ليس من حديث في مدينة طرابلس هذه الايام سوى حديث الانتخابات البلدية والاختيارية،وليس ما يهم الشارع الشعبي الا هذا الاستحقاق الانتخابي الذي له علاقة مباشرة بالعائلات الطرابلسية والقوى الشعبية المحلية ناهيك عن القوى السياسية التي تعتبر هذا الاستحقاق بوصلة الاتجاه والعمل السياسي في طرابلس والذي يؤشر الى مستقبل المدينة والى حقيقة القاعدة الشعبية لقيادات المدينة.
فمن يراقب الاحياء الشعبية ومناطق طرابلس من الميناء الى ابي سمراء الى القبة الى التبانة والى البداوي فلا بد من ملاحظته انتشار اللافتات وبدء ظهور صور المرشحين باكرا لمراكز الاختيارية والبلدية والاهم من ذلك ظهور مرشحات لاول مرة في محلة الحدادين التي يبلغ عدد مقترعيها لوحدها حوالي 40 الف ناخب وعدد مقاعد الاختيارية فيها ثمانية وسوف تنافس المرأة الرجال في هذه المحلة الشعبية التي ستشهد تنافس حوالي اربعين مرشحا على المقاعد الثمانية وتقول نوال المقداد وهي سيدة ناشطة اجتماعية في المحلة ان من الضروري ان تتبوأ إمرأة او اكثر مركز المختار في هذه المحلة التي يتواجد فيها نسبة عالية من المحجبات اللواتي يرفضن الاختلاط بالرجال وكان الحجاب احد اهم اسباب عدم حصول عدد كبير من النسوة على الهوية لرفضهن استقبال الذكور من المخاتير وخاصة الارامل والمطلقات .
ويلاحظ ايضا نبض الحركة في مكاتب المختارين وحركة المرشحين وكأن الانتخابات حاصلة غدا رغم التأرجح في موعد الاستحقاق بين الموعد المعلن والتأجيل.
واللافت ايضا بدء الحديث عن تحالفات سياسية بين قيادات طرابلسية تحافات في الانتخابات النيابية ثم ما لبثت إلا أن غادرت الى تحالفات مغايرة بحثا عن استقطاب شعبي يفيد كرصيد للسنوات المقبلة.
الواضح حتى الآن أن التغيير هو عنوان المرحلة الجديدة، والتغيير يأتي لمواكبة التطورات السياسية التي طرأت على الساحة اللبنانية،فاذا كان رئيس البلدية الحالي قد جاء في قطار 14 آذار فاليوم وحسب ما يرجح أن هذه القوى التى انفرط عقدها في طرابلس تعمل على تظهير مرشح آخر بينما الرئيس الحالي بات اقرب الى الرئيس عمركرامي من الاتجاه الآخر، والرئيس كرامي حتى الآن لم يعلن رأيه لأنه من المبكر ذلك خاصة انه معروف بتأنيه في اتخاذ القرار،لكن بات هو المحور الذي تلتقي حوله القوى الشعبية سيما وانه في الانتخابات النيابية التي خاضها منفردا اثبت انه يمثل ثلث المدينة .
وفي هذا الاطار ايضا بما للرئيس نجيب ميقاتي من حيثية شعبية حققها بخدماتها الواسعة الانتشار بات يتجه الى تشكيل تحالف جديد ينافس فيه حلفاء الامس القريب.
ولم تستبعد الاوساط السياسية في طرابلس ان يكون اقرب الى الرئيس كرامي في هذا الاستحقاق.
ومن المؤكد ان القوى الحزبية في المدينة سيكون لها وزنها في هذا الاستحقاق وخاصة الحزب السوري القومي الاجتماعي وجبهة العمل الاسلامي وحزب البعث العربي الاشتركي والحزب الشيوعي، واذا التقت هذه القوى الحية في المدينة واتفقت على لائحة واحدة او اعلنت توافقها مع الرئيس كرامي كقطب معارض بارز رغم اعلان انسحابه من قوى 8 آذار لكنه بقى رمزا معارضا مستقلا يلتقي حكما مع قوى المعارضة وهو المعروف باحترامه وتقديره وتحالفه مع القوى الحزبية المعارضة في المدينة سواء مع الحزب القومي او مع جبهة العمل الاسلامي فان اللائحة التي يلتقي معها الرئيس كرامي والقوى المعارضة ستشكل حالة تنافسية لقوى 14 أذار التي لا يزال البعض يصر على الانضمام اليها سواء من تيار المستقبل او النائب كبارة .
وفي هذه الحالة ليس من صالح الرئيس ميقاتي ان يكون بعيدا عنها بعد شعوره بغبن من تحالفه مع تيار المستقبل في الانتخابات النيابية وانه لم ينل حقه فيها رغم كل ما بذله من تنازلات حينها لتشكيل رافعة لتلك اللائحة.
ويلاحظ ايضا ان محلة التبانة وهي منطقة شعبية واسعة قد شهدت في الآونة الاخيرة تقلبات في المزاج السياسي لصالح كرامي وميقاتي والمعارضة، وبات الشارع في هذه المحلة يجاهر باستيائه من فريق 14 آذار ومن تلكؤ بعض النواب عن تقديم خدمات فعلية للمنطقة الاكثر فقرا ليس في طرابلس وحسب انما في الشمال ولبنان كله.