شدد وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي على ضرورة “منع أي تسلل إسرائيلي إلى مجتمعاتنا وبلداتنا من أي نوع كان، سواء في الأفكار أو في البضائع” وأكد على ضرورة “تعزيز ثقافة المقاومة السلمية بقدر الحفاظ على الحق في المقاومة العسكرية.”
كلام الصفدي جاء في خلال افتتاحه المؤتمر الرابع والثمانين لضباط اتصال المكاتب الإقليمية لمقاطعة إسرائيل الذي يستمر حتى 29 نيسان الجاري في فندق الريفييرا – بيروت.
ودعا الوزير الصفدي “إلى إعادة إحياء العمل العربي المشترك في مواجهة قرار إسرائيلي واضح برفض السلام العادل والشامل والدائم وبمواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني واستمرار احتلال الأرض في جنوب لبنان والجولان السوري”. واعتبر الصفدي أن “إسرائيل لا تريد السلام، فمن يريد السلام لا يتعرض للأماكن المقدسة للمسيحيين والمسلمين على أرض فلسطين ولا يهدد بضرب الدول العربية وتدمير قدراتها الاقتصادية.” وأضاف: “نحن في لبنان ندرك المخاطر الإسرائيلية وجدية التهديدات، إلا أننا لن نخضع للتهويل بحرب جديدة ضدنا”. وقال:”نحن لا نريد الحرب لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي محاولة للاعتداء على أرضنا وشعبنا وضرب مقومات اقتصادنا.”
ولفت الصفدي إلى أن ” إسرائيل تتسلل إلى اقتصادنا عبر التزوير والتحايل وهي تسرب البضائع إلى أسواقنا العربية بأحجام باتت لسوء الحظ تفوق حجم التبادل التجاري بين بعض الدول العربية ذاتها” داعياً جميع الدول العربية الملتزمة بالمقاطعة إلى التشدد في تطبيق القرارات والتشريعات وتنفيذها وتطويرها”. وجدد الصفدي موقف لبنان المتمسك بتفعيل المقاطعة العربية ضد إسرائيل كمطلب لمحاصرتها اقتصاديا وإجبارها على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية”. وختم قائلاً: “لقد حان الوقت لنضع البرامج والسياسات المتطورة لحماية اقتصادنا وتراثنا وفضائنا ومياهنا، وأرضنا في إطار رؤية عربية متكاملة وشاملة”.
من جهته، شكر الأمين العام المساعد لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح الجمهورية اللبنانية لاستضافتها أعمال مؤتمر المكاتب الإقليمية لمقاطعة إسرائيل التي تلعب “دوراً فعالاً وهاماً في التصدي للعنصرية والعدوان الاسرائلي والتغلغل الصهيوني في الوطن العربي” . و ذكر قال إن “سلاح المقاطعة هو سلاح شرعي، تم استخدامه بنجاح من قبل. فالمهاتما غاندي نجح في قيادة شعبه إلى نيل الاستقلال من خلال سلاح المقاطعة، كما نجح هذا التوجه في جنوب أفريقيا في إسقاط النظام العنصري.” ثم ألقى ممثل منظمة المؤتمر الإسلامي السفير سالم العجيلي الهوني كلمة اعتبر فيها أن “محاولات إسرائيل فرض الأمر الواقع لإثبات وجودها يجعل من انعقاد مؤتمرات المقاطعة ضد إسرائيل والمطالبة بتفعيل وسائلها وأدواتها الرسمية والشعبية والإعلامية الرد العملي لمواجهة المشروع الصهيوني”. و تكلم ايضا المفوض العام للمكتب الرئيسي لمقاطعة إسرائيل محمد الطيب بو صلاعة داعياً الدول العربية إلى “التمسك بقوة في تطبيق أحكام المقاطعة على كافة الشركات التي تدعم الاقتصاد الإسرائيلي والمجهود الحربي الاسرائيلي “.
الجدير بالذكر أن المؤتمر يستمر ثلاثة ايام، يتم الإعلان عن التوصيات الناتجة عنه في الجلسة الختامية يوم الخميس المقبل.