجير الأسطح في قرية نموذجية، فكرة السيارة الكهربائة ( سيارات أجرة نموذجية في طرابلس)، تشجيع أستعمال الطاقات البديلة، و العمل على أنشاء الشارع النموذجي والمبنى النموذجي (اذ بأمكاننا أختيار مبنى رسمي، مثل المبنى البلدي و جعله يعمل بالكامل على الطاقة البديلة)
وختم كلامه بالقول اذا“ آن الأوان لتجنيد كل الطاقات و الخبرات من أجل جعل مدينة طرابلس في واجهة المدن اللبنانية التي تولي البيئة قسطا“ خاصا“ من الأهتمام، و من اليوم الأنتساب مفتوح للجميع من أجل أطلاق الشرارة الأولى من العمل البيئي.
من جهته الناشط البيئي سمير سكاف تناول الواقع البيئي العام في العالم واثر ذلك على وطننا ثم عرض لاهم المشاكل التي يواجهها لبنان جراء الاحتباس الحراري والتطور العمراني وراى ان لبنان يعتبر من البلدان التي سيكون لتغير المناخ اثر كبير على اراضيه وان هناك اخطار بيئية تواجهنا يجب على المسؤولين في السلطات المعنية الاهتمام بها وعدم الاستهتار بما يمكن ان يحدث لان ذلك يهدد وجودنا.
ورأى سكاف ايضا ان ابرز ما تتعرض له مدننا وقرانا في لبنان هو الهجمة الباطونية التي تجتاح المساحات الخضراء وتقضي على الخضار مشيرا الى وجود اماكن في لبنان جرداء في السلسلة الشرقية ويمكن ان تستغل من اجل بناء الابنية بطريقة مدروسة تخفف خطر الاجتياح الباطوني.
كما شدد على ضرورة الاهتمام بغرس الاشجار كعامل اساسي لمواجهة المشاكل البيئية وان كنا لا نستطيع ان نغير الكثير ولكن الخطوات الوقائية قد تنجينا من اخطار عديدة.