في إطار فعاليات الأسبوع الوطني للمطالعة 2010 “بلد يقرأ… بلد يعيش” وبالتعاون مع وزارة الثقافة، أطلقت “مكتبة المنى” في “مؤسسة الصفدي” برنامج نشاطاتها الثقافية والتربوية الذي يستمر من 10 لغاية 30 نيسان 2010، والمتضمن باقة من النشاطات المشجعة على القراءة والألعاب الترفيهية للأطفال، ألعاب فكرية تثقيفية لكافة الأعمار، إطلاق كتب لمؤلفين لبنانيين، قراءة قصة للفنان جورج خباز وبحضوره، مسابقات ثقافية وعلمية في أرجاء المكتبة، عروض مسرحية للأطفال، والختام بندوة أدبية مع الإعلامي راجح الخوري. وتقوم “مكتبة المنى” بتنفيذ هذه المجموعة الغنية من الأنشطة والعروض بالتنسيق مع “صفحات شبابية” الصادرة عن جريدة “الإنشاء”، نادي روتاري طرابلس المعرض، جمعية Books in motion، “دار حاتم” للطباعة والنشر، والمركز الثقافي الفرنسي في طرابلس.
فقد افتُتحت هذه الأنشطة في حديقة الملك فهد بطرابلس، وبمشاركة أكثر من 50 طفلاً أتوا من مدرسة دار السلام-التبانة والأطفال المتواجدين في الحديقة مع ذويهم، حيث رحبت مديرة “مكتبة المنى” ريم دادا الحسيني بالحضور وقدمت شرحاً عن الهدف الأساسي من هذا النشاط وهو تعويد الاطفال على قراءة الكتاب. وقد تضمن قراءة قصص للأطفال تولتها كل من المتطوعة هدى بياسي التي روت قصة “هيا بنا نقطف النجوم”، التي تزينت أرجاء الحديقة بصورها، فتفاعل الأطفال معها وتسابقوا للإجابة على الأسئلة التي طُرحت في نهاية القصة، ثم قرأت سمر جمول لبابيدي من مكتبة المنى قصة أخرى بعنوان “الدودة الشديدة الجوع” مع عرض لصورها في مراحلها المختلفة، مما أضفى جواً من الفرحة لدى الأطفال. وقد اختتم النشاط بعرض مميز للدمى من قبل مجموعة من الشباب المتطوعين: الإعلامي صهيب أيوب، الإعلامية جودي أسمر، والشابة صبا بزري التي ارتدت لباس المهرج وتحاورت مع الأطفال. تلى ذلك رسومات جميلة على وجوه الاطفال، الذين بدت عليهم الفرحة من خلال إصغائهم وحماستهم، والاهل الذين تجمهروا حول أطفالهم فرحين لفرحهم.
ومن ضمن برنامج “بلد يقرأ، بلد يعيش”، وفي ذكرى الحرب الاهلية في لبنان، شهد مسرح “مركز الصفدي الثقافي” نشاطاً ثقافياً من نوع آخر، حيث اطلقت “مكتبة المنى” بالتعاون مع دار حاتم للطباعة والنشر والمركز الثقافي الفرنسي في طرابلس، كتاباً باللغة الفرنسية للكاتبة اللبنانية زينة أبي راشد بعنوان “Mourir Partir Revenir: Le jeu des Hirondelles”، الذي يروي قصة مصورة لتلاميذ المرحلة الثانوية، تدور أحداثها حول الحرب الأهلية اللبنانية، وكيف عاش معظم الشعب اللبناني في تلك المرحلة الصعبة. وقد عبر الكتاب عن مضمونه فكانت الصور جميعها باللونين الأبيض والأسود. وقد تولى الدكتور دومينيك رونارد تقديم الشرح التحليلي عن الرسومات وكيفية دراستها وتفسيرها، وهو أستاذ في كلية الآداب القسم الفرنسي من المعهد الأوروبي، ومدرب متخصص في علوم الصور والسينما في جامعة غرونوبل.
حضر النشاط اكثر من 250 شخصاً من طلاب وأساتذة ثانويين ومديري مدارس وجامعات ومدرسي لغة فرنسية، من: روضة الفيحاء، راهبات العائلة المقدسة المارونية، الليسيه الفرنسية-كفرقاهل، كما حضرت مديرة الجامعة اليسوعية السيدة فاديا علم وحشد من أساتذة الجامعة اللبنانية وطلابها، إضافة إلى مشاركة متخصصة من قبل الدكتور مصطفى الحلوة والدكتورة ريما مولود والأستاذ جورج دروبي.
بعد النشيد الوطني، ألقت مديرة “مكتبة المنى” ريما دادا الحسيني كلمة رحبت بالحاضرين، ثم كلمة المركز الثقافي الفرنسي التي ألقتها ريما ميقاتي، وتولت الدكتورة ريما مولود التعريف بالسيدة تيريز دويهي حاتم مديرة التحرير في دار حاتم للطباعة والنشر، وبالدكتور دومينيك رونارد. وقدمت السيدة دويهي الكتاب معرفةً بالكاتبة اللبنانية الشابة زينة أبي راشد، وكان عرض لبعض من صور الكتاب حيث قام الدكتور رونارد بشرح تقنياتها وعلل وجود الصور الثابتة وطغيان اللونين الأبيض والأسود.
وفي الختام، تم توزيع نسخ مجانية للكتاب من قبل دار حاتم للأساتذة والمدارس لدراسة الكتاب وإمكانية دمجه في المناهج التعليمية نظراً لقيمته الوطنية.