تم أمس إطلاق بدء التسجيل في مجمع العزم التربوي – طرابلس في مؤتمر صحافي عقده في فندق “كواليتي إن” المشرف العام على جمعية العزم والسعادة الاجتماعية الدكتور عبد الإله ميقاتي، ونائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت للبرامج الخارجية الإقليمية الدكتور حسان دياب، ورئيسة قسم الأبحاث في الجامعة الأميركية الدكتورة كرمى حسن، الذي سيبدأ عامه الدراسي في شهر أيلول من العام الجاري.
قال الدكتور عبد الإله ميقاتي في كلمة له: رب صدفة خير من ميعاد، فاليوم عيد المعلم، وفي هذا العيد نقدم هذا المشروع التربوي لأبناء طرابلس، وكل عام وأنتم بخير.
إنها لحظة سعيدة إنتظرناها طويلا ً، فقد كانت حلما ً راود الأخوين المؤسسين الأستاذ طه والرئيس نجيب ميقاتي، لإقامة مؤسسة تربوية تعليمية نموذجية بحق، نموذجية في بنائها وإدارتها، وبرامجها ومناهجها، ومعلميها ونشاطاتها. مؤسسة ترى التميّز العلمي جوهر مجتمع الغد الناجح.
من أجل ذلك كان القرار بشراء قطعة أرض كبيرة بلغت مساحتها 16 ألف متر مربّع، وُضعت لها الخرائط المناسبة، لتتماشى مع أفضل التصاميم الهندسية لمجمع تربوي، في جميع مقوماته. وتم التلزيم لإحدى أهم شركات المقاولات العالمية للقيام بأعمال البناء.
وهكذا ارتفع البناء ليشمل مبنى للروضات، ومبنىً ثانيا ً لحلقتي التعليم الإبتدائي ومبنىً ثالثا ً لمرحلتي التعليم المتوسط والثانوي، ومبنىً رابعا ً للتعليم المهني، وخامسا ً للإدارة.
هذا طبعا ً بالإضافة إلى عدد من المختبرات والمسرح وقاعات متعددة النشاطات وملاعب داخلية وخارجية في المساحات التي تحوط البناء.
ارتفع البناء ليكون صرحا ً علميا ً يحتضن أبناءَنا وبناتِنا في أفضل الأطر التربوية والتعليمية. يسعى مجمع العزم التربوي إلى توفير تكافؤ فرص التعليم الحديث للجميع وبدون تمييز، بناتٍ وصبيانا ً، فقراءهم وأغنياءهم، وذوي الإحتياجات الخاصة منهم، من خلال أقساط تعليمية مدروسة، وكما هو متعارف عليه في المدارس الخاصة غير المجانية، على أن تدرس الحالات الاجتماعية الخاصة بالطلاب غير القادرين، من قبل جمعية العزم والسعادة الاجتماعية، لتقديم المساعدة، جزئية كانت أم كاملة، بلا تدخل إدارة المدرسة في ذلك.
هدفنا هو بناء الإنسان، المؤمن الصالح، ذي الأخلاق الحميدة، المخلص لوطنه ومجتمعه، المشارك والفاعل في عملية الإنتاج ونشر المعرفة، والمؤثر بجدارة في مسيرة الحضارة الإنسانية.
هدفنا أبعد من تلقين المعلومات ومواد المناهج التقليدية، فهو يتعدى ذلك إلى تنمية الإنسان، كل الإنسان، وإعداده علميا ً بالأساليب والمناهج المعاصرة البحثية منها والتطبيقية، واكتسابه للمهارات المختلفة، ومساعدته على البقاء في وطنه والتمسك بأرضه، والسعي الدؤوب لتعليمه ما ينفع الوطن في مسيرة إعماره.
مجمع العزم التربوي، لا يبغى الربح، وهو مشروع لا يهدف إلى منافسة أية مؤسسة تعليمية، بل على العكس، هناك تصميم وإرادة واستعداد كامل للتعاون الإيجابي مع كل المؤسسات التربوية في المدينة بهدف العمل على رفع المستوى التعليمي مع الجميع بلا استثناء للخروج من مفهوم المدرسة كمصنع للشهادات، إلى مفهوم المدرسة كمصنع لبناء شخصية الانسان ضمن الأهداف والأطر التي ذكرناها.
ومجمع العزم التربوي، مؤسسة تتفاعل مع محيطها وبيئتها ومجتمعها، فهي تهدف إلى التواصل الإيجابي الفاعل والمتكامل مع الأهل، ليكونوا مع المدرسة، الرعاة الصالحين لإعداد الأبناء وتكوينهم وتربيتهم، ولنشر الإنسجام في تطور أبنائهم ونموهم السليم. فالتربية ليست مقصورة على التعليم، بل هي أشمل من ذلك وأوسع بكثير وأبناؤنا أمانة في أعناقنا جميعا ً.
ومجمع العزم التربوي يهدف إلى تفاعل الطلبة وتكاملهم السليم مع مجتمع المدينة ليشكل حلقة في عِقدها الهادف إلى جعل “مدينة طرابلس – مدينة للمعرفة”، كما دعا إلى ذلك الرئيس نجيب ميقاتي، بالأمس القريب، فأبواب المجمّع ستكون مفتوحة لكل طالب علم ومعرفة، بلا استثناء. وسنعمل جاهدين لتحقيق هذا الشعار إن شاء الله، ليعود إلى المدينة تميزها، ولتأخذ مكانها المتقدم في عالم المعرفة، وعصر المعلوماتية، وعصر التعلم المستمر مدى الحياة.
ومجمع العزم التربوي يقوم في قلب مدينة طرابلس، بالقرب من بساتينها الخضراء، وقد تم اختيار الأرض والموقع لكي يلبيا المواصفات والأهداف التي أرادها المؤسسان.
وينقسم المشروع قسمين أساسين: قسم التعليم الأكاديمي، أي مدرسة العزم التي ينطلق التسجيل فيها غدا ً على أرض الموقع، ويشمل صفوف المرحلتين الأولى والثانية، والصف الأول في كلٍ من المرحلتين الثالثة والرابعة، وسنة بعد سنة سيتم زيادة عدد الصفوف في مختلف المراحل – إن شاء الله – حتى يكتمل عقد المدرسة. أما القسم الثاني، فهو مهنية العزم، وسيشمل خمسة إختصاصات سنعلن عنها وعن موعد افتتاحها في العام المقبل، ليبدأ التدريس فيها في العام اللاحق، إن شاء الله.
ومع إيماننا بأهمية اللغة ودورها في بناء شخصية الإنسان في هذا العالم الجديد، فإننا، في مدرسة العزم سنولي اللغة العربية أهمية خاصة، لغتنا الأم. وستعتمد المدرسة تدريس المواد العلمية باللغتين الفرنسية والإنكليزية، حيث ستكون إحداها أساسية والأخرى سنرتقي بها إلى درجة من الإتقان لا تقلّ جودة عن اللغة الأساسية.
وتابع: لا شك في أن الجهاز التعليمي، كما البرامج والمناهج والإدارة التربوية، تشكل كلها عصب النجاح في المؤسسة التعليمية. لذلك تم التعاقد مع الجامعة الأميركية في بيروت لوضع البرامج والمناهج الحديثة، واختيار التجهيزات المخبرية التأهيلية اللازمة ولتدريب الطلاب على مواكبة المناهج التعليمية الحديثة، وحتى يكونوا بمستوى التعاطي مع أحدث تكنولوجيات العصر، مما يساعدهم على كسب المهارات بسهولة ويسر، كما ستتولى إدارة الجامعة الأميركية الإشراف على تطبيق هذه البرامج والمناهج في سبيل تحقيق الهدف المنشود.
كما أننا بدأنا تحضيرالبرامج المساعدة وإعدادها، على الكمبيوترE-learning حتى يتسنى لنا رفع المستوى العام بما يتناسب مع قدرات الطالب الذهنية والعقلية.
ذلك أن التعليم الحديث يقوم على مبدأ مساعدة الطالب الذكي على الإبداع من ناحية، ورفع مستوى الطالب الضعيف، من ناحية أخرى، من خلال استعمال مختلف الوسائل والأساليب الحديثة، الإلكترونية منها والرقمية.
واضاف إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا ً أن يتقنه، شعارنا هو الإتقان. وسنسعى إليه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. لن نألو جهدا ً في استعمال أحدث التقنيات للوصول إلى هدفنا، خصوصا ً وأن العلم يخطو خطوات سريعة جدا ً، وقد تطورت وسائل الإنتاج، وعالم المعرفة والمعلومات ووسائط الاتصالات، ولا يجوز أن يبقى التعليم يراوح مكانه ببرامجه التقليدية، ومناهجه الموروثة عن الأجداد، خصوصا ً وأن التعليم هو مرآة المستقبل وصانع قدرات انسانه.
لقد تطور استعمال التكنولوجيا الحديثة في العقدين الماضيين من الزمن في عملية التعليم، تطورا ً كبيرا ً جدا ً، وقد أصاب ذلك جميع البرامج والمناهج التعليمية، فحققت سرعة غير مسبوقة في نشر المعرفة والنهوض العلمي وزيادة الإنتاج في دول العالم المتقدم، ولا يجوز لنا أن نبقى مكتوفي الأيدي، علينا أن نتعاون جمعيا ً لتحقيق الإستفادة منها وإدخالها في برامجنا التعليمية، حتى نستطيع اللحاق بركب التطور العلمي المتسارع وبركب الحضارة معا ً.
دياب
من جهته الدكتور حسان دياب قال: يسّر الجامعة الأميركية في بيروت أن تعلن عن تأمين الخدمات الاستشارية لجمعية العزم والسعادة الاجتماعية في قيامها بمشروع تربوي يرمي إلى رفع مستوى التعليم وتأمين احتياجات الطلبة في مدينة طرابلس وضواحيها. إنه لمن البديهي ان تساهم الجامعة الأميركية في بيروت في مثل هذه المشاريع اذ ان هدف الجامعة كان هدف مؤسسي الجامعة الأميركية في بيروت ارتكزت دائما ً على مبدأ أساسي هو التعلم لكسب الفهم، الأمرالذي يؤهل التلاميذ للتفكير الخلاق ومواجهة المشاكل وحلها، يدفعهم إلى ذلك نهمهم لنيل المعرفة وكسب المهارات الاجتماعية المناسبة.
ويتألف مشروع المدرسة من ثلاث مراحل. وقد استكملت المرحلة الاولى، “دراسة الجدوى”، في حزيران 2009، ويتم حاليا ً تنفيذ المرحلة الثانية وهي تطبيق ما توصلت إليه الدراسة، ستنتهي هذه المرحلة قبل حزيران 2010. وستليها المرحلة الثالثة والأخيرة وهي تدريب العنصر البشري من هيئية إدارية وتدريسية خلال الفترة القادمة.
الردّ على الاسئلة
وردا ً على أسئلة حول بدء العام الدارسي أشار الدكتور ميقاتي أنه سيبدأ العام الدراسي في أول أيلول في مراحل الحضانة والروضات وفي المرحلة الابتدائية الأولى حتى الصفّ الرابع في اللغتين الانكليزي والفرنسي على أن يستكمل فتح باقي الصفوف تدريجيا ً خلال الأربعة سنوات القادمة.
أما عن ما سيقدمه مجمع العزم التربوي من جديد في برامجه التعليمية قالت الدكتورة كرمى حسن: سيتم التركيز على مناهج متطورة تساهم في تطوير شخصية الطالب الاجتماعية والعقلية وتمكنه من القدرة على التكيف الصحيح والتفاعل مع المجتمع كما سيتضمن المركز قسم خاص للتفاعل الاجتماعي، سيتم من خلاله الدعم النفسي للطالب وترشيده، كما سيركز مجمع العزم التربوي على اللغات لأنها الأساس وتمكنه من فهم المواد العلمية كالرياضايت والعلوم والتكنولجيا، وأن الهدف الأساسي هو بناء شخصية الإنسان ضمن مواصفات علمية عالمية حديثة.
وحول إختيار الأساتذة والهيئة الإدارية فيه أشارت د. حسن إلى أن الاختيار سيكون بناءا ً لدراسة ملف الأستاذ، الذي يجب أن يكون زاخرا ً بالخبرة ويتقن اللغة واستعمال الحاسوب وكل مستلزمات العلم الحديث.