أطلق منتدى المحامين في جمعية العزم والسعادة الاجتماعية أعمال الدورة التدريبية الثانية حول: “الوساطة وسيلة بديلة لحل النزاعات” بالتعاون مع المركز الأميركي للوساطة، والجمعية الأميركية للتحكيم ومكتب رشيد فهمي كرامي للمحاماة والإستشارات القانونية. وذلك في قاعة المعارض في الرابطة الثقافية في طرابلس.
بداية النشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة أمينة سرّ لجنة الوساطة في منتدى المحامين المحامية هانيا إيعالي، قالت فيها: بداية أودّ أن أرحب بالمحاضرين: الأستاذ مارك أبل والدكتور محمد صلاح عبد الوهاب والأستاذ علي العرادي والأستاذ فهمي كرامي، وزملائي المشاركين في هذه الدورة. وأود أن أشكر منظمي دورة الوساطة الثانية، وهم: الجمعية الأميركية للتحكيم وجمعية العزم والسعادة الاجتماعية ومكتب رشيد فهمي كرامي.
وقالت: أن الوساطة هي عملية تجري من خلال إثنين أو أكثر من المتنازعين في محاولة للتوصل إلى تسوية ودية بمعاونة طرف ثالث محايد وهو الوسيط، فعندما يقع نزاع من أي نوع كان بين أفراد أو جماعات أو بين أرباب التجارة والصناعة, وما شابه من مهن أخرى، فإن مطلب كل فرقاء النزاع الرئيسي, هو تسوية هذا النزاع بأقصر الطرق وأكثرها إيجابية بأقل الجهد والوقت, وبأقل كلفة ممكنة. وهذا ما يميّز الوساطة كوسيلة بديلة لحل النزاعات.
وأضافت: أن الوساطة يعبّر عنها اليوم “بالفن”، وقد يظنّ البعض بأن المقصود بالفن هو الطرق أو التكتيكات التي تستخدم للرسم أو التمثيل على سبيل المثال، فرغم أن هذه التقنيات مهمة في إنجاح أي عمل فني، ولكن المقصود بالفن في الوساطة هو تحويل المادة التربوية النظرية إلى تطبيق ملموس على أرض الواقع وأيضا ً الإبداع في خلق وإيجاد الحلول والقدرة على إدارة الذات وإدارة جلسة الوساطة بطريقة مبدعة ومهارة عالية. وأن موضوع هذه الدورة هو الشغل الشاغل اليوم لمعظم الفقهاء والمنظمات القانونية والمراكز التي تعنى بحل النزاعات.
فمن الدول التي أصبحت الوساطة في صلب القواعد القانونية فيها، كونها قد قننت بموجب قانون مستقل للوساطة كالأردن، ومنها التي سارعت إلى إنشاء المراكز والمؤسسات المتخصصة والمستقلة لحل النزاعات عبر هذه الوسيلة كدولة البحرين وأصبحت هذه المراكز تستلم القضايا، ومنها التي لا تزال الوساطة فيها تكتب في أحرفها الأولى كلبنان.
وأنهت قولها مشيرة ً إلى أن هدف منتدى المحامين هو نشر هذه الوسيلة في المجتمع اللبناني لملاحقة وركوب أمواج التطور العلمي والثقافي، كما وتدريب مجموعة من الأشخاص لجعلهم وسطاء مؤهلين لحلّ النزاعات عبر هذه الوسيلة، للتمكن في القريب العاجل من إنشاء أول مركز للوساطة يعنى بحلّ النزاعات على غرار باقي الدول العربية والأجنبية.
ثم ألقى كلمة الجمعية الأميركية للتحكيم الأستاذ مارك أبل كلمة رحّب فيها بالحاضرين وشكر جمعية العزم والسعادة على الإستضافة المميزة في لبنان.
كما ألقى الأستاذ فهمي كرامي كلمة شكر فيها الجمعية ورحب بالحضور.
أعمال اليوم الاول
بدأت الدورة أعمالها التي استهلت بتمرين عملي يهدف إلى إستكشاف توقعات المشاركين من عملية الوساطة ومن الدورة الحاضرة.
ثم تم عرض فيلم وثائقي يتناول عملية وساطة حقيقية جرت في المركز الدولي لتسوية المنازعات بين عدة أطراف: مالك البناء، المستأجرين، المهندسين والمقاول، يبيّن التقنيات التي يستخدمها الوسيط والأطراف أو ممثليهم للوصول إلى إتفاق تسوية.
كما تم تنفيذ تمرين عملي آخر وهو ما يسمى بـ”مونولوج الوسيط”، حيث تم تقسيم المشاركين عشوائيا ً إلى 9 مجموعات مؤلفة من 3 مشاركين في كل مجموعة، وذلك بهدف التركيز على ما يجب على الوسيط فعله عند بدء الجلسة الأولى للوساطة، مثلا ً: كيفية تقديم الوسيط لنفسه أمام الأطراف، كيفية إدارة النزاع والسيطرة عليه، كيفية إعطاء الثقة، الحيادية، السرية والصراحة لكافة الأطراف.
أعمال اليوم الثاني
وفي اليوم الثاني من الدورة تمت متابعة التمارين العملية، بداية ً بتمرين يقوم على تمثيل عملية الوساطة بموجب وقائع تم تزويد المشاركين بها بعد تقسيمهم إلى مجموعات. هدف التمرين إلى إستيعاب الوساطة بكل تقنياتها وآلياتها وأدوارها، والقضية التي عرضت عليهم قضية مثيرة جدا ً وذلك بغية التوصل إلى إتفاق التسوية.
ومن ثم جاء عرض لمراحل عملية الوساطة، وهي تتلخص بـ: التحضير والإستكشاف (بتحديد المسألة، الإستكشاف بالأسئلة، الإختصار أو إعادة الصياغة) والخيارات (أسئلة نظرية وافتراضية)، والتدخلات التي يقوم بها الوسيط بكل المراحل وتقنيات هذا التدخل التي تنحصر بمساعدة الأطراف على تلخيص النزاع ومساعدتهم بوضع اليد على موضوع النزاع الأساسي، وتذكير الأطراف بالتركيز على المواقف والمصالح والحاجات، كما وعقد إجتماعات سريّة لكل طرف على حدة إذا لزم الأمر، وهو ما يسمى بالـCaucus، أو إجتماع الوسيط مع ممثلي الأطراف.
وتم إختتام هذا اليوم بتمرين عملي يساعد على تطبيق وممارسة كافة مراحل الوساطة والتدخلات التي يمكن أن يقوم بها الوسيط، كل ذلك في سبيل الوصول إلى إتفاق تسوية بعيدا ً عن أي محكمة قضائية أو هيئة تحكيمية.
وأكدّ المحاضر الأستاذ العرادي أنه بعد الإحصائيات المؤكدة، تبيّن أن الشعب اللبناني هو الأكثر إمتلاكا ً لتقنيات الوساطة بالفطرة وأكثر إستعمالا ً لها في معاملاتهم اليومية، الأمر الذي يجب أن يستفيد منه الشعب اللبناني أكثر.
أعمال اليوم الثالث
بدأ اليوم الأخير بتلخيص ما تم في اليومين، ومن ثم تم طرح تمرين عملي ثالث في هذه الدورة، حيث تمكن كافة المشاركين من لعب دور الوسيط تتابعا ً في الأيام الثلاثة. وقد تم التعرض لعدد من المواضيع منها إستراتيجيات الحائط المسدود الذي يمكن أن يواجهه الوسيط، والمسائل الأخلاقية في عملية الوساطة وأخيرا ً كيف تصبحون وسطاء أو تؤسسون مكتبا ً للوساطة.