نظم منتدى المعاقين في لبنان الشمالي، بالتعاون مع جمعية الشبان المسيحية (برنامج التدريب المهني السريع)، ورشة عمل لبعض البلديات في منطقة الشمال تحت عنوان ” بلديتي تدعم قضيتي”، نهار الاربعاء في 20\5\2009، في قاعة النشاطات في مقر المنتدى في الميناء ، بهدف تحثيث قطاع البلديات حول قضية الاعاقة، ومناقشة مسؤولياته في هذا المجال، بالاضافة الى عرض لتجربة الشراكة والتعاون بين المنتدى وكل من بلديتي طرابلس والميناء مع تقييم هذه التجربة مما شابها من نجاحات واخفاقات، لأنه مما لا شك فيه ان البلديات لديها مسؤولية أساسية في دعم القضايا الاجتماعية، وخاصة قضية الاعاقة وذلك عبرتطبيق عدد كبير من البنود القانونية الخاصة بكل من قانون البلديات والقانون المتعلق بالاشخاص المعاقين، إضافة الى دور محرك لكافة القطاعات الإجتماعية المكونة لنسيج المجتمع المدني ، في التحسيس و التحثيث والتشبيك و التكافل و التضامن الإجتماعيين .
ولقد عبّرالاستاذ نبيل عبد رئيس المنتدى خلال هذه الورشة، عن المعاناة الطويلة التي تواجه قضية الاعاقة التي مازالت مهمشة او ليست من ضمن اولويات القطاعات الرسمية و الخاصة ، بدءا بالوزارات و الإدارات العامة وصولا الى كافة المؤسسات الخاصة من مهنية و إنتاجية و ثقافية و سياحية ، مرورا بالقطاع البلدي في كافة أنحاء الوطن . وأضاف ان المطلوب لا يرتب أعباء مادية باهظة ،خاصة إذا أخذت قضية الإعاقة بالحسبان مسبقا في كافة إستراتيجيات العمل و المخططات لكافة الإنشاءات و البرامج و الأنشطة ،إنما المطلوب يرتب فقط تحسسا و إقتناعا بأحقية قضية الإعاقة و بالتعامل مع الشخص المعوق على أنه مواطن كامل الحقوق و الواجبات قادر على المنافسة في كافة المجالات ، شرط تأمين بعض التسهيلات التي تسهل ظروف حياته اليومية .
وعرض لتجربة التعاون مع بلديتي الميناء وطرابلس ، الممتد لما يزيد عن خمسة و عشرين عاما من التعاون و التنسيق و النشاطات و البرامج المشتركة ، تجلت أهمها في قطعة الأرض التي وضعتها بلدية الميناء تحت تصرف المنتدى لإقامة بعض المنشئات عليها ، إضافة الى مشروع تأهيل المعاق في بيئته الذي نفذ بالتعاون مع بلدية طرابلس في منطقة التبانة عام 2003 ، إضافة الى مشروع مشترك مع البلديتين و مستمر منذ عدة سنوات وهو مشروع الأكشاك لتأمين فرص عمل للأشخاص المعاقين ، إضافة الى توقيع بروتوكول تعاون بين المنتدى و البلديتين عام 2008 ،أثمر عن تأهيل الارصفة بأكثر من 50 منحدر في المدينتين، وتأمين مواقف خاصة لركن السيارات الى جانب بيوت الاشخاص المعوقين ، و إلتزام من البلديتين بضرورة تأمين حقوق الأشخاص المعاقين في البيئة المؤهلة في كافة التراخيص و المشاريع المتعلقة في البلدية و مشاركة البلديتين في العديد من الانشطة الخاصة بالجمعية.
من ثم كان للسيدة سميرة بغدادي، ممثلة رئيس بلدية طرابلس، كلمة اعتبرت ان بروتوكول التعاون الذي جرى بين البلدية والمنتدى هو امر بديهي لان للبلدية دور منظم ومفعل للحركة التنموية، وطالبت ان لا تكون الخطوات التي تقوم بها البلدية ناقصة، كما طالبت الجمعيات ان تكون صفاً واحداً للضغط على المعنيين لتحقيق مطالبهم المحقة .
كما رحبت البلديات المشاركة بهذه التجربة الرائدة و أبدت إهتمامها بدراسة إمكانية تطبيقها كل في نطاقها البلدي ، مع الأخذ بعين الإعتبار فروقات و إختلافات الواقع المدني و الخصوصيات لكل بلدية، مشددين أن الدور البلدي لا ينحصر في التأهيل الهندسي فحسب يل يمكن تطويره ليصار الى مشاركة فعالة في تحديد إحتياجات الأشخاص المعاقين الموجودين ضمن النطاق البلدي ، و التعاون في إيجاد الحلول و التقديمات المناسبة لتلبية هذه الإحتياجات .، غضافة الى لعب دور المحرك الأساسي لتشبيك كافة القطاعات الإجتماعية في برامج و نشاطات مشتركة لكافة مكونات المجتمع المدني . و أكدت كل من يلديتي ددة و القلمون ، نيتهما برفع الأمر الى المجلس البلدي ، لمناقشة البروتوكول و إقراره و توقيعه بأسرع وقت ممكن .
وفي نهاية الورشة تم الاتفاق على استكمال تلك الخطوة، بخطوات عملية مع أكبر عدد ممكن من البلديات في الشمال والتنسيق معها من اجل اصدار بروتوكول تعاون مع كل بلدية على حدة ، و أعتبار البلديات الحاضرة و التي ستنضم الى البروتوكول نواة للجنة تحضيرية لمؤتمر وطني حول دور البلديات في دعم قضية الإعاقة، مقترح تنظيمه خلال الخريف المقبل ، بهدف تعميم التجربة و خلق مجالات مستقبلية للتعاون.